حاوره – مازن أنور ووليد عبدالله: لم يتردد القسم الرياضي بصحيفة الوطن برد الطلب الذي تقدم به مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإنجليزي بيتر جون تايلور حينما فضل الالتقاء بمحرري «الوطن الرياضي» والتحدث معهم حول مشاركة المنتخب الوطني ببطولة كأس العرب والتي أفرزت ثلاث هزائم وخروج مبكر ومشاكل تناثرت شظاياها مع انتهاء المشاركة بشكل رسمي هناك في مدينة الطائف السعودية، وبالفعل تمت الموافقة سريعاً على رغبة تايلور وتم تحديد الخامسة مساء من يوم أمس الأول (الثلاثاء) موعداً لاستقباله في مبنى الصحيفة، وكعادته تواجد في الوقت المحدد برفقة زميله المقرب جداً في البحرين المدرب الوطني محمود فخرو.وبعد نظرة سريعة التقطها بيتر تايلور على القسم الرياضي بصحيفة الوطن تم الانتقال مباشرة إلى غرفة الاجتماعات للتعرف على ما يجول بخاطره ويريد الإفصاح عنه، ولنواجهه بالأسئلة الكثيرة التي تم تحضيرها من أجل الكشف عن مسلسل الغموض الذي أحاط مشاركة المنتخب في بطولة كأس العرب.الحديث مع تايلور استمر أكثر من ساعة تجاوز حدود الساعة الواحدة ليكون بذلك هو الحوار الأطول لهذا المدرب منذ أن وضع قدميه في البحرين، كما كان هو الحوار الأكثر جرأة للإنجليزي تايلور حينما تحدث بكل شفافية ووضوح ودون قيود أو خطوط حمراء، فامتدح البعض وانتقد آخرين وطالب بأمور كثيرة، ولم يكن الاتحاد البحريني لكرة القدم بعيداً عن انتقاداته كذلك.محاور كثيرة مر عليها حديث تايلور الطويل والجريء، ولكن السبب الرئيس الذي دفعه للجوء إلى «الوطن الرياضي» بالتحديد أمران اثنان، أحدهما كشفه بصريح القول والعبارة عندما قال «لم أشعر بمساندة ودعم اتحاد الكرة في الأيام الفائتة فلجأت للوطن»، والأمر الآخر الذي لم يكشفه إطلاقاً بأن اختياره للوطن جاء سعياً لتوضيح بعض المعلومات التي أثارها الملحق في فترة سابقة وجاءت دقيقة وكالسهم ومنها إثارة قضية فوزي عايش وموضوع مناسك العمرة في بطولة كأس العرب، حيث كان يحمل تايلور ورقة إلى جانب دفتره الخاص تضمنت ترجمة لأبرز محاور لقاء فوزي عايش مع الوطن والفقرات التي تم الإشارة إليها في عدد يوم أمس الأول (الثلاثاء)، ومنها فقرة مشكلته في الدوحة ومشكلة العمرة.الكلمات الماضية ما هي إلا مقدمة قصيرة جداً لمعلومات كثيرة كشفها تايلور في لقاء يوم أمس الأول وإليكم أبرز تفاصيل حديثه:خذلتني الخبرة ومشاركة مخيبة للآمالرفع مدرب منتخبنا الوطني بيتر تايلور يديه وأكد بأنه يتحمل مسؤولية الإخفاق في البطولة بنسبة 100% مشيراً إلى أن إعلانه تحمل المسؤولية جاء بعد أن قام هو شخصياً بإعداد هذا الفريق للمشاركة وأنه الشخص الذي قام باختيارات اللاعبين للبطولة، وقال تايلور معللاً بأنه افتقد للخبرة بالمشاركة في البطولات العربية كونه يتواجد للشهرالحادي عشر فقط في البحرين، مبيناً بأنه كان يتوقع أن تكون البطولة جيدة للاعبين بعد الموسم الرياضي، ولكنه اكتشف بأن تقديره خاطئ خصوصاً بعدما لمس عدم وجود الرغبة من اللاعبين بخوض البطولة بعد نهاية الموسم، معترفاً ومؤكداً بأن توقيت البطولة غيرجيد.وأضاف تايلور بأنه لو وُضع في ذات الموقف مجدداً في المشاركة ببطولة تكون بعد نهاية الموسم فإنه سيسعى للمشاركة بلاعبين (جياع) وهم اللاعبون الذي خاضوا مباريات أقل في الموسم، مبيناً بأن الإرهاق كان واضحاً على لاعبي المحرق في البطولة على سبيل المثال بعدما وصلوا إلى نهاية البطولة الخليجية.وعرج تايلور على اتحاد الكرة في هذا الخصوص وقال بأن الاتحاد كان من المفترض أن يقوم بتحديد حوافز للاعبين لهذه المشاركة من أجل أن يساهم في إظهار اللاعبين بمظهر أفضل على أقل تقدير.ووصف تايلورالمشاركة في بطولة كأس العرب بأنها مشاركة مخيبة للآمال بالنسبة له وللمنتخب ولم يحصد الكثير من الإيجابيات خلالها عدا بروزلاعبين اثنين فقط.هذه هي أسباب الهزائم الثلاثأوضح تايلور الأسباب التي أدت لخسارة المنتخب ثلاث مباريات متتالية منطلقاً من المباراة الافتتاحية مع المغرب مشيراً إلى أن الثلث ساعة الأولى كانت جيدة ولكن أخطاء دفاعية واضحة ساهمت في الأهداف الثلاثة الأولى من المغرب، مبيناً بأن المغرب كان يستحق الفوز ولكن بهدف واحد على أقل تقدير، معتبراً بأن الرباعية كانت هدية من المنتخب البحريني، ثم أشار تايلور إلى أن السبب الرئيس وراء الهزيمة من اليمن بسحب مجموعة من اللاعبين لإراحتهم بالإضافة إلى التقديرات الخاطئة لحكم المباراة الذي احتسب ركلتين جزائيتين وأشهر البطاقات دون تقدير وعلى استعجال ما أفقد الفريق اتزانه وهذا أمر طبيعي، كما اعتبر بأن طرد حسين بابا قرار غير صائب، فيما أكد تايلور بأنه اعتبر المباراة الثالثة كأنها مباراة ودية بعد أن فقد حظوظ التأهل رسمياً للنصف نهائي مشيراً إلى أنه سعى من خلالها لتجربة اللاعبين ومنح البعض منهم الفرصة وفعلاً قام بذلك لغياب الموقوفين والمصابين وكانت النتيجة أن يخسر المنتخب بهدفين لهدف، وأكد تايلور بأن اللاعبين لم يقوموا بالدور المطلوب منهم في المباريات الثلاث عدا بعض اللاعبين مشيراً إلى أن هبوط مستوى البعض أدى لتواضع أداء الأحمر.رحلة العمرة أغضبتنيوأكد تايلور صحة المعلومات التي نقلها الوطن الرياضي بشأن غضبه من رحلة تأدية اللاعبين والجهاز الإداري لمناسك العمرة عقب مباراة ليبيا الأخيرة في بطولة كأس العرب، وقال تايلور بأنه يحترم جميع الأديان وأنه لو كان صاحب القرار الأول في المنتخب لكان وافق على تأدية العمرة، ولكن ما أغضبه في ذلك اليوم بأن الجهاز الإداري أخبره بذهاب 13 لاعباً فقط، وفي الصباح الباكر فوجئ بعدم وجود أي لاعب، حيث ذهب جميع اللاعبين للعمرة دون علمه، وأضاف لقد انتهى اللاعبون من تأدية المناسك وذهبوا إلى جدة مباشرة وانتظرونا في مقر إقامتنا في جدة، فيما نحن كنا في الطائف، مبيناً بأن الإجراءات الإدارية لم تكن سليمة ولم تكن محببة بالنسبة له بعد أن حدث نوع من التشتت وذلك ما أدى لغضبه بالفعل، مبيناً بأن هذه الرحلة شابها سوء التخطيط والإدارة!!.وربط تايلور ما حدث في الطائف بالمشكلة التي واجهته في الدوحة خلال شهر نوفمبر الماضي عندما عاد للبحرين غاضباً بعد مواجهة المنتخب القطري في تصفيات المونديال، وقال فوجئت بمغادرة اللاعبين للفندق دون علمي وعندما تساءلت عن سبب مغادرة بعض اللاعبين أخبرني الجهاز الإداري بأن لديهم امتحانات دراسية في البحرين وتم السماح لهم بالعودة، وبين تايلور بأن هذا الموضوع أزعجه كثيراً وأنه أخبر الشيخ علي بن خليفة بانزعاجه، مبيناً بان انزعاجه كان بسبب عدم درايته بموضوع عودة اللاعبين كونه المدرب في الفريق، وهنا أكد تايلور بأن المنتخب يجب أن يعيش أجواء واحدة كالعائلة وأنه يعتبر نفسه رب العائلة وأن يكون على اطلاع ودراية بهذه الأمور.