عواصم - وكالات: حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس من أن الوقت أصبح ضيقاً بالنسبة للنظام السوري وأنه يجب أن يشرع في انتقال سياسي لتجنيب سوريا "اعتداء كارثياً”، فيما وصل الموفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى دمشق للبحث في خطته للسلام التي أقر أخيراً بفشلها، في حين استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية وحصدت 46 قتيلاً.وقالت كلينتون للصحفيين بطوكيو "يجب أن يكون واضحاً أن الأيام أصبحت معدودة بالنسبة للذين يساندون نظام” الرئيس السوري بشار الأسد. لكنها اعترفت بأن ثمة صعوبات تواجه الجهود التي يبذلها أنان لوضع حد للقمع الوحشي للمعارضة في سوريا. وأشارت الوزيرة إلى أن "ما قاله أنان يجب أن يجعل الجميع يصحون لأنه يعترف بأنه لم يتم أي تحرك من قبل النظام السوري لاحترام اتفاق الست نقاط”. وأضافت "ما أن يتم وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، لن يكون عدد أقل من القتلى فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الأمة السورية اعتداء كارثيا يكون خطراً على البلد والمنطقة أيضاً”. وفي دمشق، أعلن المتحدث باسم الموفد الدولي، أحمد فوزي في بيان "وصل الموفد الخاص المشترك إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس الأسد”، من دون تفاصيل إضافية.وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قال في وقت سابق "الزيارة تأتي في إطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست”.ميدانياً، تواصلت أعمال العنف وحصدت أمس 46 قتيلاً في مناطق مختلفة، هم بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، 20 مدنياً و15 عنصراً من قوات النظام و11 مقاتلاً معارضاً وجندياً منشقاً. وسقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات وإطلاق نار.وتحدث المرصد عن "تحول نوعي” في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الأرض، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة استخدمت للمرة الأولى الأحد دبابة غنمتها من الجيش في قصف في المنطقة الشرقية في دير الزور، بعد أن أسقطت قبل ساعات في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام.واستؤنف أمس القصف من قوات النظام على مدينتي القصير والرستن في محافظة حمص في وسط البلاد اللتين تعرضتا الليلة قبل الماضية لمحاولة اقتحام، بحسب المرصد.من جهة أخرى، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تهدف إلى اختبار "الجاهزية القتالية” للجيش في مواجهة أي "هجوم مفاجىء”.وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا” أمس "بدأت قواتنا المسلحة (...) بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا”. وأضافت أن القوات البحرية بدأت السبت تنفيذ "مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معادٍ مفاجىء”.كما أعلنت السلطات السورية أنها أحبطت في محافظة إدلب أمس محاولة تسلل لمجموعة مسلحة من الأراضي التركية هي الثانية خلال ثلاثة أيام، كما قالت إنها فككت عبوتين شديدتي الانفجار في المحافظة. وبدوره، اتهم الرئيس السوري الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين بهدف "زعزعة استقرار” سوريا، وذلك في مقابلة مع التلفزيون العام الألماني "ايه ار دي”. وقال الأسد "إنهم (الأمريكيون) طرف منحاز في النزاع. إنهم يوفرون حماية ودعماً سياسياً لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا”.