درس عظيم ينبغي أن نعيه من هذا الشهر ألا وهو الارتباط الوثيق بين الصيام وبين الدعاء، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، ولو فطن المسلم لهذا المعنى -عدم رد الدعاء عند الفطر- فإنه لا يفوت الدعاء في رمضان أبداً لا سيما عند توافق مواطن الدعاء الأخرى مع الدعاء في رمضان، فمثلاً يستحب الدعاء في عموم أوقات رمضان، كما يستحب الدعاء والاستغفار عند ثلث الليل الأخير والسحر، ويوم الجمعة والساعة الأخيرة فيه، وعقب الأذان، وحال السجود، وبعد التشهد، ودبر الصلوات المكتوبات، وعند نزول المطر، وعند التحام الصفوف للجهاد، وحال المرض، وفي السفر، وكذلك دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعاء المظلوم، ودعاء الإمام العادل، ودعاء الوالد لولده، وعند شرب ماء زمزم، وعند الملتزم، وعند الفراغ من أي قربة لله تعالى: كأداء الزكاة أو الصدقة وغير ذلك. فإن رأى المرء أن يستغل فرصة شهر رمضان؛ فعليه أن يتحرى المواطن السابقة للدعاء فيها فإن دعاءه عندئذ يكون أرجى أن يقبل عند الله تعالى؛ قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان} [البقرة : 186]فلا تنس أخي المسلم الدعاء لإخوانك المستضعفين في فلسطين وفي سوريا وفي بورما وغيرها.