الإنتر يتهاوى.. الإنتر في مهب الريح ورانييري على كف عفريت والسبب دفاع عواجيز تجاوزته الأحداث فخسر معركة لقب الكالشيو منذ الأسابيع الأولى للموسم الحالي.. وخرج البارحة من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما اهتزت شباكه في الدقيقة 90 لتنتهي القمة الإيطالية الفرنسية بنتيجة 2-1 ويتأهل أولمبيك مرسيليا بفضل فوزه في مباراة الذهاب 1-صفر.. وتذهب أحلام إنتر ميلان أدراج الرياح والسبب دفاع متواضع ومتهالك. الإحصائيات الخاصة بمباريات الدوري الإيطالي تكشف أن إنتر ميلان لم يسلم في أي مباراة من قبول أهداف باستثناء في مواجهة كييفو يوم 22 يناير الماضي عندما فاز بنتيجة هدفين لصفر، هذه المباراة الوحيدة التي خرجت فيها شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار خالية الوفاض لأن هجوم كييفو فيرونا كان متواضعاً ولا يؤلم. إنتر ميلان يحتل حالياً المركز السابع في ترتيب أسوأ دفاع، فالخط الخلفي لفريق رانييري قبل مرماه 4 أهداف أمام روما وباليرمو وثلاثة أمام بولونيا وهدفين من هجوم كاتانيا. واهتزت شباك إنتر ميلان في 10 مناسبات خلال الأربع مباريات الأخيرة على ميدانه، وتلقى 36 هدفاً خلال 27 جولة في الدوري الإيطالي، ويبدو أن المدرب رانييري يسير نحو تحطيم أرقامه القياسية في أكبر حصيلة من الأهداف المسجلة عليه حيث لم يسبق له أن درب فريقاً في السابق عليه 36 هدفاً قبل نهاية الكالشيو. فكل الدلائل والمؤشرات توحي بأن ما حققه رانييري من إنجازات مع السيدة العجوز وذئاب روما لن يكرره مع إنتر ميلان الموسم الحالي، فكلاوديو رانييري هو مدرب متخصص في إحداث الرجة النفسية في صلب الفرق أكثر منه مدرب بطولات وألقاب، إنه سليل مدرسة التدريب الكلاسيكية التي تبني خططها التكتيكية على الدفاع وليس على الهجوم مثلما يفعل مدربو العصر. رانييري يتبنى فلسفة "الدفاع يقودك إلى القمة” وهذا ما فعله مع يوفنتوس عام 2008 عندما أنهى مشوار الكالشيو في المركز الثالث ومع روما في 2010 حيث حصل على مركز الوصيف. وسطر رانييري بداية ناجحة في تجربته مع إنتر ميلان بعد خلافته للمدرب غاسبريني في نوفمبر الماضي إذ حقق نتائج جيدة قطعت مع كابوس الخسائر المتكررة، إلا أن ربيع الإنتر توقف في يناير وذلك مع عودة ويسلي شنايدررر وألفريز من الإصابة، فقد سقط الفريق في فخ الثقة المفرطة بالنفس وبات يلعب دون اجتهاد كبير مما نتج عنه عودة ظاهرة قبول الأهداف. وزادت الأخطاء الدفاعية المتكررة للبرازيلي لوشيو والأرجنتيني والتر صامويل وإصابات مايكون المتكررة من محن دفاع الأفاعي وجعلت شباكهم مرتعاً للخصوم كل أسبوع يقيمون فيها احتفالاتهم بانتصارات في مشهد لا يشرف إنتر ميلان فريق المجد والبطولات والتاريخ الكروي الكبير. ويجمع الفنيون أن إنتر ميلان الحالي لا يمتلك الخط الدفاعي الذي يمكن أن ينافس به على لقب الدوري الإيطالي أو على بطولة دوري أبطال أوروبا، فالثنائي لوشيو - صامويل تقدم به العمر وشاخ بهما الزمان، فالمدافع البرازيلي بات يخسر أغلب الصراعات الثنائية مع المنافسين على الكرة والحال أنها كانت نقطة قوته، أما المدافع الأرجنتيني (صامويل) فلم يبق من صلابته وقوته في محور الدفاع إلا ذكريات الماضي وأمجاد الإنتر في زمن المدرب المميز مورينيو. وحتى الحارس خوليو سيزار فقد تجاوزته الأحداث وفقد كثيراً من مهاراته، ولم يعد ذلك العملاق الأوروبي الذي يحمي عرين الأفاعي بقوة واقتدار، فقد خانته الشيخوخة وتراجعت لياقته البدنية فأصبح يرتكب أخطاء كثيرة في التصدي للكرة وفي التمركز أثناء التوزيعات العرضية. الإنتر بهذا الدفاع المتهالك المتآكل المتآلف من ترسانة من العواجيز يحتاج إلى ثورة شبابية تخلف جيل زانيتي ولوشيو وتحمل المشعل في المستقبل... لتحقق البطولات والألقاب وتثري بها خزائن الفريق وتكتب تاريخاً جديداً لإنتر ناسيونالي.