كيف للقلم أنْ يكتب وقد جف حبره؟ كيف للكلمة أنْ تلفظ وقد عجز اللسان؟ كيف للقلب أنْ يألم ولم يبقَ مكاناً له وقد تألم؟ لأنني اعتنقت الإسلام قتلوا أمي وأبي، لأنني أحببت الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) حرَّقوا إخواني وأخواتي، لأنّي دعوت الناس إلى دين الله فذبحوني ودفنوني في مقبرة جماعية في بورما.إلى أصحاب الدعوات إلى الحرية والتعبير عن الرأي، إلى كل من يدعي بحقوق الإنسان، إلى كل مؤسسة إعلامية تدَّعي نفسها أنها موضوعية، نقول لكم: أين أنتم من هذه المجزرة التي تحدث في بورما؟ هل تدعون إلى الحرية والإنسانية عندما تكون مصلحتكم فقط؟ يهاجم الإسلام وقد تفوق في كل شيء حتى في الإنسانية التي تعبدونها، علينا أن نقرأ الواقع من فطرتنا وليس من قول أحد المفكرين أو الفلاسفة، لأن إذا قرأناه من فطرتنا سنتوصل إلى الحقيقة التي كنا نظنها متطرفة وغير صالحة في كل مكان وزمان، يقول الله سبحانه وتعالى{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} صبغة الله:أي دين الله .فما ذنب هذا الرجل الذي حُرِّق، وهذه المرأة التي اغتصبت، وهذا الطفل الذي عذِّب، فقط لأنهم مسلمين، فهي ليست المرة الأولى التي يتم عمل مجزرة جماعية للمسلمين في بورما، ففي سنة1942 حصلت مجزرة، وقد استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلم، وتمَّ تهجير حوالي مليون مسلم إلى بنغلاديش بين عامي1962 و1991 حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين، ولم تعترف السلطة في بورما -التي يحكمها الجيش- بعرقية سكان أراكان رغم المطالبات الدولية، حتى اعترفت بها في بداية الشهر الماضي (شهر يونيو)، فقد أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة مواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة في أراكان، لكنهم أدركوا حجم تأثير الإسلام في المنطقة فخططوا لإحداث فوضى. فقاموا البوذ بالهجوم على باص كان فيه عشرة من علماء المسلمين، راجعيين من العمرة فقضوا عليهم حتى استشهدوا، ولكي يجد البوذ تبريراً قالوا إنهم فعلوا ذلك إنتقاماً لشرفهم، بعد أنْ قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية، فكان موقف الحكومة أنْ عملت حظر تجول على المسلمين حتى لا يخرجون بمظاهرات، بينما ترك البوذيين يعيثون في الأرض الفساد يقتلون ويحرقون بمساعدة قوات الأمن، هذا سوى المضايقات التي تأتي من الحكومة في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المسلمين. والآن يعاني المسلمين من القتل والتعذيب وحرق جماعي، كل يوم يستشهد أكثر من مائة شهيد، وللأسف لا يعرف عنهم إلا القليل منا والبعض يعمل من أجل مصلحته.واجب علينا أن ننصر إخواننا بشتى الطرق المتوفرة والمتاحة لدينا، سواء في الخطب أو الدروس أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو النقاش عن هذا الموضوع مع من نعرفهم والدعاء لهم، فقضية بورما ليست بعيدة عن قضية سوريا، إنما التغطية الإعلامية هي التي تضخم وتصغر الخبر، ونحن المسلمون علينا أن ندرك هذا الموضوع ونضعه من أولوياتنا، وأشكر أيضاً بعض الإعلاميين الذي ركَّزوا على هذه القضية وسلَّطوا الضوء عليها ومنهم الإعلامي محمد عرب. ختاماً أسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يفرج عنهم وينصرهم ويحفظهم من كل سوء وشر إنه ولي ذلك والقادر عليه.محمد القصير