واشنطن - (أ ف ب): خفَّضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها للدين العام لكل من ألمانيا وهولندا ولوكسمبورغ من «مستقرة» إلى «سلبية»، بسبب «الغموض المتزايد» حول كيفية الخروج من أزمة الدين في منطقة اليورو.وأشارت الوكالة في بيانها بصورة خاصة إلى «تزايد احتمال خروج اليونان من اليورو» وما سيترتب عن ذلك من «عواقب» بالنسبة لدول منطقة اليورو.وتابعت موديز: «حتى لو تم تجنب مثل هذا الحدث، ثمة احتمال متزايد بأن يتحتم تقديم مساعدة لدول أخرى في منطقة اليورو ولاسيما إسبانيا وإيطاليا.. هذا العبء سيلقي بثقله بشكل أكبر على الدول الأكثر ملاءة في منطقة اليورو».وتصنِّف «موديز» ديون ألمانيا وهولندا ولوكسمبورغ في فئة «ايه ايه ايه» الأعلى التي تعكس ثقة المستثمرين في ملاءة هذه البلدان. وعمدت «موديز» في يوليو إلى تخفيض تصنيف ملاءة إيطاليا درجتين من ايه 3 إلى بي ايه ايه 2، مشيرة إلى مخاطر «انتقال عدوى» الأزمة في منطقة اليورو.من جانب آخر، ردت وزارة المالية الألمانية على الفور في بيان أكدت فيه أن برلين ستبقى «مركز استقرار» في منطقة اليورو. وتابع البيان: «ألمانيا ستبذل كل ما في وسعها مع شركائها للتغلب بأسرع ما يمكن على أزمة الدين الأوروبي».وأفادت «موديز» في بيانها أنها ستعيد النظر في نهاية الفصل الثالث في تصنيف «ايه ايه ايه» الذي تمنحه لفرنسا والنمسا، بعدما وضعت البلدين المنتميين إلى منطقة اليورو ضمن توقعات سلبية في فبراير.يذكر أن تحديد توقعات سلبية لبلد ما يعني أن الوكالة لا تستبعد تخفيض تصنيف دينه السيادي في حال تراجع أوضاعه.وتبرر الوكالة قرارها بتزايد احتمال خروج اليونان من اليورو وما سيترتب عن ذلك من «عواقب» بالنسبة إلى دول تعاني أوضاعاً مالية متردية مثل إسبانيا وإيطاليا وإنما كذلك بالنسبة إلى منطقة اليورو بمجملها.وبمعزل عما سيكون مصير اليونان، تبدي «موديز» مخاوف بشأن «تزايد احتمال» اضطرار الاتحاد الأوروبي لمساعدة دول أخرى من منطقة اليورو، مشيرة إلى أن الدول الأكثر متانة في المنطقة هي التي ستتحمل هذا «العبء» بشكل أساسي.وتابعت الوكالة: «نظراً إلى قدرتها الأكبر على امتصاص الكلفة المرتبطة بهذه المساعدة، فإن الدول الأعلى تصنيفاً في منطقة اليورو هي التي ستتحمل العبء بشكل رئيس».ولاتزال 6 من دول منطقة اليورو تحظى بتصنيف «ايه ايه ايه» لدى وكالة «موديز»، غير أن فنلندا وحدها لاتزال تصنف ضمن آفاق مستقرة. وأكدت الوكالة ذلك الإثنين، مشيرة إلى قلة انكشاف اقتصادها ونظامها المصرفي على التقلبات في أوروبا.وكانت «موديز» خفَّضت في منتصف يوليو من ايه 3 إلى بي ايه ايه 2 تصنيف ملاءة إيطاليا، مبررة ذلك بمخاطر «انتقال عدوى» الأزمة في منطقة اليورو، ما أثار احتجاجات حادة من روما وكذلك في الاتحاد الأوروبي.وكانت وكالة «ستاندارد اند بورز»،-إحدى وكالات التصنيف الائتماني الـ3 الأبرز في العالم- خفَّضت في أغسطس الماضي تصنيف الولايات المتحدة الأعلى، غير أن القوة الاقتصادية الأُولى في العالم لاتزال تقترض اليوم بنسب فوائد متدنية إلى مستويات تاريخية في الأسواق المالية.