إعداد - علي راضي: حذّر كتّاب عرب الأسبوع الماضي من خطورة الخلافات الداخلية في البحرين على النسيج الاجتماعي للمملكة، ودعوا الجميع للاستجابة لدعوات عاهل البحرين جلالة الملك المفدى لرص الصفوف والعودة لطاولة الحوار والمفاوضات بين الدولة وجميع القوى السياسية بدون استثناء أحد، وقالوا: إن الإعلام الإيراني لا يزال يبث الفرقة في الداخل البحريني ويحرّض ويحترف الأكاذيب والفبركات حول ما يحدث في المملكة، وخصوا بالذكر قناة العالم وقالوا: إنها تدندن على الأوضاع في البحرين وتندب حظها وتلطم صباحاً مساءً، ودعوا دول مجلس التعاون الخليجي لتبني استراتيجية إعلامية موحدة لمواجهة الإعلام الإيراني المغرض، يكون هدفها الأول نقل المعركة الإعلامية إلى عقر الدار الإيراني وكشف ما يحدث من انتهاكات إيرانية يومية لعرب الأحواز. وفيما يلي التفاصيل. نقل المعركة لعقر دارهم وتحت عنوان “مخطط التجديف وسب الصحابة”، قال ناصر العتيبي في (السياسة) الكويتية، إن ما تتعرض له الشقيقة مملكة البحرين بين حين وآخر من فتنة بين مواطنيها هو بفعل شياطين قم وطهران الصفويين وأذنابهم في منطقة الخليج العربي ومضيق عمر بن الخطاب. وطالب العتيبي بما قال إنه يعيده ويكرره مراراً وتكراراً وهو أن على قادة دول الاتحاد الخليجي العربي نقل المعركة إلى عقر دارهم في إيران، والمطالبة بتحرير الأرض العربية في الأحواز العربية وجزر دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا مطلب الشعب الخليجي العربي الحر. شيعة الخليج عرب وقال الدكتور شملان يوسف العيسى في صحيفة (الوطن) الكويتية إن الخلافات الإيرانية – الخليجية أخذت أبعاداً جديدة، إذ أصبحت جزءاً من الخلافات الداخلية في دول الخليج العربية. هذه الخلافات انطلقت من منطلق طائفي فبدلاً من المشاركة والانصهار نجد بعض القوى السياسية تدعو للفرقة والصدام. ففي البحرين مثلاً اشتدت هذه الخلافات بين الشيعة والسنة رغم محاولات عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى رص الصفوف ومطالبة الجميع بالعودة للحوار والمفاوضات بين الحكومة وأقطاب المعارضة الشيعية. وأوضح العيسى :« نحن في الخليج مثل إيران نعاني من بعض المتطرفين الإسلاميين الذين يحاولون إثارة الفتنة والطائفية في الخليج باتهام الشيعة بأنهم عملاء لإيران رغم حقيقة أن معظم الشيعة في الخليج عرب ومن قبائل عربية أصيلة وهم يشكلون أقلية لا يستهان بها في الخليج، ففي البحرين مثلاً يشكّل الشيعة ما نسبته 65-60 % من إجمالي السكان، أما في السعودية فقدرت أعدادهم بنحو 2.7 مليون نسمة. وفي الكويت يشكلون ما بين 30-25 % من سكان الكويت، وفي قطر تصل نسبتهم إلى 16 % ، وفي الإمارات 6 % وأقل من %5 في سلطنة عمان، شيعة الخليج عرب يفخرون بعروبتهم وأوطانهم.. وعلينا كمجتمع ودولة في الخليج تعزيز مفهوم المواطنة حتى لا نسمح لأحد بشق الوحدة الوطنية”. مشكلتنا مع إيران في ثورتها وأكد العيسى أن مشكلتنا مع إيران تكمن في حقيقة وجود الأفكار الثورية التي شكلتها الثورة عام 1979م وهي مستمرة حتى الآن، والقادة الإيرانيون يفخرون بمسار الثورة ويعتقدون بأنها تحقق مصالحهم وطموحاتهم، وهنا تحدث المتناقضات فهم من جهة يريدون زيادة التعاون الثقافي والتجاري والاقتصادي مع دول الخليج، ولكنهم في الوقت نفسه يخوضون حرباً باردة ضد الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الحلفاء الاستراتيجيين مع دول الخليج التي تربطهما علاقات أمنية مع دول الخليج. معارضة «المولوتوف» وكشف وليد إبراهيم الأحمد في (الأنباء) الكويتية أن من يسمون أنفسهم بالمعارضة البحرينية يقولون : “سلمية.. سلمية” ثم يلقون زجاجات المولوتوف الحارقة في الشوارع ويحرقون الإطارات بالكيروسين ويستخدمون الأسلحة البيضاء والسيوف، كما كشفتها الحقائق وعلى الهواء مباشرة في خيام المتظاهرين إبان فوضى دوار اللؤلؤة! يتباكون على أنها إنسانية وليست طائفية (لا سنية ولا شيعية) ويتدربون في الخارج ويتلقون الدعم المادي والمعنوي والإعلامي من حكومة الملالي ثم يدخلون البحرين معززين مكرمين وقد أسقطت حكومة البحرين الأحكام القضائية عنهم كحال المعارض حسن مشيمع الذي عندما دخلها نظم مظاهرات العصيان وقاد الشباب إلى التهلكة بـ (الريموت كنترول )! قناة العالم تلطم وتندب حظها وقال الأحمد: على الجانب الآخر، هناك قناة العالم الإيرانية التي تدندن على الأوضاع في البحرين وتندب حظها وتلطم صباحاً ومساءً وكأن إيران قد تعرضت لغزو أمريكي، تتجاهل ما يحدث على الطرف الآخر في سوريا وكأن المعارضة هناك قادمة من كوكب زحل لا يعيشون على كوكب الأرض، وتبث أخبار المظاهرات المؤيدة للنظام السوري ومؤازرة حسن نصر الله له بصورة مضحكة وكأن العالم لا يشاهد ما يحدث للشعب السوري من سفك للدماء وتعذيب حتى بات الآلاف ينامون كلاجئين أمام الحدود التركية والأردنية! وأوضح الأحمد أن حكومة طهران ومعها حزب الله اللبناني متورطان ما بين مناصرة المستضعفين الذي كان يتباكى عليهم الخميني ويطالب بقتال الحكومات من أجلهم وبين الأفعال الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث للمستضعفين من الشعب السوري والجرائم غير الإنسانية التي يرتكبها النظام البعثي المجرم في حقهم! وتمنى الأحمد أن يحفظ الله أهلنا في البحرين وحكومتهم من التدخلات الإيرانية التي أصبحت علنية وقذرة يطلقها الساسة هنا وهناك؛ بل وصلت بهم الوقاحة ليتدخلوا في مناوراتنا العسكرية ويحددوا مع من نشارك ومع من لا نشارك!. يكذبون وولاؤهم للخارج وحول ولاء المعارضة البحرينية للخارج، قال جهاد الخازن في الحياة إن للمعارضة هناك مطالب محقة، غير أنه يعترض فقط على الأسلوب لا على المطالب نفسها، مضيفاً “أزيد اليوم اعتراضي على الولاء الخارجي، فمعارض مضرب عن الطعام حتى يقوم نظام إيراني في بلاده، ومعارضون غيره يريدون تعطيل سباق (الغراند بري) كأنّ هذا يحقق مطالبهم”. واقترح الخازن على المعارضين جميعاً، بمن فيهم رئيسهم علي سلمان ومرشدهم عيسى قاسم عدة اقتراحات أبرزها أن كل معارض بحريني يقول الخليج العربي، لا الخليج الفارسي، علناً وعلى رؤوس الأشهاد من مئذنة مسجد، أو أمام كاميرا تلفزيون ومذياع يثبتُ أنه بحريني لا إيراني الولاء. وأضاف :«كنت في آخر زيارة لي للبحرين قبل شهر وجدت من المعارضين مَنْ يتحرّج من قول الخليج العربي، فهو إيراني الهوى ويريد أن يهبط بالبحرين من مستواها الطيب كدولة بأقل موارد نفطية بين أعضاء مجلس التعاون إلى مستوى التخلف والعنف والفقر في إيران التي تنام على بحيرة نفط ثم تستورد البنزين. فهم من الوقاحة أن يسعوا لتخريب اقتصاد البحرين علناً، ويرمون رجال الشرطة بقنابل حارقة ويحاولون تعطيل سباق (الغراند بري) ويكذبون كما يتنّفسون”. البحرين مجتمع عربي إسلامي منفتح وفي صحيفة (الحياة أشار) الدكتور مصطفى الفقي تحت عنوان “تأملات زائر من ضفاف النيل في أحوال الخليج” إلى أن البحرين بلد منفتح تاريخياً لم يبدأ تجربته الحديثة مع الطفرة البترولية كغيره من دول المنطقة، وما زلت أتذكر البعثة التعليمية المصرية في خمسينيات القرن الماضي واسم رئيسها الأستاذ الغزاوي - وهو على ما أتذكر قريب مباشر للكاتب الصحافي المصري صلاح منتصر. فالعلاقات بين مصر والبحرين عميقة ووثيقة، وعندما دعاني الشيخ خالد أحمد الخليفة وزير الديوان الملكي وزميل دفعتي الدراسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى مائدة غداء كانت مناسبة مثيرة للحديث عن مصر الناصرية التي عشناها وما بعدها من تحولات وتطورات في المنطقة كلها، وشرح لي الوزير الصديق الظروف السياسية التي تمر بها دول الخليج والتحديات التي تواجهها والصراعات التي تدور حولها بمنطق دارس العلوم السياسية العارف بدروب السياسة الإقليمية، كما أقامت وزيرة الثقافة صاحبة الدعوة عشاء على شرفي سعدت فيه بلقاء عدد من الخبراء الفرنسيين وغيرهم من الأجانب المعنيين ببعض شؤون المركز الثقافي في البحرين والمولعين بالطابع الوطني وأفقه الدولي في الوقت ذاته، ولقد لفت نظري أن البحرين مجتمع عربي إسلامي منفتح والكثيرات من سيداته المتعلمات يتميزن بالوقار ويرتدين أزياء عصرية مع حشمة واحترام، وتذكرت الفترة الليبرالية الاجتماعية التي كنا ننعم بها في ستينات القرن الماضي، ويبدو أننا سنحرم منها مع مطلع العقد الثاني من القرن الحالي!. الأحواز شيعة وسنة وتحت عنوان “قدرنا أننا سنّة وشيعة”، في صحيفة (البيان) الإماراتية، كشف خالد الناصر أن الكثير ممن يناصر القضية الأحوازية يُصدم بأن النسبة الأكبر من سكان الأحواز من أتباع المذهب الشيعي وبأن التزامهم بالمذهب الشيعي لم يقف حائلاً أمامهم لمعارضة النظام الإيراني العنصري والمطالبة بحقوقهم المشروعة والتضحية من أجلها، و لا أعلم لماذا يتجاهل كل من يريد تعليق جميع المطالبات الشعبية في البحرين بالتوجيه الإيراني ببطلان هذه النظرية مع وضوح تقرير بسيوني المستقل والمعد بأمر جلالة ملك البحرين للتحقيق في الأحداث المؤسفة التي جرت خلال العام الماضي بالبحرين ، ومؤسف أيضاً أن يتعمد البعض تحميل كل الشيعة جرائم نظام بشار الأسد في الشعب السوري مختزلين الشيعة في شخصية حسن نصر الله أو في الدعم الإيراني ، متجاهلين في الوقت نفسه كتابات شيعية واضحة وصريحة في دعم الشعب السوري ومساندة له في تحرره ضد نظام الاستبداد وتضامنا بالصور والتعليقات بالشبكات الاجتماعية دون أي التفات لمن يحاول أن يحول جرائم بشار لجرائم طائفية بحتة دون أي اعتبارات سياسية. قناة العالم لا تتحدث عن سوريا وتحت عنوان “الأحداث بعيون إيرانية”، قال الدكتور عبدالله بن موسى الطاير، في صحيفة الرياض السعودية، إن قناة العالم لا تتحدث عن ثورة في سورية وإنما عن ثورة في البحرين، ولا عن احتلال لفلسطين وإنما عن احتلال سعودي للبحرين، ولها مراسلون رسميون ومتعاونون، ومندسون في الشوارع العربية خصوصاً في البحرين وسورية ولبنان ومصر واليمن، ولا شك أن لهم مشاهدين إما مؤمنين بالرسالة الإيرانية الدعائية، أو من الناقمين على دولهم، ويتلذذون بما تبثه الدعاية الإيرانية. وأشار الطاير إلى أن إيران تمارس الأسلوب الإعلامي الذي يخدم مصالحها؛ فهي تدفع الأموال وتجند العقول وقرارها سريع في هذا الخصوص، وتتقدم بخطوة على المنافسين لها في المنطقة على اعتبار أنها دولة واحدة تتبنى قضية مصيرية لها منها موقف واضح، وتسخّر كافة إمكاناتها وسياساتها لخدمة أهدافها الاستراتيجية في وقت تتعدد القرارات في الدول المتضررة من السياسات الإيرانية على اعتبار أن القرارات تخضع لأمور سيادية فلكل دولة تعقيدات القرار الخاص بها، ولذلك يكون الإجراء بطيئاً ومتأخراً أحياناً. خطورة الإعلام الإيراني وقال الطاير إن آلية الدعاية الإيرانية مؤثرة وعلينا ألا نستهين بها، والأكثر خطورة هو الدعم الإيراني المادي المباشر الذي يتلقاه حلفاء إيران خصوصاً في وسائل الإعلام، وأعتقد أن مجاراة إيران في دعايتها السياسية سيكون أمرا صعبا على وسائل إعلام تحترم مهنيتها وتترفع عن الغوص في مستنقع المحتوى الإيراني. ولكن المهنية ونوعية المحتوى لا تمنعان من التصدي للتضليل الإيراني للرأي العام، ولابد من تكثيف العمل الإعلامي المحترف لفضح المخطط الإيراني الذي يدرك تماماً أنه يخوض حرب تقرير المصير؛ فسقوط النظام السوري، وتقويض أركان حزب الله، والحوثيين، وسحب التأثير الإيراني من عقول ووجدان بعض المخدوعين، سيعني، لا محالة، هزيمة شنيعة لإيران. تنسيق إعلامي خليجي وطالب الطاير بعمل إعلامي يفوق كفاءة العمل الدبلوماسي وتنسيق عالي المستوى على الصعيد الخليجي تحديداً، وتناسي التباينات التقليدية والتنافس المهني في سبيل هدف أكثر أهمية وهو أمن واستقرار المنطقة. كما أن إعلامنا المحلي بصحافييه وكتابه ومثقفيه خصوصا في المملكة عليه مسؤولية كبيرة تتمثل في عدم تسليم إيران أسلحة فتاكة تستخدمها ضد المنطقة، فالمتابع لكثير من المواد التي استهدفت أمن هذه البلاد يجد أنها من مصادر إعلامية تقليدية أو إلكترونية سعودية، وهي محل حوار وجدال في الداخل ولم يحسم صدقها من كذبها ولكنها سرعان ما تحولت إلى سهام موجهة ضد الداخل.