ما حدث للسوق الشعبي كان متوقعاً منذ فترة طويلة، إهمال كبير في شروط السلامة، نقص في تنسيق وتوفير معدات السلامة التي كانت من المفروض توافرها بالمكان، تكدس البضائع الخطيرة القابلة للاشتعال وتواجدها بالقرب من إسطوانات الغاز المضغوط، أسلاك كهربائية تتسرب منها الزيوت والوقود القابلة للاشتعال، كل تلك الأمور كانت سبباً من الأسباب التي عملت على انتشار اللهب لمساحة كبيرة والتهام المحلات التجارية وصعوبة إخماد النيران.فرق الإطفاء بذلت جهداً كبيراً يشكرون عليه، إذ حالوا دون وقوع كارثة محققة وكادوا يفقدون أرواحهم في سبيل القيام بواجبهم فجزاهم الله خيراً. ولا ننسى أيضاً رجال الأمن الذين عملوا على تنظيم حركة المرور وتسهيل وصول سيارات الإطفاء وعملوا على تسهيل انسياب الحركة المرورية في تلك المنطقة بجهد كبير يشكرون عليه.إن كلمة "لو كان” لن تغير شيئاً وكان من المفروض على أصحاب المسؤولية أن يخلصوا لله في عملهم عن قرب، بل من الواجب عليهم أن يحافظوا على أملاك المواطنين الذين خسروا مصدر رزقهم. نحن لا نقبل على المواطن البحريني أن يصل إلى هذا الحال المؤسف، فإن التعويض الذي سيحصلون عليه إن شاء الله سيساعدهم بالنهوض مرة أخرى ومزاولة أعمالهم من جديد، لكن هناك كلمة حق يجب أن تقال، فهؤلاء المواطنون الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على ذلك السوق الذي تحول إلى كتلة من الرماد، كيف سيواصلون حياتهم بعد ذلك الحادث المؤسف؟! لقد احترقت قلوبهم مع السوق. وبالنسبة للمشترين فقد خسروا وثائق تاريخية قيمة كانت تعرض في بعض من المحلات التي تزاول مهنة بيع الأدوات التراثية والتي أصبحت شبه منقرضة، كل تلك المقتنيات ذهبت مع الريح دون رجعة.إن ما حدث في السوق الشعبي درس كبير للجميع، فيجب أن نستفيد ونعمل على عدم تكرار هذه المأساة مرة أخرى لأناس ليس لهم ذنب في كل ما يحدث، ويجب على كل من يعمل بالإشراف على السلامة بأن يخلص لله في عمله ويحافظ على أرواح وممتلكات الناس في المنطقة التي يشرف عليها. ما ذنب هؤلاء الباعة البسطاء وذوي الدخل المحدود الذين لا نعرف مصيرهم، نحن نطلب من الله عز وجل في هذا الشهر الكريم بأن يقف معهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ونحن جميعاً قلوبنا معهم.الناشط الاجتماعيصالـح بـن علـــي