كتبت- زهراء حبيب: استمعت محكمة الاستئناف العليا أمس، برئاسة المستشار عدنان الشامسي وأمانة السر نواف خلفان، إلى الشرطي سيف إبراهيم المتعرض للاختطاف العام الماضي، وإلى عدد من شهود النفي في قضايا اختطاف أربعة من رجال الشرطة، في جلسة استغرقت سبع ساعات متواصلة. وقررت المحكمة تأجيل قضية اختطاف الشرطي سيف وقضية قطع اللسان إلى جلسة السبت 28 الحالي للاستماع شهود الإثبات، وللطبيب الشرعي. فيما أجلت ثلاث قضايا اختطاف شرطة للمرافعة الدفاعية، ولجلب الملف الطبي لرجل الشرطة الذي تعرض للاختطاف وحجزت حريته في قفص للطيور. وسرد الشرطي سيف الله محمد إبراهيم لهيئة المحكمة تفاصيل اختطافه أثناء عودته إلى منزله ليلاً، إذ قال بأنه تعرض للاختطاف والضرب من قبل أشخاص يجهلهم قاموا باقتياده إلى دوار مجلس التعاون «سابقا» وكان بداخل السيارة رجلا دين أحدهم يرتدي العمامة السوداء والآخر العمامة البيضاء. وأكد سيف أنه تعرض لضربات على رأسه أسفرت عن ثلاثة جروح في الرأس، وخلال اقتياده للدوار خرج رجل الدين صاحب العمامة البيضاء من الباب، ومنع المتجمهرين في الدوار من الاعتداء عليه، اللذين كانوا يرغبون بقتله لولا تدخل المعمم الذي منع وقوع ذلك. وأضاف بعد الدوار توجه به إلى مواقف إحدى المحلات التجارية في المنامة وهناك تم استبدال السيارة الصغيرة البيضاء اللون التي اختطف فيها، بسيارة لاند كروز بيضاء، وتم إجباره على الركوب في صندوق السيارة، ثم تم اصطحابه إلى مستشفى السلمانية. وتابع أن المختطفين دخلوا معه لداخل المستشفى ووضعوه على طاولة العلاج ثم غادروا المكان، وخلال خضوعه للعلاج قامت إحدى الممرضات بالبصق في وجهه، فيما رفض الطبيب المعالج تخديره موضعياً خلال تقطيب جروحه، رغم طلبه بالتخدير لتفادي الشعور بالألم. وفيما يخص الأدوات المستخدمة في الاعتداء عليه قال سيف بأن المختطفين اعتدوا علي بالضرب بواسطة عصي من الحديد والسيف، بضربي على رأسي وركلي في ظهري وكتفي، ومن شدة الضرب على وجهي سقطت جميع أسناني وأستخدم الآن أسناناً صناعية. وبعد الانتهاء من تطبيب جروحي تم نقلي إلى مستشفى العسكري عن طريق الإسعاف التابع لمستشفى السلمانية، وهناك مكثت فترة بالعسكري لتلقي العلاج. من جهة أخرى استمعت المحكمة في جلسة أمس إلى عدد من شهود النفي في قضايا اختطاف الشرطي اللذين أكدوا عدم اشتراك المتهمين في تلك الجرائم، وسردوا عما تعرض له المتهمون من سوء معاملة أثناء القبض عليهم، وخلال فترة التحقيقات. كما نظرت المحكمة في أربع قضايا لاختطاف الشرطي وقطع لسان المؤذن. وفي قضية قطع لسان المؤذن يواجه المتهمون من بينهم محمدحبيب المقداد، تهمة الاعتداء على أحد الأشخاص الآسيويين «قطع لسان المؤذن»، بإحداث عاهة مستديمة ودخول منزل دون إذن صاحبه وإتلافه، وتمت إدانة المتهمين 15 سنة لسبعة و 10 سنوات لمتهمين و4 سنوات لمتهم آخر. فيما تشير قضية اختطاف الشرطي سيف الله محمد إبراهيم، المدان فيها 4 متهمين بالسجن 10 سنوات من بينهم محمد حبيب المقداد أيضاً، عن تهمة اختطاف رجل أمن ، بعد أن عقدوا العزم جميعاً على استهداف رجال الشرطة واختطافهم، بأن استوقفوه لدى عودته إلى منزله ليلاً، وبعد أن تبينوا صفته العسكرية ضربوه بما يحملونه من أسلحة وأحدثوا به عدداً من الإصابات، ومن ثم أدخله بعضهم قسراً بإحدى السيارات، وقيدوا حركته وشلوا مقاومته واقتادوه إلى دوار مجلس التعاون «تقاطع الفاروق حالياً»، وعرضوه على جموع المحتشدين هناك، ثم اقتادوه إلى مجمع السلمانية الطبي لحجز حريته.أما القضية الثانية الخاصة باختطاف شرطي أيضاً المدان 3 مستأنفين بينهم محمد حبيب المقداد، بالسجن 10 سنوات عن تهمة اختطاف الشرطي، واحتجاز حريته في قفص للطيور بمزرعة، واقتياده إلى دوار مجلس التعاون ومن بعدها إلى مستشفى السلمانية الطبي. والقضية الثالثة المتعلقة باختطاف الشرطي محمد نايف فلاح المدان فيها 9 بحرينيين بينهم الشيخ محمد حبيب المقداد أيضاً بالسجن 15 سنة، وكان المتهمون اختطفوا الشرطي أثناء توجهه إلى عمله بالمنطقة الواقعة قرب دوار رأس رمان، واقتادوه إلى منزل أحد المتهمين معصوب العينين واحتجازه، وتهديده وإلحاق أذى جسيم به، وتحريض محمد حبيب المقداد على ارتكاب جرائم الاعتداء على سلامة جسم أفراد الشرطة وحجز حرياتهم، من خلال خطب كان يلقيها على جموع المتجمهرين بدوار مجلس التعاون.والقضية الرابعة التي ضمت إلى الدعاوى الثلاثة منذ جلسة أمس فهي اختطاف الشرطي صالح مشعان مشلح، المُدان فيها 9 متهمين بينهم المقداد، والمُحالة من محكمة التمييز لإعادة الفصل فيها. وكانت محكمة السلامة الوطنية الابتدائية أدانت المتهمين بالسجن 20 عاماً، لكل من حامد إبراهيم المدهون، خليل إبراهيم المدهون، جاسم علي يحيى، باسم جليل سعيد، جلال سعيد محمد، فؤاد علي فضل، فلاح علي فضل، محمد ميرزا علي، ومحمد حبيب الصفاف «المقداد»، فيما برأت المتهم علي سعيد عبدالعزيز، وطعن المدانون أمام محكمة السلامة الوطنية الاستئنافية التي خففت العقوبة إلى 15 سنة، عن تهمة خطف الشرطي أول صالح مشعان مشلح، بذات الطريقة المتبعة مع باقي المجني عليه، باعتراض طريقة أثناء عودته من العمل وضربه بواسطة قطع حديدية وأخشاب، وإيداعه في منزل المتهمين الأول والثاني، ومن ثم نقله إلى دوار مجلس التعاون ومستشفى السلمانية، بالإضافة إلى اشتراك المتهمين بالتجمهر في منطقة السهلة بالمحافظة الشمالية، بغرض الإخلال بالنظام العام وارتكاب جرائم الاعتداء على سلامة الأشخاص وحرياتهم، وإتلاف الأموال.