أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن البحرين ملتزمة بتعليم متطوّر يرتبط بسوق العمل ويعزز الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن المسيرة التعليمية بالمملكة تعكس مراحل تطور المجتمع ونموه وارتقائه. وقال عاهل البلاد المفدى لدى استقباله وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي أمس، إن البحرين التزمت دوماً بتوفير التعليم المتطور لأبنائها باعتباره رمز ريادتها والمكون الرئيس لثروتها البشرية التي تفخر بها وتعول عليها في بناء التنمية الشاملة.وأضاف جلالته أن المسيرة التعليمية المباركة في البحرين مضى على انطلاقتها الأولى عقود عديدة، عكست في رحلتها الطويلة مراحل تطور المجتمع البحريني ونموه وارتقائه في معرفته ووعيه، وامتلاك أبناء البحرين مهارات جعلتهم دوماً قادرين على تنمية وطنهم والارتقاء به على الصعد كافة.وعاين جلالة الملك المفدى مع عدد من المسؤولين والمختصين بوزارة التربية بمجال الإنشاءات المدرسية، الرسومات الإنشائية الجديدة للمنشآت التعليمية تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية في الارتقاء بمستواها، تجسيداً لتطور المسيرة التعليمية في البحرين خلال العهد الزاهر لجلالته. وأشاد العاهل المفدى بجهود القائمين على المسيرة التعليمية في مختلف مواقعهم لتطوير التعليم والارتقاء بمخرجاته، خاصة في ضوء تحديات الجودة المطلوبة في ربط التعليم بمخرجات سوق العمل من ناحية، وجعل التعليم قوة فاعلة في تعزيز الوحدة الوطنية، مؤكداً ضرورة توفير أفضل الخدمات للطلبة والطالبات ليتمكنوا من الحصول على أرقى سبل التحصيل العلمي.وقُدم خلال اللقاء عرض حول الإنشاءات التعليمية الجديدة الجاري تنفيذها حالياً، وفقاً للتوجيهات السامية بمراعاة توفير أفضل الخدمات التعليمية للمواطنين وتقريبها من مناطق سكنهم في مختلف محافظات المملكة والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وتحسين البيئات المدرسية بما يخدم عملية تجويد التعليم، والارتقاء بنوعية المباني لتكون صديقة للبيئة ومرنة ومتعددة الاستخدامات، وجعل المنشآت التعليمية الجديدة جاذبة ومساعدة على التواصل بين الطلبة والمعلمين ومتكاملة من حيث الأدوار التعليمية والتربوية والشبابية والرياضية التي تؤديها المدرسة ضمن رسالتها.وراعت التوجيهات جعل المؤسسات التعليمية الجديدة بمنشآتها المتطورة، مساعدة على بناء الشراكات مع الجهات الحكومية والأهلية المختلفة لرعاية الشباب البحريني خاصة في مجالي الشباب والرياضة. وتضمن العرض بيان خصائص المنشآت المدرسية الجديدة لجهة مراعاة الأمن والسلامة، وتوفير مستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة، وجعل جميع الفصول الدراسية إلكترونية، وتوفير صالة متعددة الأغراض بتصميم هندسي فريد مرن يساعد على تعدد الاستخدامات التعليمية والتدريبية والأنشطة المدرسية، ووجود مركز مصادر التعلم متطور لتسهيل التواصل مع الطلبة، وأن تكون مبانٍ متجاورة لتسهيل عملية تنقل المعلمين والطلبة، وسهولة التواصل بينهم في ظل وجود تكييف مركزي لكافة المباني الإدارية والأكاديمية، وتتميز بالمرونة في استخدام قاعات المبنى وتقسيمها واستخدامها كفصول دراسية أو قاعات إدارية أو أماكن للعرض.وشملت التوجيهات مراعاة جعل المختبرات متعددة الاستخدامات "مختبر للعلوم أو للحاسوب..”، وقابلية المبنى للتوسع عند الضرورة لاستيعاب مزيد من الطلبة، وتوفير مساحة واسعة من الإضاءة الطبيعية داخل المباني، ومظلات خارجية كافية لوقوف الطلبة، وتأمين خدمات متطورة للطلبة مثل وجود مطعم وكافتيريا حديثة. وتضمن العرض نماذج من المدارس النموذجية الجديدة، المرتكزة على الاستفادة المثلى من المساحات باستغلال البناء العمودي المتعدد الطوابق.وعلى صعيد المنشآت الرياضية تضمن العرض الإشارة إلى خطة الوزارة لإنشاء 5 صالات رياضية متعددة الأغراض في المحافظات كافة، بمعدل صالة في كل محافظة بمواصفات ومقاييس دولية، فيما عرض وزير التربية نموذجاً لمبنى أمر جلالته بإنشائه بمناسبة رعايته لمهرجان البحرين أولاً العام الماضي، بحيث يكون فضاءً للطلبة لممارسة الأنشطة الرياضية والكشفية والثقافية والعلمية، وقال إن الوزارة بصدد إنشائه في مجمع الوزارة بمدينة عيسى خلال المرحلة المقبلة. من جانبه عبر وزير التربية والتعليم بالأصالة عن نفسه ونيابة عن منتسبي الوزارة، عن خالص الشكر ووافر التقدير والامتنان لجلالة الملك المفدى، لما يوليه للمسيرة التعليمية المباركة من رعاية كريمة ودعم متواصل، ما مكن الوزارة دائماً من الارتقاء بالخدمات التعليمية في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أن الوزارة وبفضل هذا الدعم حققت إنجازات على الصعيد الإنشائي بعد مرحلة توفير المقعد الدراسي لكل طالب بحريني. وأضاف أن الوزارة انتقلت إلى التركيز على جودة الحياة المدرسية، بما يتوافق مع متطلبات تنفيذ مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، خاصة برنامج تحسين أداء المدارس الذي تتولى الوزارة تعميمه على جميع المدارس الحكومية بدءاً من العام الدراسي المقبل، موضحاً أن النماذج الجديدة للمنشآت التعليمية حظي باهتمام جلالة الملك المفدى.وقال إن توجيهاته الملكية السامية التي تركز على توفير مزيد من الخدمات التعليمية المتطورة للمواطنين محل اهتمام الوزارة، مشيداً بالدعم الذي تجده المسيرة التعليمية في البحرين من رعاية ومساندة من جلالته، ما مكنها من تنفيذ المشاريع التطويرية المختلفة، مثل مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، وبرامج مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، ما أسهم في الارتقاء بمخرجات التعليم في البلاد.
الملك: ملتزمون بتعليم متطوّر يرتبط بسوق العمل ويعزز الوحدة الوطنية
28 يونيو 2012