موسكو: الأسد مستعد لترك السلطة بـ «طريقة حضارية» ^ تمديد مهمة المراقبين 30 يوماً لمرة أخيرةعواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 161 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية فيما لاتزال وتيرة التطورات الميدانية تتسارع مع إعلان القوات النظامية شن "هجوم مضاد” لاستعادة السيطرة على إحياء في دمشق إثر مواجهات عنيفة، في موازاة حديث ناشطين عن معارك للمرة الأولى تشهدها مدينة حلب، بينما تحولت ساحة الساخنة في حي الميدان العريق إلى ميدان حرب يتصاعد منه الدخان وتفوح رائحة الجثث الملقاة على الأرض إلى جانب عدة سيارات متفحمة تنتشر حولها الرصاصات الفارغة وقطع الزجاج المحطم. وبعيد تصويت مجلس الأمن على تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا 30 يوماً "لمرة أخيرة”، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية من أي تحرك في سوريا خارج إطار مجلس الأمن. وقال مصدر أمني إن الجيش السوري النظامي يشن هجوماً مضاداً شاملاً لاستعادة السيطرة على كل الأحياء المناهضة للنظام في العاصمة السورية، مؤكداً أن "الجيش يشن منذ مساء أمس الأول هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على الأحياء التي تسلل إليها الإرهابيون من أجل ضمان أمن المواطنين والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم”. وذكر التلفزيون السوري أن الجيش النظامي "طهر” حي الميدان القريب من وسط العاصمة من "الإرهابيين” بعد معارك عنيفة. وأفاد المرصد "بسماع أصوات عدة انفجارات في حي الميدان”، مشيراً إلى أن "قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي”. إلى ذلك، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن أحياء مدينة حلب شمال سوريا تشهد للمرة الأولى معارك عنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. وأمس أقامت السلطات السورية تشييعاً رسمياً للمسؤولين الكبار الثلاثة الذين قضوا في انفجار استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق بحضور نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا”. وذكرت الوكالة أن دمشق شيعت "في موكب رسمي مهيب من صرح الشهيد في جبل قاسيون المطل على دمشق الشهداء الأبطال” معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني ووزير الدفاع العماد داوود عبدالله راجحة ونائبه العماد اصف محمود شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد. ولفت غياب الرئيس السوري عن التشييع. وفي السياق نفسه، أعلن حزب البعث الحاكم وفاة رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مبنى الأمن القومي. من جهة أخرى، استخدمت قوات الأمن السورية الرصاص الحي لمواجهة السوريين الذين تظاهروا اليوم في مدن ومناطق مختلفة تحت عنوان "جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق” وخصوصاً في دمشق وحماه وحلب ودرعا، بحسب المرصد السوري وناشطين. ولفت المرصد إلى أن خروج تظاهرات من مساجد عدة في منطقة المزة في دمشق "طالبت بإسقاط النظام وإعدام الرئيس السوري”، إضافةً إلى خروج تظاهرات في حي كفرسوسة وفي دمر بينما سمعت أصوات إطلاق رصاص في حي ركن الدين الذي شهد تظاهرة. سياسياً، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الكبرى الغربية من القيام بأي تحرك ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الأمن الدولي، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الكرملين.وجاء كلام بوتين بعيد قرار أصدره مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه الخمسة عشر وقضى بتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا "لمرة أخيرة” لمدة 30 يوماً. وكانت موسكو هددت باستخدام حق النقض "الفيتو” ضد مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا باسم المجموعة الأوروبية في المجلس، لكن مندوب روسيا فيتالي تشوركين صوت في النهاية لصالح مشروع القرار غداة استخدام موسكو الفيتو ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات.وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونفي لوبليانا ثم في زغرب عن "خيبة أمله العميقة” و«إحباطه العميق” بعد فشل مجلس الأمن في تبني قرار حول سوريا.من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مدريد أن الاتحاد الأوروبي سيبحث في مسألة فرض عقوبات جديدة على سوريا التي تشهد في رأيه "حرباً أهلية”، منها تشديد الحظر على الأسلحة.وأعلن سفير روسيا في باريس الكسندر اورلوف أن الرئيس السوري "موافق على الرحيل” لكن "بطريقة حضارية”، قبل أن يعدل عن تصريحاته ويؤكد الموقف التقليدي لبلده. وعلى الأثر نفى التلفزيون السوري سريعاً تصريح السفير الروسي ووصفه بأنه "عار عن الصحة تماماً”. وفي تصريح جديد لشبكة "بي اف ام تي في” الإخبارية عاد الكسندر اورلوف عن أقواله هذه. وحاول رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا طمأنة الأقليات في سوريا حول تداعيات احتمال سقوط نظام بشار الأسد. وأعلنت الحكومة العراقية "اعتذارها” عن عدم استقبال لاجئين سوريين بسبب "الوضع الأمني” وذلك غداة سقوط معابر حدودية مع سوريا في أيدي مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن دبلوماسي تركي أن ضابطاً جديداً في الجيش السوري عبر الحدود للجوء إلى تركيا، ما يرفع إلى 22 عدد الضباط السوريين الذين انشقوا عن الجيش النظامي على خلفية الأزمة في بلادهم. من جانبها أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن بلغ 35 ألفاً، فيما تشهد الحدود مع سوريا حركة نزوح بمعدلات ثابتة.كما أعلنت المتحدثة باسم المفوضية في لقاء صحافي في جنيف الجمعة أن قرابة 30 ألف سوري فروا إلى لبنان في الساعات الـ48 الأخيرة.وفي سياق متصل، قالت المفوضية إن هناك تقارير عن نفاد الأموال السائلة من البنوك السورية وإن تدافع السكان للحصول على مساكن آمنة رفع الإيجارات في بعض المناطق إلى 100 دولار في الليلة.وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أن المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام عدة حول لجوء أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، مجرد شائعات. وفي ما يتعلق بالمعلومات بأن روسيا ستوافق على استقبال بشار الأسد، رد لوكاشيفيتش أن وزير الخارجية سيرغي لافروف رد مراراً على هذه الفرضية ووصفها مطلع يوليو بـ«المزحة”.من جهة أخرى، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن "الأسف الشديد” لفشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار كان ينص على عقوبات ضد سوريا وأكدت أنها "ستستمر في دعم كوفي عنان وخطته”.من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن مجلس الأمن الدولي لم "يتحمل مسؤولياته” من خلال رفض قرار تضمن عقوبات بحق سوريا، وأن الدعم للمعارضة السورية سيزداد. من جهتها، كتبت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أن مشروع القرار الغربي الأخير في الأمم المتحدة حول سوريا كان بهدف الحصول على ضوء اخضر للتدخل عسكرياً في هذا البلد.