علمتنا الأزمة التي مرّت بها البحرين مطلع العام 2011 الكثير، وعلمتنا تقدير الشقيق قبل الصديق، وعلمتنا أن دروس التاريخ أقوى من أحداث المستقبل. بهذه الحقائق خرجت البحرين بقوة إرادتها وعزيمة قيادتها وتلاحم شعبها من تلك الأحداث المؤسفة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال عند الحديث عن تلك الأحداث القريبة بتفاصيلها، البعيدة بأجندتها تجاهل دور الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين زادت الأزمة من مكانتهم لدى البحرين قيادة وحكومة وشعباً لموقفهم التاريخي الشجاع الذي جسّد التلاحم الخليجي في أسمى صوره. سيظل البحرينيون الآن، وأجيالهم في المستقبل يتذكرون استجابة الأشقاء في دول مجلس التعاون عندما لبّوا نداء الانتماء العروبي الأصيل وحافظوا على البحرين التي يعتبرونها جزءاً لا يتجزأ منهم وشاركوا في الحفاظ على كيان مهم في الأمن الإقليمي الخليجي. وسيظل البحرينيون أيضاً يتذكرون تلك الساعات القليلة بمدتها العميقة بمعانيها عندما استجابت القيادة الإماراتية الشقيقة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله لنداء الواجب، ولطلب أشقائهم في المنامة إرسال قواتهم للمشاركة في قوات درع الجزيرة للحفاظ على المكتسبات الحضارية للمملكة من التهديدات الخارجية، وهي التلبية التاريخية المهمة التي لن تنسى ولن تُمحى من الذاكرة البحرينية الجامعة، فلم تتردد القيادة الإماراتية الشقيقة لحظة في دعم البحرين قبل وأثناء وبعد الأزمة العاصفة التي مرّت بها، بل هي ساعات لنجد القوات الإماراتية الشقيقة على أهبة الاستعداد تؤدي واجبها الوطني في أرض أشقائهم البحرين.ولن تُمحى أيضاً من الذاكرة الوطنية البحرينية تلك اللحظات التي كرّس فيها وزير خارجية الإمارات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان جهده ووقته للانتقال بين عواصم العالم دفاعاً عن البحرين ومصالحها والأزمة التي أريد بها الإطاحة بمنظومة مجلس التعاون الخليجي. هي بلاشك لحظات محل تقدير عميق لدى البحرينيين. الأشقاء في الإمارات العزيزة يواجهون اليوم هجمة من جهات دخيلة لا تمثل دول مجلس التعاون لا شعوبها ولا حكوماتها ولا حتى قياداتها، ومثل هذه الهجمة مرفوضة ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال سوى الرغبة المقيتة للمساس بالكيان الاتحادي للإمارات الشقيقة والنيل من منجزاتها الحضارية التي نافست فيها البلدان المتقدمة. هذه الهجمة المقيتة تستدعي من شعوب دول مجلس التعاون الخليجي الوقوف مرة أخرى والإصرار على رفض النيل من إحدى دول المجلس بكافة الطرق، فما يمس أشقاءنا في الإمارات يمس كافة شعوب دول الخليج، ولابد من إبداء المواقف والتحرك سريعاً لوقف هذه الهجمة المفتعلة التي لن تخدم أي طرف سوى أعداء منظومة مجلس التعاون لصالح أجندتهم الخبيثة. البحرينيون عبّروا في مواقف كثيرة عن تقديرهم للشقيقة الإمارات على جهودها الشجاعة، ويتذكر الجميع منتصف العام 2011 عندما أقاموا الاحتفالات في مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص ولبسوا أعلام الإمارات الشقيقة إلى جانب أعلام البحرين وبقية الأشقاء. ويتذكر الجميع كذلك عندما رفعت على البيوت في مختلف المحافظات أعلام الإمارات تقديراً على جهود الإماراتيين في حماية البحرين من التحديات التي واجهتها آنذاك، ومازالت تلك الأعلام قائمة حتى يومنا هذا. الإمارات تستحق الكثير، ومن الصعب إيفاؤها حقها تجاه البحرين مهما عبّرنا عن ذلك، ولا يمكن لبعض كلمات من الثناء والتقدير أن توفيها حقها فعلاً. ومن يحاول المساس بأمن الإمارات أو سمعتها أو منجزاتها الحضارية فإنه يمس البحرين وأهلها ولن نسمح له بذلك، ولذلك نقول إلا الإمارات. يوسف البنخليل
كلمة إلا الإمـــارات
18 يوليو 2012