بقلم - إبراهيم راشد الدوسري:الفنان أحمد الفردان ، فنان أصيل، لا تزال جمرة الفن متقدة في صدره ، ورغم اعتلال جسده الذي حاصرته الأمراض في السنوات الأخيرة ، فقلبه لا يزال ينبض بالأحلام والآمال الكبيرة التي طالما تردده على لسانه في مختلف المناسبات واللقاءات الإعلامية بأن يجد فنون الموسيقى والتراث الغنائي الشعبي في البحرين مزدهراً ، وان تجد دور الغناء الشعبي والفرق الشعبية في البحرين العناية والاهتمام من قبل الجهات الرسمية .أحلام ومشاريع فنية الفنان احمد الفردان العاشق لفنون التراث الغنائي لوطنه ، بدأ مشوار عشقه للفن منذ الطفولة ، ونمى هذا العشق وتفتحت براعمه ، حتى صار همه اليومي الاستزادة في معرفة تفاصيل فنون الغناء الشعبي والموسيقى والغناء بأنواعه المختلفة ، حتى غدت شخصيته الفنية القيادية محبوبة من جميع الفنانين ، الذين عاصروا مسيرته الفنية الرائدة وبدأت تتناسل مشاريعه وأحلامه الفنية الموسيقية وكانت باكورة تلك المشاريع والأحلام إنشاء فرقة موسيقى أسرة هواة الفن العام 1956م، وإسهامه في تأسيس فرقة الأنوار الموسيقية العام 1964م مع رفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم ، وقيادته لأول فرقة غنائية شعبية تمثل البحرين في أول مشاركة في مهرجان ( الدنمارك ) للفنون الشعبية العام 1972م وتوالت إسهاماته الفنية والقيادية في إبراز اسم البحرين في المحافل والمهرجانات العربية والدولية ، وتكللت نشاطاته الفنية الموسيقية واتصالاته بالمسؤولين عن الإعلام في إنشاء جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية العام 1975 حيث كان الفنان أحمد الفردان أحد المؤسسين لهذه الجمعية . ألحان برائحة التراثساهم الفنان أحمد الفردان بألحانه المميزة المستوحاة من تراث الغناء الشعبي البحريني للعديد من المطربين البحرينيين والمطربات العرب ، فضلا عن ريادته في تسجيل العديد من المقطوعات الموسيقية من ألحانه ، والتي سجل عدداً منها في تركيا كما كان من رواد العزف على آلة القانون ، وكانت له إسهامات مهمه في تسجيل وتوثيق أغاني المورث الشعبي البحريني في إذاعة وتلفزيون البحرين منذ الستينيات .لؤلؤ وموسيقىكان الفنان أحمد الفردان رائدا في تصميم الهدايا التذكارية المستوحاة من تراث البحرين، فضلا عن خبرته في فنون صياغة الذهب وتصميم عقود اللؤلؤ وهي مهنة ورثها عن والده وأجداده ، ولم ينقطع عن ممارستها حتى وهو يمارس نشاطه الفني الموسيقي ، وقد برع فيها كما برع في الموسيقى .متحف الموسيقى الشعبية يمتلك الفنان أحمد الفردان منذ سنوات متحفاً خاصاً في منزلة بقرية سار، يشتمل على مقتنيات من التراث الشعبي وصور الفنانين الشعبيين والعديد من الآلات الموسيقية الشعبية وقد أصبح هذا المتحف معلماً سياحياً يتوافد عليه زوار البحرين من مختلف دول العالم .كتاب ينتظر الطباعةحصل الفنان أحمد الفردان على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من البحرين وخارجها ، وأبرزها جائزة العمل الوطني ، ووسام الكفاءة كما كرم قبل سنوات من قبل وزارة الإعلام في البحرين ، إلا أن ذلك التكريم لم يكن في المستوى الذي يليق بهذا الفنان وإنجازاته وإسهاماته الكثيرة خلال مشواره الفني الحافل بالعطاء، والمحطات المضيئة في تاريخ الأغنية البحرينية، حيث أن الكتيب الذي تم إعداده وطباعته والذي تم توزيعه بمناسبة تكريمه لم يشتمل على التفاصيل المهمة والإنجازات العديدة في مسيرة هذا الفنان الرائد. قمت بتأليف كتاب جديد عرضت خلاله سيرة الفنان أحمد الفردان الكاملة وعنوان الكتاب هو ( الفنان أحمد الفردان.. طواش في بحر اللؤلؤ والأنغام ) والكتاب موجود في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام. وقد ظل لسنوات عديدة دون أن يطبع، لذا أرجو من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التكرم بتوجيه الجهة المعنية في الوزارة بطباعة هذا الكتاب المهم ، الذي يوثّق لمرحلة مهمة من مراحل التكوين الثقافي الفني الموسيقي في البحرين ، من خلال سيرة الفنان أحمد الفردان الذي يعد من ابرز رواد الموسيقى في البحرين. إن الإسراع في طباعة هذا الكتاب، الذي يشتمل على سيرة الفنان أحمد الفردان، سيكون بمثابة شكر وعرفان وتقدير ومبعث ابتهاج وسعادة ستغمر قلب هذا الفنان الرائد الذي يعاني منذ منذ فترة طويلة من الآم المرض، الذي أنهك صحته الجسدية والنفسية وسيشعره هذا الاهتمام ، بأنه لا يزال حاضراً في قلوب الأوفياء من أبناء وطنه على المستوى الرسمي والأهلي وان إسهاماته وعطائه لوطنه لم ينسى .
أحمــــد الفــــردان طـــواش فـــي بحــــر اللؤلــــؤ والأنغـــام
09 يوليو 2012