لندن- (رويترز): بعدما لازمتها أعراض الانسحاب في السنوات الثماني الماضية ستجدد بطلة الجمباز الرومانية كاتالينا بونور صاحبة الألقاب الأولمبية الثلاثة شغفها بالانتصارات بالعودة للمنافسات في ألعاب لندن 2012.وقالت أسطورة الجمباز الرومانية السابقة ناديا كومانشي لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من أوكلاهوما "أدركت كاتالينا أنها لا تقوى على العيش بدون الجمباز. عند نقطة محددة قالت لي إنه أشبه بالدواء الذي لا يمكنني العيش بدونه”.وأضافت كومانشي التي لعبت دوراً محفزاً في قرار بونور بالعودة "قلت لأحدهم منذ سنوات قليلة إنَّ كاتالينا ستعود بعدما غابت عن المنافسات لثماني سنوات، قد تقول إنَّ هذا غير ممكن، لأنه في الجمباز يعتبر الغياب لشهر أو لعام فترة طويلة”.ومنذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها أذهلت كومانشي العالم بأداء مبهر لتحصل على النقاط العشر الكاملة في ألعاب مونتريال 1976، وأصبحت رمزاً للجمباز في كل أنحاء العالم.لكن بونور التي تبلغ الآن من العمر 24 عاماً لم تكن أبداً في القالب التقليدي لمتسابقات الجمباز.وبينما تخضع المتسابقات أجسادهن لتدريبات شاقة وهن في الرابعة أو الخامسة من العمر، فإن عين الكشافين لم تلتقط بونور إلا بعد أن بلغت 15عاماً.وجاءت بونور من كونستانتا في 2002 وليس من ديفا أو اونيستي، وهما مهد جمباز السيدات في رومانيا واكتشفها مدربا المنتخب الوطني اوكتافيان بيلو وماريانا بيتانج.وكلاعبة دخلت متأخراً لرياضة اعتادت على تقاعد اللاعبات، حين تنهين مرحلة المراهقة كانت بونور تعرف أنَّ الفرصة أمامها لترك بصمة على المسرح العالمي محدودة.ولم تكن اللاعبات على مستوى العالم تعير بونور اهتماماً، حين حصلت على ثلاث فضيات في منافسات الفرق والأرضي، وعارضة التوازن ببطولة العالم في أناهيم في 2003، لأنها لم تنافسهن من قبل في بطولات الناشئات. لكن لم يكن بوسع ملكات الجمباز العالميات مثل الروسية سفيتلانا خوركينا والأمريكية كارلي باترسون تجاهل بونور، حين حصدت ذهبيات في عارضة التوازن والأرضي وقادت فريق رومانيا للسيدات للتتويج في ألعاب أثينا 2004.وربما اعتبرت الفتيات المنافسات أن بونور غير مرشحة للفوز، لكنها أصبحت أول امرأة في عالم الجمباز منذ 1988 ولا تزال حتى الآن تنهي دورة أولمبية وحول عنقها ثلاث ميداليات ذهبية، لكن هذا كان لمحة خاطفة ففي العام التالي وحين كانت في الثامنة عشرة من العمر، قررت بونور الاكتفاء بذلك، وفي بطولة العالم 2005 اهتمت بالرقص في حانات ملبورن أكثر من الالتزام بما يقوله المدرب نيكولاي فورمينتي. وتخلت بونور عن زيها الرياضي لترتدي لباس البحر المثير، بعد أن أصبحت حياتها مصدر جذب للصحف الشعبية لتصبح صورها أمراً مألوفا في الصحافة الرومانية.لكن بونور التي ظنت أنَّ ذهبيات أثينا الثلاث والألقاب الأوروبية الخمسة التي أحرزتها بين 2004 و2006، ستكون كل ما تترك من إرث في الرياضة بدأت تعيد النظر في موقفها، بعدما قضت بعض الوقت مع كومانشي في الولايات المتحدة في 2010 حيث تدربت أيضاً.وعادت الرغبة الجامحة للنجاح بداخلها، لكن لا يعرف إنْ كانت ستتمكن من المنافسة مع شابات يافعات يمكنهن ثني أجسادهن بطريقة لم تعد بونور تقوى على القيام بها.