عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 19 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد منتصف مارس 2011، فيما أكد أن 1261 شخصاً في سوريا منذ بدء المعارك في دمشق مساء الأحد الماضي، بينما تستمر العمليات العسكرية في دمشق وحلب، أكبر مدينتين في سوريا، بين القوات النظامية التي تستخدم الدبابات والمروحيات، والمقاتلين المعارضين الذين يحاولون إحراز تقدم على الأرض. في الوقت نفسه، أعلن عن سيطرة المقاتلين المعارضين على 3 معابر حدودية مع تركيا من أصل 7، تضاف إلى معبر حدودي رئيسي مع العراق تمت السيطرة عليه من أصل 3، فيما تبقى المعابر مع لبنان ومع الأردن تحت سيطرة قوات النظام.ودعت قطر إلى تغيير مهمة المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي عان لتصبح متمحورة حول انتقال السلطة في البلد في ضوء توسع العنف وفشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار دولي. وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها والخاصة بالأزمة السورية «حدثت مؤخراً في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالاً سلمياً للسلطة». واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه «لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري بشار الأسد لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا». وقال الشيخ حمد، وهو يشغل أيضاً منصب وزير خارجية بلاده، «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح كما إن خطة كوفي عنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربياً ودولياً بما في ذلك في مجلس الأمن بسبب اعتراضات في المجلس مما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل».ميدانياً، ذكر المرصد السوري أن 76 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة. وتواصل القوات النظامية السورية هجماتها المضادة على أحياء في دمشق وحلب كان دخل إليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وأعلنت السلطات السورية السيطرة على حي القابون في دمشق و»تطهيره من فلول الإرهابيين»، بعد إعلانها السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة إثر معارك ضارية. وذكر المرصد أن قوات النظام اقتحمت حي برزة شمال شرق دمشق بعد معارك عنيفة وقصف استخدمت فيه المروحيات.في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري الحر بدء معركة «تحرير حلب» شمال البلاد. وقال قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي في بيان تلاه «يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من أيدي عصابة الأسد الملوثة بالجرائم المنكرة». وأضاف أن الأوامر أعطيت إلى «كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب من كل الاتجاهات»، مطالباً المواطنين بـ «التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة». وعززت تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ أرض جو وناقلات جند إلى ماردين جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع سقوط 3 من المعابر الحدودية السبعة بين سوريا وتركيا بأيدي المعارضة السورية المسلحة خلال الأيام الستة الماضية. وكان آخر هذه المعابر معبر السلامة شمال حلب المواجه لمعبر اونجوبينار الحدودي التركي في محافظة كيليش جنوب تركيا. ومع تزايد أعداد اللاجئين السوريين باتجاه الدول المجاورة وخصوصاً الأردن أعلنت الحكومة الأردنية إثر اجتماع أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من أجل «الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات». من جهته، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن إسرائيل لن تسمح بانتقال أسلحة كيميائية سورية إلى حزب الله اللبناني، حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ما ينطوي عليه الصراع السوري من «خطر كبير» على إسرائيل هو احتمال أن تنهار حكومة دمشق ويقع مخزونها من الأسلحة الكيماوية والصواريخ في أيدي حزب الله. من جهته، جدد السفير الروسي في فرنسا ألكسندر أورلوف، تأكيده على أنه «من الصعب تصور أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يبقى في الحكم»، معتبراً أنه يتعين تنظيم رحيله «بطريقة حضارية»، كما تم أثناء العملية الانتقالية في اليمن.من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن الحرس الثوري الإيراني نفيه القاطع لتقارير أشارت على مقتل أحد قادته البارزين اللواء قاسم سليماني في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق الأربعاء الماضي. من جهتها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الولايات المتحدة بدأت بصياغة خطة الإطاحة بالأسد.. حيث ذكرت أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تخلت في الوقت الراهن عن جهود التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشأن الصراع في سوريا، وبدلاً من ذلك، قامت بزيادة المساعدات للثوار، ومضاعفة الجهود لحشد تأييد وتحالف من البلدان التي تتفق معها في ذات التوجه، للدفع باتجاه إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. من جانب آخر، قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية إن الخيارات والفرص المطروحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد تضاءلت وانكمشت بعد الانشقاقات بين المسؤولين الكبار، وفقدانه أربعة من مستشاريه الأساسيين.