صدر العدد الجديد من المجلة الفصلية العلمية المتخصصة (الثقافة الشعبية) التي يصدرها أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والنشر، تحت إشراف مديرها العام ورئيس تحريرها الشاعر علي عبدالله خليفة. احتوى العدد الثامن عشر من المجلة على العديد من الأبواب بروحها الجديدة الطازجة. نقرأ في المفتتح عن «موقع ثقافي عالمي جديد إهداء .. للبحرين ولأهلها»: على مدى قرون استطاعت مملكة البحرين من خلال موقعها المتوسط بين الشرق والغرب وقربها الثقافي اللافت من الهند وأفريقيا وفارس أن تكون بوتقة التقاء وانصهار العديد من فنون وعادات وتقاليد تلك الشعوب. كانت سماحة العنصر العربي الساكن المؤسس لثقافة وطنية عريقة قد استقبلت مؤثرات الهجرات إليها برحابة صدر، وتفاعلت مع معطياتها باقتدار الواثق من كينونته وصاحب الفعل في إعادة صياغة ما يفد إليه وتغيير بعض وظائفه. مسجد سيادي وحول غلاف المجلة «مسجد سيادي .. صرح من الطين بين بيوت الإسمنت»، نقرأ.. المحرق.. أكنت محرقياً، بحرينياً أم أجنبياً.. تتعلق بها لكونها الحلقة الواصلة بينك والماضي. ستحيي فيك إحساساً غير مبرر لا يمكن وصفه إلا بالنوستالجيا. المحرق لطالما كانت مرساتنا في بحر الماضي.. التي تثبتنا على أرض الحاضر، رغم عدم إحساسنا بطوابع الماضي إلا أنها موجودة، ففي المحرق القديم والجديد واحد، فكم من الأشياء الجديدة وجدت على أسس الماضي، وكم من رواسب الماضي لازالت تعيش كالجديد جنباً إلى جنب.. جنبنا. ونقرأ أيضاً في الغلاف «الحناء شجيرة الفرح»: أوراق الحناء! يا لها من أوراق! علاقتها بالعرب وبثقافتهم عجب من العجب. هي أشهر من أن نقول فيها أو نخوض في شأنها. حاضرة في تقاليدهم حضوراً قوياً لا تكاد تنفصل عنهم مهما ابتعدت بهم المسافات وشطت الديار وانفتحت أمامهم أبواب الرزق أو ضاقت. الشريف والوضيع، الغني والفقير، الحضري والبدوي جميعاً يرتبطون بالحناء ارتباطاً روحياً غريباً. هذا إلى جانب ثقافات أمم أخرى كالإيرانيين والهنود ومن جاورهم ارتبطت الحناء لديهم بالأفراح والطقوس والطبابة وغير ذلك. إنتاج الثقافة الشعبيةونجد في صدر البحث «سياقات البيئة المجتمعية: إنتاج الثقافة الشعبية وكتابة التاريخ في السودان»، تعريف وتحديد المصطلحات الواردة في العنوان وهو: «سياقات البيئة المجتمعية: إنتاج الثقافة الشعبية وكتابة التاريخ». نأخذ أولاً السياق (context)، المقصود بالسياق هنا –لكي لا يحدث لبس– هو السياق أو مجموعة السياقات والبيئات التي تنتج الثقافة الشعبية. وهي ليست مثل اتجاه السياق الذي انتهجه بعض رواده مثل الان دنديس وروجر إبراهام، ودان بن آموس وكينيث قولدشتاين. وحول «الأمثال الشعبية المرتبطة ببعض الحرف التقليدية» نقرأ: الأمثال الشعبية من أبرز أنواع الأدب الشعبي التي تعبر عن طبائع الناس وعاداتهم ومعتقداتهم وذلك لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم، كما تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم نموذجاً يقتدى به في مواقف الحياة العديدة، ومن ثم تسهم في تشكيل اتجاهات وقيم أعضاء المجتمع الشعبي. لما كانت الحرف التقليدية أحد جوانب الحياة المهمة، حيث يشكل الحرفيون من أصحاب المهن المختلفة قطاعاً من قطاعات الشعب، فقد اتخذت الأمثال الشعبية من هذه الفئات مجالاً لعدد غير قليل منها. كما نقرأ في «الأساطير الشعبية: أسطورة شُجَيْرة حناء وقمر أنموذجاً»: إن الأسطورة حقيقة ثقافية معقدة جداً، يمكن التطرق إليها وتأويلها ضمن رؤيات متعددة ومتكاملة. إنها تحكي قصة مقدسة، وتسرد حدثاً وقع في الزمن البدائي والزمن العجيب للبدايات. وتعتبر قصة مقدسة حقيقية لأنها تستند دائماً إلى حقائق.. فولكلور تيشيتضمن عادات وتقاليد: نقرأ عن «فولكلور تيشيت: الاحتفالات نموذجاً»: شاع استعمال مصطلح الفولكلور في القرن التاسع عشر الميلادي، وتأسس له آنذاك مفهوم يطابق معنى حكمة الشعوب وارتبطت دراسات الفولكلور في البداية بالتاريخ والعادات المتوارثة، قبل أن تتوجه إلى البحث عن الجوانب الأسطورية من ثقافات الشعوب خصوصاً ما تبقى منها في الذاكرة الجماعية عبر العصور، والممارسات الطقوسية. كما نقرأ عن «الأقنعة وفنون الأداء التقليدية في تركيا»: تُعَرّف المجموعة الإثنية كمجموعة من الناس، يجمعهم الدين واللغة والجنسية والمنطقة الجغرافية التي عاشوا فيها في الماضي، وتربطهم معايير وقيم ثقافية موحدة، وتراث لأساطير مشتركة. وحسب علم الاجتماع، تمتاز الجماعة الإثنية عن غيرها امتيازاً جلياً، وينبغي رصد الاختلافات بينها وبين الجماعات الأخرى ضمن المنظور التاريخي في جميع ميادين الحياة والثقافة المرتبطة بالمجتمع. ومن بين المعايير المستخدمة للتمييز بين الجماعات الإثنية يبرز بشكل رئيس احتفالات المواليد، وطقوس الوفيات، والوضع الاجتماعي لأفراد الأسرة، وتقنيات الحياكة التقليدية، وتقاليد تربية الحيوانات، والأدوات المستخدمة في المنزل. المقام الخماسيوفي باب موسيقى وأداء حركي نقرأ «مدخل إلى الموسيقى والمقام الخماسي»: إن الموسيقى والجبر والحساب والهندسة كلها أنواع من جنس العلم الموزون. وهي علوم رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون، والموسيقى لغة، لفظ يوناني. انفرد فن الغناء باستعمال كلمة موسيقى. أما مدلول الكلمة اصطلاحاً فهي علم وفن، فعلم الموسيقى من العلوم الطبيعية المبنية على القواعد الرياضية، وهو ترتيب وتعاقب الأصوات المختلفة في الدرجات المؤتلفة المتناسبة. كما نقرأ عن «المناطق المتميزة للرقص الشعبي في مصر»: لقد تأثر الاهتمام بموضوع الرقص الشعبي في مصر بمدى الاهتمام العام بألوان الفنون الشعبية بجميع أشكالها وألوانها، ولقد زاد الاهتمام بالفنون الشعبية عامة في مصر في الفترة الأخيرة بهدف الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل. وموضوع الرقص الشعبي المصري متعدد الجوانب، ويتطلب إجراء بحث شامل يتضمن الخلفية التاريخية والاجتماعية بل والتطور التاريخي المصري وعلاقة الرقص الشعبي بالفنون الأخرى على أساس تطور فن الرقص ذاته لهذا الشعب وخصائصه ومميزاته.
«الثقافــــة الشعبيــة» تفتـــح كــوّة علــى التـــراث المتشعــــب في البحريـــن
03 يوليو 2012