^ هل كان ما قالته الوفاق عن حوار التوافق الوطني صحيحاً حتى تبدو الدولة ملزمة بأن تضع طاولة حوار ثانية إرضاء للوفاق وللأمريكان؟! هل هناك صفقة جديدة؟ وماذا تتضمن..؟ إذا قيل إن أغلب الجمعيات قدمت مرئياتها، فهل الجمعيات تتكلم حقاً باسم الناس، وتضع في مرئياتها ما يريده الشارع الذي تتبعه؟ هل الوفاق تمثل كل الشيعة؟ وهل ما تطرحه هو ما يريده الشارع حقيقة، وهل الإرهاب سيتوقف أثناء وبعد الحوار؟ أم ستقول لنا الوفاق كما تقول حين تريد أن تتنصل مما يجري (كعادتها) إنها لا تملك التأثير على الشارع، وإن كانت كذلك فكيف تتحدث باسمهم؟.. وبالتالي فإن الإرهاب في رأيي سيستمر، والوفاق ستأخذ ما تريد من “الطاولة” خصوصاً إذا كانت الأطراف الأخرى صوتها منخفض أو ضعيفة، ومن ثم فإن الإرهاب لن يتوقف. فماذا سوف تفعل الدولة حينها، حين يحدث الحوار وتخرج توصيات لكن الإرهاب مستمر في الشارع، هل سوف تصدق الوفاق، أم أنها سوف تتعامل مع الإرهاب بشكل قوي وتطبق القانون الذي لا يطبق الآن؟ وما هو موقف المتحاورين الآخرين؟ هل سوف يكون لهم رأي، أم أنهم أيضاً سوف يصدقون لعبة الوفاق (صقور وحمائم) اللعبة القديمة الجديدة؟ الأسئلة الأخرى، هل المنبر أو الأصالة أو تجمع الوحدة، أو عدالة أو الميثاق أوغيرها من الجمعيات سوف تتحدث باسم من تمثلهم نيابة عنهم، وهم لا يعلمون ما هي مرئياتها؟ كما إن شارع الوفاق لا يعلم ما هي مرئيات الوفاق؟ ما سوف يطرحه الشيخ عبداللطيف المحمود مثلاً كونه يمثل أكبر تجمع هل هو ما تريده جماهير الفاتح فعلاً؟ من الذي سوف يذهب يتحاور نيابة عني ويتحدث باسمي وأنا لا أعرف ما هي أولوياته؟ هذا سؤال صعب، فلا بد أن تعبر أي جمعية عن رأي شارعها، فلا الوفاق تفعل وهي تريد “هديتها العظمى للمحاولة الانقلابية الفاشلة” ولا الجمعيات الأخرى (مع احترامي وتقديري) استشارت شارعها من أجل طرح رؤى وأفكار ومطالب الشارع. هل المرئيات فقط سياسية؟ أين معيشة الناس ومطالبهم؟ أليست المعيشة هي والسياسة صنوان؟ إن كانت الوفاق سوف تطرح العفو عن القتلة مثلاً، والعفوعن قادة الانقلاب، فما هو موقف بقية القوى، هل سوف يصفقون، هل سوف يرفضون، هل سوف يقولون لماذا تأخر القصاص مثلاً؟ الوفاق سوف ينقلب عليها شارعها بسبب هذا الحوار، إن كان موقف الجمعيات الأخرى قوياً وصلباً، لأنها لن تستطيع تمرير ما تريده، ولن تستطيع أن تفعل أي شيء لا يتم التوافق عليه، هكذا عرفنا، إلا إذا هناك أمر آخر فلا أعلم. أتذكر ما كانت الأجهزة الرسمية تردده من أن حوار التوافق الوطني لن يحدث حوار غيره، هاهو يحدث، فهل هذا بسبب الإرهاب الذي جعل الدولة تعود لفعلتها أيام التسعينيات وتجلس من أجل إيقاف الإرهاب، لكن يبدو في نظري أنه لن يقف؟ ذات الأخطاء تتكرر، فخارطة المنطقة السياسية أوشكت على التغير بتحرير سوريا، فلا يوجد داعٍ للتنازلات، الداخل والخارج وكل المعطيات تقول إن القوة في يد الدولة، وإن الأمور انقلبت على الانقلابيين، فحتى إرهاب الفتوى الدينية لم يعدهم إلى تقاطع الفاروق، فلا أدري لماذا التنازلات، ولماذا الخضوع لآلة الحرق والإرهاب، وهذا خطأ تكرره الدولة. إن السؤال هنا من الذي سوف يتحدث باسمي كمواطن، إن كنت في شارع هذا أو شارع ذاك؟ من الذي سيقول عني ما أنا أريده كشارع فعلاً، نريد ممن طرح مرئياته الحديث، تجمع الوحدة، الأصالة، المنبر، وغيرهم من أين جاءت مرئياتكم وكيف تمت صياغتها؟ وهل فعلاً هي تعكس صوت الشارع؟
هل هؤلاء يتكلمون نيابة عنا..؟
15 أبريل 2012