يشرع للمسافر الفطر ويتأكد في حقه عند المشقة. والسفر المبيح للفطر هو السفر الذي تقصر الصلاة بسببه، ومدة الإقامة التي يجوز للمسافر أن يُفطِر فيها، هي المدة التي يجوز له أن يقصر الصلاة فيها. اختلف الفقهاء في أيهما أفضل؟ فرأي أبي حنيفة، والشافعي، ومالك: أن الصيام أفضل، لِمَنْ قوي عليه، والفطر أفضل لمن لا يقوى على الصيام. وقال أحمد: الفطر أفضل. وقال عمر بن عبدالعزيز: أفضلهما أيسرهما، فمن يسهل عليه حينئذٍ، ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك، فالصوم في حقه أفضل. وحقق الشوكاني، فرأى أن من كان يشق عليه الصوم، ويضره، وكذلك من كان مُعْرِضاً عن قبول الرُّخصة، فالفطر في حقه أفضل وكذلك من خاف على نفسه العجب أو الرِّياء -إذا صام في السفر- فالفطر في حقه أفضل. وقال القرطبي رحمه الله: اتفق العلماء على أن المسافر في رمضان لا يجوز له أن يبيت الفطر، لأن المسافر لا يكون مسافراً بالنية بخلاف المقيم، وإنما يكون مسافراً بالعمل والنهوض.