عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن قتلت 23 شخصاً معظمهم من المدنيين في قصف عنيف على حمص، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن "القلق الشديد” لقيام القوات السورية بقصف حمص في خرق جديد لوقف إطلاق النار المعلن منذ الخميس الماضي، في حين توعدت سوريا بمنع "المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها”.وقال بان كي مون في بروكسل "مرة أخرى أنا قلق جداً إزاء ما يحصل في سوريا، مضيفاً أن "الحكومة السورية قامت بقصف مدينة حمص وغيرها من الأماكن وقد أحصينا ضحايا وقتلى بين المدنيين”. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "من المفترض أن تكون طليعة المراقبين قد وصلت إلى دمشق وأن يبدؤوا عملهم اليوم”. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة كيران دويير إن الهدف الأول لهذه البعثة الأولية من المراقبين هو "إقامة مقر عام عملاني” في دمشق لبعثة المراقبين المرشحة لأن يزداد عددها حتى 250. وأضاف أن المراقبين الثلاثين غير المسلحين سيتصلون لاحقاً بالقوات الحكومية والمعارضة ليشرحوا للطرفين المهمة المكلفين بها ولوضع "نظام تحكم” قبل إقامة مراكز في مدن أخرى من البلاد. وقال بان كي مون إنه سيقدم الخميس المقبل اقتراحاً لزيادة عدد بعثة المراقبين لتصبح 250 شخصاً. وشدد على "ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية كل الإجراءات لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار”. وقد تؤدي الخروقات التي تحصل إلى تعقيد مهمة المراقبين الذين كلفوا بموجب قرار مجلس الأمن 2042 بمراقبة وقف إطلاق النار. وفور صدور قرار مجلس الأمن استقل 6 مراقبين الطائرات للتوجه إلى دمشق على أن ينضم إليهم آخرون خلال الأيام القليلة المقبلة. ويحتاج رفع عدد المراقبين إلى 250 إلى قرار جديد لمجلس الأمن. وقال بان كي مون في هذا الصدد "آمل أن يتحرك مجلس الأمن بشأن هذه النقطة في أسرع وقت ممكن لكي نتمكن من نشر هذا الفريق من المراقبين في أسرع وقت”. إلى ذلك، أعلن بان كي مون أن مليون شخص نزحوا إلى داخل سوريا خلال الأشهر الـ13 الماضية منذ بداية الأزمة. من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا” عن مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع السورية "إن الجهات المختصة وانطلاقاً من واجبها في حماية أمن الوطن والمواطن ستقوم بمنع المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الإجرامية وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم”. وأكد المصدر أنه "بالتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن القاضي بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة بشكل هستيري من اعتداءاتها على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين”.من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 23 شخصاً معظمهم من المدنيين برصاص قوات الأمن السورية. وتوزع القتلى على حمص وريف حماة ودوما. وكشف ضابط سوري منشق عن الاستخبارات الجوية برتبة عميد، عن وجود وثائق تفيد بوصول كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية، وأن زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أرسل 200 عنصر للمشاركة في معارك جسر الشغور ومعرة النعمان، وأن عناصر "حزب الله” تدعم قوات الأسد في سوريا وتقتل كل من لا ينفذ التوجيهات.بالمقابل نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا” أن "المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت تصعيدها وجرائمها ضد المواطنين وقوات حفظ النظام وهاجمت مدينة حارم في ريف إدلب ما أدى إلى استشهاد عنصر وجرح 3 آخرين”.من جهتها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان إن سوريا لا يمكن أن تكون مسؤولة عن سلامة مراقبي الأمم المتحدة ما لم تكن مشاركة في جميع الخطوات على الأرض.من جهة ثانية أعلنت "سانا” أن وزير الخارجية وليد المعلم سيقوم بزيارة إلى الصين تستغرق يومين يبحث خلالها بشكل خاص خطة السلام في سوريا التي أعدها الموفد الخاص الدولي والعربي لسوريا كوفي أنان. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة صحافية إن بلاده تؤيد حلاً سياسياً للأزمة السورية يجنب المنطقة المزيد من "إراقة الدماء والحروب”. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان أن الرياض وأنقرة متفقتان على ضرورة الوقف الفوري للمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، مشيراً إلى أن البلدين يعملان بشكل حثيث لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.من ناحية أخرى، أظهرت بيانات ملاحية أن الناقلة "إم.تي تور” التي تحمل نفطاً سورياً رست في مضيق هرمز بالقرب من ميناء بندر عباس الإيراني مطلع الأسبوع.والناقلة "إم.تي تور” مملوكة "لآي.اس.آي.إم تور” وهي شركة نقل بحري تصنفها الولايات المتحدة على أنها شركة إيرانية حكومية أنشئت كواجهة للتهرب من العقوبات. وتم تحميل الناقلة بالخام السوري الخفيف في البحر المتوسط أواخر مارس الماضي قبل أن تبحر عبر قناة السويس ثم تتجه شرقاً. وأرسلت إيران الناقلة لتحمل شحنة نفطية تقدر قيمتها بنحو 84 مليون دولار لحليفتها سوريا المتضررة بالعقوبات.