إيمــــــــــــــان الخــــــــــاجــــــــــــــــــةأضاء العمل الخيري نور الحياة، ورسمت أشعته الطريق للعديد من الناس الذين اهتموا بمساعدة الآخرين والتطوع من أجل النفس والبلد، فمن وضع قدمه على أول عتبات هذا الطريق يجد الرضى النفسي ويجد الفرحة تملأ وجدانه وقلبه كما صنعها هو في نفوس الآخرين، فلا أجمل ولا أفضل من أن يقدم الإنسان نفسه ووقته لمد يد العون لمساعدة المحتاج أو إدخال السرور على الغير.ويعرف العمل التطوعي في كتاب «جدد شبابك بالتطوع» على أنه «عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة، وهناك الكثير من الأشكال و الممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضي عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين».ولنا في ديننا الحنيف أكبر تشجيع وحافز لهذا الخير، بل به نجد فيه الحل للكثير من الهموم والآلام التي تعترينا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمناً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) .إن للعمل التطوعي أشكالاً عدة، فمن خدمة الأيتام والأرامل، إلى مساعدة المتضررين في الدول المنكوبة، ومن خدمة المعاقين والمسنين إلى إعانة الأسر المحتاجة، ولا يقتصر عمل الخير على جهة أو برنامج معين، فكل فرد يستطيع أن ينعم بهذا الخير وهذا الأجر، فيمكن اللجوء إلى إحدى الجهات الرسمية للتطوع بها أو عرض إحدى الخدمات عليها، ويمكن للإنسان بصفة شخصية أن يقوم بالتنفيس عن ضيقة أخيه في حاجة له، أو يدخل السرور بزيارته لمريض والسؤال عنه أو لعبة يهديها لطفل يتيم، وحتى في طريقنا إلى العمل والمنزل، يمكننا أن نعطي قنينة ماء لعامل تحت لهب الشمس يروي عطشه بها، فلنجرب ما يمكننا أن نقوم به ولننتظر إلى الأثر الذي يتركه هذا العمل على نفوسنا من راحة ورضى وسعادة وصحة وبركة.