كتب ـ محرر الشؤون السياسية:أكدت الوقائع والأحداث وجود علاقة وطيدة بين حزب الله اللبناني وجمعية الوفاق البحرينية، وشهدت الفترة الماضية منذ اندلاع أحداث فبراير 2011 إلى اليوم اهتماماً كبيراً وتدخلاً مستمراً من قبل الأمين العام لحزب الله اللبناني في الشأن البحريني حين أعلن دعمه للوفاق في مارس 2011، ويلاحظ المتابع لخطابات نصر الله وعلي سلمان تناغماً كبيراً في التوجه ووحدة في الأهداف وانسجاماً في المواقف، والتحيز ضد وحدة البحرين واستقرارها وأمنها، وأكدت الأحداث المتتالية في البحرين أن حزب الله البحريني أصبح يستمدّ أسلوب العنف والإرهاب من حليفه اللبناني، خصوصاً بعد تلقي عدد من العناصر البحرينية تدريبات في مراكز عسكرية تابعة لحزب الله بلبنان، سواء من أعضاء خلية الجسر الإرهابية، أو من المتورطين في تصنيع المتفجرات التي تم الكشف عنها مؤخراً بالمملكة.وقال المحامي عبد الله هاشم إن البحرين وصلت بالفعل إلى درجة العراق ولبنان، وما يعزز ذلك هو وجود العبوات المتفجرة محلية الصنع، وأضاف: "نحن أمام مجاميع تسلك نفس نهج حزب الله، فالعثور على العبوات المتفجرة مؤشر خطير بوجود حركة تنتهج تصنيع السلاح وتتنامى في البلد”، وتابع: "نحن أمام مؤشر يؤكد أن هناك مجموعات وفصائل تسير على نهج منظمة بدر وجيش المهدي والحركات العنفية التابعة لإيران على المستوى العربي.ودعا هاشم أعضاء حزب الله البحريني إلى أن "يعودوا إلى الرشد وينتهجوا الأساليب المدنية والضغط السلمي لتحقيق مطالبهم وأن يعترفوا بالآخر ويحاولوا الإقناع بعيداً عن التلويح بالسلاح والجنوح إلى العنف، لافتاً إلى أن "مقاربات المصالحة يجب ألا تهمل مناقشة النزوع الخطير الذي بدأ يطفو على السطح”.وأوضح هاشم أن "الحالة العنيفة وعملية التمترس بالقوة والتلويح بالعنف تجلت بشكل رئيس لدى حزب الله الذي استخدم السلاح المكدس بكثرة في الأراضي اللبنانية، والمشرّع تحت يافطة المقاومة ليخيف خصومه في الداخل”، وأضاف أن المجاميع ذات النشأة العسكرية التابعة للأحزاب العسكرية الدينية في العراق مارست العنف الطائفي ولاسيما في جنوب العراق وفي بغداد، وأشار إلى أن من أبرز تلك المجموعات منظمة بدر وجيش المهدي المارد على أي سلطة، محذراً من أن تصبح البحرين عراقاً جديداً.وأكد هاشم وجود تناغم في الخطابات والمواقف التي تحكمها بين قادة حزب الله اللبناني وأصحاب المجاميع الدينية في البحرين، سواء على المستوى الاستراتيجي منها أو التكتيكي، وأوضح أن هناك معسكرات سياسية تابعة لإيران في دول المشرق العربي والمنطقة، يصنف فيها كل من النظامين السوري والعراقي، إضافة إلى حزب الله اللبناني وجمعية الوفاق وبعض المجاميع السياسية في دول الخليج العربي الأخرى.وقال هاشم إن أتباع ولاية الفقيه في العالم العربي يلتقون حول كل ما يخدم المصالح الإيرانية بالمنطقة بغض النظر عن مصالح الشعوب التي ينتمون إليها، سواء كان في حربها حول ملفها أو في سياسة الهيمنة التي تمارسها على مجموع الدول والجماعات التابعة لها، ما يؤكد وجود توجيه مركزي لخطاب تلك المجموعات، وبين أنه إذا قرر النظام الإيراني مساندة النظام السوري مثلاً كان لزاماً على كل الأتباع أن يشاركوه نفس الموقف ويسيرون في نفس الاتجاه.يذكر أن السلطات المختصة أعلنت مؤخراً عن ضبط ما يزيد عن 5 أطنان من المواد المتفجرة وأكثر من (110) لترات من المواد الكيماوية الأولية التي تدخل في تصنيع المتفجرات، في مخازن بـ«سلماباد” و«مدينة حمد”، ما حال دون وقوع دمار واسع النطاق وضرر بالغ في الأرواح والممتلكات، وأكدت وزارة الداخلية أن إرهابيين أعدوا ودربوا ودعموا لوجستياً للقيام بأعمال عنف، وتفجير في البحرين.