كتب - عادل محسن:مات محمد والآن هو وحده من بين إخوته المبتلين بذات المرض ما عادت تعنيه عداوة الشمس ولا مرضه النادر، «عزائي الوحيد أنه لن يتألم هذا الصباح» يقول شقيقه الذي عايش مرض أخيه وعاشه بكل تفاصيله النادرة المؤلمة. ويضيف «ذهب إلى حيث لا شمس تلوح بالموت كل يوم وإلى جوار رب كريم يعوض الصابرين».محمد حارب الموت حتى الرمق الأخير، وكانت كلماته الأخيرة لـ»الوطن»: «أتمنى نشر الخبر بأسرع وقت لأنني لم أعد قادراً على النوم.. حتى المسكنات لا تساعدني»، بينما كانت آخر تغريداته على تويتر «عمر الزمن ما حقق لخاطري شي جعل العوض في مقبلات الليالي»، لكن الموت كان أسبق من الجميع.حرقة الإخوة الثلاثة على موت شقيقهم، الذي يوارى جثمانه الثرى اليوم عند الساعة 9:00 صباحاً بمقبرة الحنينية، لم تخفِ توجسهم حول الضحية المقبلة لمرض استقر في دمهم وبدأ ينهش في جلدهم ويحيله إلى انتفاخات حمراء عقب التعرض للشمس، قبل أن ينتقل إلى أعضاء أخرى يدمرها رويداً وربما يسبب السرطان في مثل حالة محمد الشقيق الأكبر. وكان محمد يحاول الحصول على أي مساعدة بعد تردي حالته في المستشفى، ودائماً ما كان يردد عبر حسابه في تويتر «أنا متوكل على الله ثم عليكم وكلي أمل بمساعدتي.. يا جماعة الخير يا أصحاب الأيدي البيضاء حالتي تسوء يوماً بعد يوم فالأمس كان أسوء من اليوم الذي قبله والآن دمي يتناقص» بالإشارة إلى تركيب صفائح دم لتزويدها محمد كل 6 ساعات متواصلة منذ يوم الخميس الماضي.ونشرت «الوطن» قبل أيام نداء محمد مع أشقائه الأربعة المصابين بمرض نادر في جلدهم وكان وقتها ينتظر تقرير الطبيب المعالج بمستشفى السلمانية.وأكد خلالها حاجته للعلاج في الخارج مع انخفاض نسبة الدم إلى 7.8 بعد أن كانت 9.8 بسبب «انخفاض وارتفاع» سيولة الدم وتسببه بالنزيف. ويعاني الأشقاء من مرض نادر وهو انتفاخات بأطراف أجسامهم -الوجه واليدين والرجلين- عند تعرضهم للشمس، ويتحول لونهم إلى الأحمر، وأصبح ثيمة للأشقاء المصابين بالمرض نفسه باختلاف مستوياته.وأوضح أن نقص صفائح الدم يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم وسهولة تعرضه للأمراض، مشيراً إلى أن طبيب الجراحة، أبلغه عدم استطاعته إجراء عملية بالشق أو المنظار، لأن جميع الفحوصات سيئة وخوفاً من النزيف المستمر، وقال إنه: لم يحصل من المستشفى على أي تشخيص لإصابته بسرطان الغدة اللمفاوية، وأنه يعاني من تضخم في الكبد والطحال، وتأثر جلدي وتقشره بنحو كبير، ولا يستطيع النوم ليلاً بسبب الإرهاق الشديد وعدم قدرته على الأكل والاعتماد على المغذيات والسوائل».وأصيب أخوة «محمد» بصدمة، وانتكاسة كبير جراء وفاة شقيقهم، إذ أصبح أكبرهم الآن «خلف»، الذي خرج مؤخراً من مستشفى العسكري، مطالباً بعلاجه في السلمانية بعد زيادة انتفاخات بجسمه بسبب تشمع الكبد، وبعد أن يئس من انتظار العلاج في الخارج لإجراء عملية زراعة كبد والنظر في مشكلة جلده المشابهة لمرض أشقائه الذين ساءت حالتهم وينتظر الشقيقان الأصغران الآن مصيرهما المجهول وما إذا كانوا سيعانون الأمراض نفسها التي يعاني منها الشقيقان الأكبران.ولم يكن المبلغ كبيراً لمساعدة محمد للحصول على تشخيص لمرضه إذ لا يتعدى المبلغ 7000 دينار ولم تتمكن العائلة من توفيرها.