بغداد - (أ ف ب): شهد العراق أمس اليوم الأكثر دموية منذ ما يزيد على عامين ونصف إذ قتل 111 شخصاً وأصيب 230 آخرين بجروح في هجمات متفرقة غداة تحذيرات أطلقها فرع زعيم تنظيم القاعدة في العراق. ووقع 28 هجوماً من تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وأخرى مسلحة في 19 مدينة عراقية، استهدفت معظمها مراكز أمنية وعسكرية للشرطة والجيش شمال ووسط وغرب وجنوب والبلاد. وهذه الهجمات هي الأكثر دموية منذ مقتل 127 شخصاً في سلسلة أعمال عنف في ديسمبر 2009. ووقعت أعنف الهجمات في منطقة التاجي شمال بغداد حيث قتل 42 شخصاً وأصيب 40 آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات بحزام ناسف وعبوات وسيارة مفخخة، بحسب ما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ومصادر طبية رسمية.وفي الضلوعية شمال بغداد، قال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش أن «مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية وقتلوا 15 جندياً وأصابوا 4 وخطفوا جندياً واحداً». وأكد المصدر في وزارة الداخلية مقتل 15 جندياً في الهجوم. وقتل 12 شخصاً وأصيب 22 في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر شرق بغداد. وقتل 3 أشخاص وأصيب 21 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الحسينية شمال العاصمة، بينما قتل شخص وأصيب 3 بعبوة ناسفة في اليرموك في غرب بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما قتل شخص وأصيب 11 بانفجار سيارة مفخخة في الطارمية شمال بغداد، بينما قتل شخص في الدجيل شمال بغداد بانفجار عبوة ناسفة. وقتل 14 شخصاً وأصيب 47 بجروح في سلسلة هجمات في مدينة بعقوبة شمال بغداد ومناطق محيطة بها، مستهدفة مراكز أمنية ودوريات للشرطة والجيش، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية. وأعلنت الشرطة العراقية في كركوك شمال بغداد مقتل 7 أشخاص بينهم عدد من أفراد الشرطة وإصابة 29 في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أربع مناطق متفرقة من المحافظة. وقتل جندي وأصيب 10 في انفجار سيارة مفخخة في هيت غرب الرمادي، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. وفي الموصل شمال بغداد، أعلن الملازم الأول وعد محمد من الجيش «مقتل 9 أشخاص بينهم 5 من عناصر الأمن وجرح 7 في هجمات متفرقة»، وأكد الملازم محمد الجبوري من شرطة الموصل الحصيلة ذاتها. وقتل في سامراء شمال بغداد اثنان من عناصر الصحوة وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للصحوة شمال المدينة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. ووقعت هجمات الأمس بعد دعوة تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، «شباب المسلمين» إلى التوجه إلى العراق، معلناً عن «بدء عودة» التنظيم إلى مناطق سبق وأن غادرها، وعن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين.من جهته، عزا رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي أسباب انسداد أفق الحل السياسي للأزمة السياسية التي يعيشها العراق إلى تخلي شركائه بالعملية السياسية عن تنفيذ التعهدات التي وردت بالاتفاقات المبرمة معهم وإلى التدخل الإقليمي والدولي بالشأن العراقي إلى حد استحالة تحقيق الحل إلا من خلال تفاهم الأطراف الخارجية المؤثرة بالساحة العراقية وفق الطريقة اللبنانية. ووصف علاوي في حوار مع صحيفة «العرب اليوم» الأردنية، ورقة الإصلاح السياسي التي أعدها التحالف الوطني بأنها للتسويف والمماطلة ومحاولة لإنقاذ المالكي من عملية الاستجواب والمساءلة، مشيراً إلى أن البنود التي تضمنتها ورقة الإصلاح تحتاج إلى 70 عاماً لمناقشتها. وكشف علاوي النقاب عن محاولة لاغتياله في بغداد أبلغ بتفاصيلها من قبل دولة عربية وأخرى أجنبية لم يفصح عن اسميهما، ما عدّها سبباً لتواجده الدائم خارج العراق. ولم يخف علاوي قلقه من تعثر مشروع سحب الثقة عن المالكي والحشد البرلماني له، ما دفع التحالف الوطني إلى محاولة أخذ زمام المبادرة بطرح وثيقة الإصلاح الذي شكّك ببنودها.
يــــــــــــــــــــــــوم دامٍ فـــــــــــــــــي الــــــعـــــــــــراق
24 يوليو 2012