^ هذا هو أبسط رد على بعض المنحازين من الشباب العربي في مصر على وجه الخصوص للفئة التي صنفت نفسها على أنها معارضة وتنادي بإسقاط النظام، حيث لا يتردد بعض أولئك الذين تقوم السوسة الإيرانية باستضافتهم في حفلات السب والشتم اليومية ضد البحرين عن تعدي حدودهم وانتقاد الحكومة والقيادة في البحرين، وبلغة تفتقد أبسط قواعد الأدب، وكأن الأمر عادي. أما الرد على أي واحد منهم بالقول «وأنت مالك؟ وأنت أيه اللي حشرك؟»، فرد منطقي والسبب هو أن هؤلاء لا علاقة لهم بما يحدث في البحرين. لا يعني ذلك أنه لا يحق لهم الحديث في موضوع البحرين، فهذا حق متاح للجميع مثله مثل أي قضية في أي دولة، لكن المعني أنه لا يحق لهم أن يكونوا طرفاً لأن مشكلة البحرين شأن خاص بالبحرينيين مثلما أن مشكلة مصر شأن خاص بالمصريين، فنحن في البحرين من حقنا أن نناقش ما يجري في مصر وأن نكون رأياً وموقفاً، لكن ليس من حقنا أن نقول للمشير طنطاوي «احنه ما نقبل هذا الأمر أو هذا القرار»، لأن هذا ليس من حقنا ولأننا لسنا مواطنين مصريين وبالتالي ليس من حق أيمن ألماظ ومحمود بدر وغيرهما من الشباب المصري الذي من الواضح أن حماسهم أدخلهم في مساحة ليست مساحتهم أن يخاطبوا القيادة في البحرين بالقول «احنه ما نقبلش»! لأننا ببساطة سنرد عليهم بالقول «إنتو مين اللي ما تقبلوش؟». الكلام هنا ليس موجهاً للإخوة المصريين وحدهم ولكنه موجه إلى كل من يحاول التدخل في الشأن البحريني ومنهم يمنيون وسعوديون وعرب آخرون وأجانب لكن المصريين يعدون الأبرز بينهم ربما بسبب عواطفهم الجياشة أو دفعة الحماس التي اكتسبوها بعد الذي حدث في مصر من تطورات أو ربما لتأثير نشاط البحرينيين الذين اختاروا القاهرة ليخدموا توجهاتهم وما يسعون إليه من تغييرات هي أقرب إلى الأحلام. واقع هذا الشباب العربي الذي كما يقول المثل الشعبي «دخل عصه في شي ما يخصه» يذكر بذلك الذي رافق صديقه إلى وكالة سيارات لمناقشة صاحب الوكالة في موضوع تأخر تصليح سيارته حيث تسلم زمام المناقشة وبدأ برفع صوته وصولاً إلى تهديد صاحب الوكالة، فما كان من هذا الأخير إلا أن قال له ببساطة «لطفاً.. لست بصاحب الشأن»! وطلب منه أن يسكت وأن يتيح المجال لصاحب الشأن أن يتحدث ويدافع عن موقفه. لا بأس أن يكون أي شخص في العالم رأياً وموقفاً مما يجري في البحرين فهذا حق لا ينازعه فيه أحد ولكن الذي ليس من حقه هو أن يتطاول أو يعتبر نفسه جزءاً من «المعارضة» كما يفعل بعض أولئك الذين تستضيفهم فضائية السوسة حيث يتكلمون بطريقة استفزازية لا يملك معها المشاهد إلا السؤال عن علاقتهم بالبحرين وما يجري فيها، فهم ليسوا بحرينيين والأمر في كل الأحوال لا يخصهم، فما الذي يدفع هؤلاء إلى تجاوز حدود اللياقة والكياسة والأدب والتجرؤ على القيادة والحكومة وإعلان قبول أو رفض هذا الأمر أو ذاك؟ هذه مسألة يجب أن تحسم وألا يتم التهاون فيها، فالذي يحق له قبول أو رفض أو مناقشة الشأن البحريني هو المواطن البحريني فقط لأنه جزء أساس من الموضوع أو المشكلة، أما أولئك الذين سمحوا لأنفسهم بالولوج إلى مساحة ليست مساحتهم فالجواب الطبيعي لهم هو القول «ليه.. وإنتوا إيه اللي حشركم»؟!.
«وأنت أيه اللي حشرك»؟!
27 مايو 2012