ما هو أهم من الأرقام الكبيرة والزيادات المضطردة في ميزانيات الاتحادات الرياضية التي كشفت عنها اللجنة الأولمبية البحرينية بكل شفافية في مؤتمرها الصحافي الموسع يوم الخميس الماضي هي تلك الرسالة الجريئة والصريحة التي وجهها الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة إلى الاتحادات الرياضية “الكسولة” حين أكد بأن الاتحادات الفاشلة لن يكون لها مكان في الدورة الانتخابية القادمة!.رسالة واضحة وصريحة ومباشرة من مسؤول تنفيذي في سلطة رياضية أهلية عليا تخضع لها جميع الاتحادات الرياضية مفادها أن اللجنة الأولمبية بقدر دعمها وتشجيعها للاتحادات الرياضية ودفعها باتجاه المزيد من الإنتاجية وتحقيق الإنجازات فإنها ستراقب هذه الاتحادات مراقبة دقيقة جداً من الناحية الإدارية والمالية والفنية لتتأكد من أن من يدير هذه الاتحادات يقوم بواجبه ومسؤولياته بما يترجم هذا الدعم إلى نتائج إيجابية على أرض الواقع تصب في مصلحة ممارسي اللعبة التي يشرف عليها اتحاده وتتلاءم مع طموحات اللجنة الأولمبية وأن أي اتحاد سيتقاعس عن أداء مسؤولياته فإن التغيير سيطاله لا محالة! هذه الرسالة الصريحة والواضحة تؤكد مدى جدية اللجنة الأولمبية في تفعيل دورها الرقابي على الاتحادات الرياضية في المرحلة المقبلة ولعل نظام الربط الإلكتروني أبرز هذه المؤشرات التي سترتكز عليها العملية الرقابية التي لطالما طالبنا بها تجنباً لهدر الأموال والطاقات وعملاً بمبدأ الثواب والعقاب والأمانة المهنية. هذه الرسالة لم تأت من فراغ إنما هي نتيجة لواقع ملموس تعيشه الرياضة البحرينية يتمثل في وجود عدد من الاتحادات الرياضية عديمة النشاط متعددة المطالب والأسفار يصر أغلب مسؤوليها على التمسك بمناصبهم من دون أن يحاولوا تفعيل دور اتحاداتهم حتى على الصعيد المحلي فلا مسابقات محلية لاتحاداتهم ولا هم يحزنون!تركيزهم ينصب فقط على المشاركات الخارجية من خلال وجوه لم تتغير منذ سنوات طويلة الأمر الذي يؤكد العطل المزمن لعجلة الإنتاج في هذه الاتحادات التي آن الأوان لحلحلتها، وهذا ما أكدته رسالة خالد بن عبدالله الواضحة والصريحة..لقد جاءت الزيادات الكبيرة في ميزانيات الاتحادات الرياضية والتي وصلت نسبتها لما يقارب الـ300 في المائة لدى بعض الاتحادات لتضع حداً لمبررات الفشل والإخفاق التي لطالما كانت تعلق أسبابها على شماعات النقص المادي!هذه المبادرة الإيجابية إلى جانب تحمل اللجنة الأولمبية مسؤولية توفير سبل المواصلات لجميع الاتحادات ألقت بالكرة في ملعب هذه الاتحادات التي أصبحت أمام تحد جديد يلزمها إعادة ترتيب أوراقها من أجل إثبات وجودها لكي تتجنب الوقوع في المحظور وتتفادى عواقب تقصيرها بحسب ما جاء في رسالة الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية البحرينية.