عواصم - وكالات: كشف موقع مؤيد لرئيس النظام السوري بشار الأسد أمس أن ضابطاً كبيراً في الحرس الجمهوري انشق ولجأ إلى تركيا، وقالت موسكو، عشية اجتماع باريس، إن دولا عدة طلبت منها منح حق اللجوء السياسي للأسد. وقال موقع "سيرياستيبس” المرتبط بصلات مع جهاز الأمن السوري إن مصدرا أمنيا رفيع المستوى أكد "فرار العميد مناف مصطفى طلاس إلى تركيا”. وأفاد أن طلاس هو قائد اللواء 105 حرس جمهوري ونجل وزير الدفاع السابق. وهذا أول انشقاق من نوعه ترد عنه تقارير لضابط كبير بالجيش يؤيد الأسد منذ اندلاع الانتفاضة ضده قبل 16 شهراً. ونقل الموقع عن المسؤول الأمني قوله إن فرار طلاس "جاء بعد تأكده من أن المخابرات السورية تمتلك معلومات كاملة عن اتصالاته الخارجية”. وأضاف المصدر "المخابرات السورية لو شاءت احتجازه لفعلت”، وقال "إن فراره لا يؤثر بشيء”.وفي غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات وأعمال القصف في سوريا على المناطق السكنية في ريف دمشق وحمص وأدلب التي شهدت وحدها مقتل 15 مدنياً من أصل 27 شخصاً حصدتهم أعمال العنف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلن المرصد أن ريف دمشق شهد اقتحام القوات النظامية بلدة كناكر، في حين قتل شاب ووالدته برصاص القوات النظامية في بلدة حمورية التي تشهد قصفاً وإطلاق رصاص منذ عدة أيام. ولفتت لجان التنسيق المحلية إلى خروج "تظاهرة حاشدة نصرة للمدن المنكوبة والمحاصرة في منطقة العسالي” في دمشق. من جهتها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس إن حوالى خمسة آلاف سوري لجأوا هذا الأسبوع إلى الأردن عبر السياج الحدودي هربا من أعمال العنف في بلدهم.وفي أنقرة، أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي أمس أنه تم انتشال جثتيّ الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي.وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن دولاً طلبت من موسكو منح حق اللجوء السياسي لرئيس النظام السوري، وهو ما اعتبرته موسكو "دعابة”. وفي ختام محادثات مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي في موسكو، كشف لافروف أن ألمانيا طلبت من روسيا أن تعرض على الأسد منحه حق اللجوء السياسي في الأول من يونيو الماضي أثناء لقاء في برلين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال لافروف "في أثناء الزيارة، قال أصدقاؤنا الألمان لنا أنه لا بأس بفكرة منح روسيا اللجوء السياسي إلى بشار الأسد”. وأضاف "لقد اعتقدنا إنها دعابة، ورددنا عليها بدعابة: "ما رأيكم، أنتم الألمان، أن تأخذوا الأسد بدلا منا”. وفي غضون ذلك، أعلنت الصين انها ستقاطع اجتماع أصدقاء سوريا في باريس الذي تشارك فيه اليوم نحو مئة دولة عربية وغربية، إضافة إلى منظمات دولية وممثلين للمعارضة السورية. وأعربت ميركل أمس عن أسفها لقرار الصين وروسيا مقاطعة مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري” الذي يعقد في باريس. وصرحت المستشارة في أعقاب لقاء مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن "غياب قوتين كبريين عن مؤتمرات مثل هذا المؤتمر ليس إشارة جيدة”. وبدورها، توجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس إلى باريس، فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تعملان "يداً بيد” حول الملف السوري. وقال مصدر دبلوماسي إنه في محاولة جديدة لوضع حد للنزاع في سوريا المستمر منذ 16 شهراً، سيكرر اجتماع باريس "إدانته للقمع” وسيعلن "أموراً ملموسة” للضغط على النظام ودعم السكان والمعارضة. وفي تطور متصل، دعت منظمة العفو الدولية أمس "أصدقاء سوريا” إلى اتخاذ خطوات حاسمة لوضع حد للعنف، مشيرة إلى تقارير حول جرائم حرب محتملة نفّذها أعضاء جماعات المعارضة المسلحة من بينها "الجيش السوري الحر”. وطالبت المنظمة بـ«فرض حظر فوري على الأسلحة بهدف وقف نقل الأسلحة للحكومة السورية، وقيام مجلس الأمن بإحالة الوضع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وتجميد أصول الرئيس الأسد والمقربين منه”. وعشية الاجتماع أعرب الرئيس السوري عن أسفه للأساليب العنيفة التي استخدمتها قواته لقمع أولى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت العام الماضي، مؤكداً أنه ما زال يحظى بدعم شعبي، وذلك في مقابلة مع صحيفة تركية نشرت أمس. من جهته، أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أمس عزمه على "إعادة هيكلة” البعثة بما يتيح لها "القيام بنشاطات معينة ومحددة لفترة أطول” حالما يتقرر استئناف مهامها التي علقت منتصف يونيو الماضي. وقال مود في دمشق "إننا نقوم بعملية دمج في البعثة من أجل تقديم دعم أفضل للشعب السوري خلال الأيام المقبلة”، مضيفاً "سنعزز من تواجدنا من خلال الفرق الميدانية الإقليمية الأمر الذي سيمنحنا مزيداً من المرونة والفعالية في العمل في مجال تسهيل الحوار السياسي ومشاريع الاستقرار عندما نستأنف مهمتنا”. وذكر رئيس البعثة، في أول مؤتمر صحافي يعقده بعد عودته من جنيف، بانه عند تأسيس البعثة في أبريل "كان لا بد من الانتشار في المدن وذلك من أجل بناء علاقة جيدة مع السكان المحليين على الأرض وللتعرف على النسيج الاجتماعي والجغرافي للبلاد”. وأوضح مود أنه "خلال الأسبوع المقبل سنقوم بدمج فرقنا الميدانية المنتشرة في ثمانية مواقع في مواقع إقليمية؛ إذ سنقوم بنقل عناصرها وعتادها من حماة وادلب وطرطوس لتعزيز حضورها في مواقع أخرى”.