إن بشريات النصر هلت مع شهر رمضان الذي كان شهر الانتصارات العظيمة للمسلمين وسيكون شهر النصر، بإذن الله، للسوريين كما كان شهر النصر لأبناء ليبيا في العام الماضي.وكان يوماً عظيماً من أيام أمتنا لن ينسى من ذاكرتها أبداً.. هذا اليوم الذي حمل إلينا نبأ مقتل مجموعة من كبار قيادات النظام السوري وأركان حكمه من يسمون بخلية الأزمة بتفجير مبنى الأمن القومي أثناء اجتماع هذه الرؤوس المجرمة التي تفننت في القتل والتنكيل بالشعب السوري بارتكاب مجازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً هذه العملية النوعية لها دلالاتها ومنها: أن وصول الجيش الحر إلى هذه الدائرة الضيقة وهؤلاء الرؤوس الكبار يعني أن هناك متعاونين مع الثورة ومتعاطفين معها في أخطر الأماكن القريبة من رأس النظام وبهذا لم يعد هناك أحد في مأمن من يد الثوار مهما كان موقعه.هذه العملية سيكون لها دورها في تحطيم معنويات الجيش النظامي التي هي منهارة أصلاً ورأينا ذلك واضحاً في الصور التي نقلها التلفزيون السوري لبعض الاشتباكات التي دارت في أحياء من دمشق بعد الإعلان عن التفجير ومقتل هذه القيادات إذ بدا على أفراد الجيش النظامي الخوف والتردد والانهزامية.وكذا فإن مقتل هذه القيادات الكبيرة يعني فقدان النظام لأياديه الطولى التي كان يضرب بها ومن الصعب تعويضهم وإيجاد أشخاص بالخبرات والولاء نفسهما مما سيحدث ارتباكاً في أداء قواته، وأثر ذلك على ساحة المعركة إذ ظهر التراجع والفرار والانشقاقات في محاور ومناطق عدة بدمشق وخارجها.وتعد هذه الضربة قاصمة ولن يكون الوضع بعدها كما كان قبلها فستتغير المعادلة لصالح الجيش الحر، وهكذا اقتربت نهاية النظام الأسدي بانتقال المعارك إلى قلب العاصمة، وهو ما أحدث تطوراً كبيراً شكّل إحراجاً وخطراً كبيراً على النظام، فالمعارك اقتربت من عرينه ولذا تواردت أنباء عن وصول طائرة هيلوكوبتر إلى محيط قصر الرئاسة ثم أقلعت مما جعل هذه المصادر تتكهن أنها نقلت الرئيس السوري إلى مكان آمن، وهكذا فلم يعد هناك ملاذ آمن لرأس النظام ولا لمعاونيه. وكان وقع العملية على حلفاء سوريا صاعقاً، إذ صرح وزير الخارجية الروسي أن معركة حاسمة تدور في دمشق، وانبرى حسن نصر الله مدافعاً عن النظام السوري بنحو مسعور مسمياً من قتلوا بالشهداء ورفاق السلاح، متجاهلاً آلاف الشهداء الذين سقطوا من أبناء الشعب السوري. أما النظام الإيراني فندد بالعملية.. ورد الفعل الذي صدر من هؤلاء يوضح قوة التأثير الذي احدثته هذه العملية، التي أثبتت للجميع أن أيام الأسد باتت معدودة.جلال أحمد الحطام