أختلف العديد وأتفق كثيرون حول ما جرى في الآونة الأخيرة في مجلس النواب ، منهم من مدح أهانه الوزيرة للنواب ومنهم من انتقدها ، دعونا نتكلم بمنطق وبشفافية ، الوزيرة أخطأت عندما حصرت مشاعر ورأي أهل المحرق عندما وصفتهم بالمرتزقة ، وأكملت ما تبقى بأهانة المجلس وأعضاءه ، بأنهم ليسوا رجالاً ، هنا نبدأ التناظر والحديث ، كيف بالأحرى وزيرة للثقافة تمثل الفكر والعلم والثقافة ، أن تقول ما تقول ونحن في أوج أزمة ينتظر منها الطرف الأخر أي كلمة أو حرفاً لكي يستغلها ، إلا تعلم أن أهل المحرق هم الشعب الأصيل والذي بدأت فيه بذرة التطور والتوسع العمراني ، ولكن أخطأ نوابنا في هجومهم المباشر عليها ، ولم يعطوها المجال الكافي ، وفي الطرف الأخر النائب العمادي أمانة كان كلامه واقعياً ومباشراً وحيادياً ، ولكن الوزيرة أخذته بمحمل شخصي ، ويأتي السؤال هنا نحن في بلد ديانته الإسلام وتحكمه العادات والتقاليد والعرف ، كيف نقدم فيه ما يعارضه جزافاً محطماً كل ما تعلمنها وعهدناه من مضامين أخلاقية لا تمس ديننا ولا تقاليدنا العريقة ، أستغرب هنا بكل قوة ، هل نعاني نحن البحرينيون من نقصاً في المضامين التراثية الخاصة بتاريخنا وحضارتنا البحرينية لماذا لا نختار من الثقافات والحضارات الأخرى مضامين معقولة وذات معنى عميق ومعبر وهادف ، لماذا أصبح الرقص الجسدي والتلامس الغير طبيعي ثقافة ، ما الثقافة فيها ، هل خلت هذه الدولة التي أتت منها هذه الثقافة من مضامين ثقافية أخرى ، لكي تقدم أضعف وأهش ما لديهم من حضارة ، فعالمنا الإسلامي والعربي لديه من الحضارة تكفينا مائة عام أخرى لو عرضناه واستمتعنا بنسيجها العتيق.