أكد أطباء أن الصيام يفيد كثيراً في حالات مرضى الربو أو حساسية الصدر بسبب الراحة النفسية التي يتركها في الإنسان، مما يؤدي إلى تحسن مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الالتهابات، وأيضاً لسهولة التحكم في مواعيد الطعام خلال الإفطار والسحور”. حساسية الصدروقال أخصائي أمراض الصدر د. حسام شاكر إن حساسية الصدر من أكثر الأمراض الصدرية انتشاراً في العالم العربي حيث يتعرض المريض لنوبات متكررة من ضيق بالتنفس وتصفير في الصدر، وحدوث سعال متكرر وبلغم وبصاق لزج، وتابع "عادة تحدث هذه النوبات عند التعرض لتيارات الهواء والأتربة والروائح النفاذة وحبوب اللقاح والتدخين والمواد العضوية في النبات والحيوانات الأليفة بالمنزل”.ونوه شاكر إلى أن رمضان من الأشهر العظيمة التي ينتظرها جميع المسلمين ولكن بالنسبة لمرضى حساسية الصدر أو الربو الشعبي قد لا يستطيع البعض منهم الصيام، فإذا كانت درجة الحساسية لديهم شديدة حيث يعانون من ضيق في التنفس واحتياج مستمر للأدوية الموسعة للشعب أو الأدوية المثبطة للالتهابات ففي هذه الحالة يجب الإفطار وعدم الصوم. أما إذا كانت حالة المريض بسيطة ومستقرة ولا تحدث نوبات متكررة فيمكنه تناول الأدوية ما بين الإفطار والسحور، أما بالنسبة لمن يستخدم البخاخات فلا حرج عليه لأنها لا تفطر سواء كانت من الأنواع الموسعة للشعب أو التي تثبط الالتهاب.وكشف شاكر أن مريض الحساسية من المرضى الذين يحتاجون لكمية كبيرة من السوائل لكي تساعد على إذابة البصاق اللزج والعمل على طرده، ولذلك فالصيام لفترة طويلة في فصل الصيف يتسبب في فقدان الكثير من السوائل الموجودة في الجسم بالإضافة إلى عدم تعويضها مما يؤدي لتدهور حالة مريض حساسية الصدر مما يضطر الطبيب المختص إلى نصحه بعدم الصيام حتى لا تسوء حالته، ومن النصائح الضرورية التي توجه لمريض الحساسية عدم التعرض لأي مجهود عنيف أوحرارة شديدة حتى لا يفقد كمية كبيرة من السوائل.وأوضح أن "المرضى الذين تحتاج حالاتهم لاستخدام الأكسجين يجب عليهم الإفطار حيث إن الأكسجين يحتاج قبل استنشاقه إلى ترطيبه عن طريق مروره في المياه، ولأن الأكسجين الجاف يضر المريض ولا يفيده”، وأضاف أنه "يجب على مريض حساسية الصدر الذي يسمح له بالصوم والاعتدال في تناول الطعام، وخصوصاً في فترة الإفطار، كما يستحب أن تنقسم إلى وجبتين حتى لا تمتلئ المعدة بالطعام مما يؤدي إلى إعاقة حركة الحجاب الحاجز فتزيد من الإحساس بضيق في التنفس”.وتابع "على مريض حساسية الصدر الذي يرتاد المساجد لصلاة الجماعة أن يحذر التواجد في الأماكن غير جيدة التهوية حتى لا تنتقل إليه الميكروبات أو الفيروسات مثل الأنفلونزا او التهاب الشعب الهوائية ويفضل أن يكون مطعماً ضد هذا المرض، لأن ذلك يساعدة على التقليل من الإصابة ببعض الالتهابات، وخصوصاً في الأماكن المزدحمة، كما يستحب بقدر الإمكان عدم التعرض للبخور والروائح النفاذة، لأنها تساعد على حدوث نوبات الربو الشعبي”.الصوم وأمراض الصدروكشف استشاري أمراض الصدر د. صفوت الدعبوسي أن حياة الصائم تتغير بسبب الصوم بالنهار وتغير مواعيد النوم والاستيقاظ مما يجعل المرضى يتساءلون عن طريقة ونظام تناولهم للادوية، مشيرا الى ان "هؤلاء المرضى اصحاب الامراض الصدرية حيث انها كثيرة غالباً ما تأتي على شكل التهاب في الشعب الهوائية أو في أنسجة الرئة وهناك كذلك أمراض مزمنة”.وعن كيفية تعامل الصائم مع هذه الامراض يقول د. الدعبوسي:اولا: بالنسبة لالتهاب الشعب الهوائية الحاد "النزلات الشعبية” حيث يعاني المريض من ضيق في الشعب وينتج عنه صعوبة في التنفس مع كحة وتصفير بالصدر ويتم علاجه بواسطة استخدام أدوية موسعة للشعب، فإذا كانت حالة الشعب بسيطة فعلى المريض تناول علاجه ما بين الإفطار والسحور. أما إذا احتاج الأمر إلى تناول المضادات الحيوية التي تعطي كل 6 إلى 8 ساعات أو كانت الحالة شديدة فينصح بالإفطار حتى يتم الشفاء من الالتهاب خصوصاً أن إهمال العلاج يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.ثانياً: الدرن الرئوي "السل”: يجب على المريض أن يتناول دواءه بانتظام إذا كانت حالته العامة جيدة، وتعطى عادة أدوية الدرن مرة أو مرتين في اليوم، أما في المرحلة الحادة من المرض فيفضل عدم الصيام حتى تتحسن حالة المريض الذي يعاني من فقدان الشهية ونقص الوزن مع ارتفاع درجة الحرارة وكحة في بعض الأحيان، ويعتقد كثيرون أن مريض الدرن لابد أن يتناول كميات كبيرة من الطعام وهذا غير حقيقي وخطأ شائع، ولكن المطلوب أن يتناول الكميات التي تناسب سنه ووزنه مع توفير المقومات الطبيعية للطعام من بروتينات ومواد نشوية وفيتامينات ودهون إلى غير ذلك.ثالثاً: الالتهاب الرئوي: حيث يحتاج المريض إلى راحة كاملة في الفراش وتناول الأطعمة الخفيفة مع ضرورة الانتظام الكامل في تناول العلاج بكل دقة، خصوصاً المضادات الحيوية حتى يتم شفاؤه ثم يسمح له بالصوم.رابعاً: الانسداد الشعبي الهوائي: هناك بعض المرضى يعانون من نزلات شعبية مزمنة أو "امفيزيما” وتسمى انتفاخ الرئة، وما يصاحب ذلك من ضيق بالشعب الهوائية والتي تحتاج إلى مضادات حيوية أو موسعات للشعب في الحالات الحادة، فعلى المريض المواظبة والانتظام في تناول العلاج خاصة في فترات الحر الشديد حيث يحتاج لكميات كبيرة من السوائل، وعند استقرار حالته وعدم حاجته لعلاج منتظم يستطيع أن يصوم.أيضاً هناك مرضى التليف الرئوي حيث يتم علاجه عن طريق الأدوية مثل الكورتيزون، ويفضل تناول العقاقير في رمضان في تلك الحالة بعد تناول السحور.ولفت د. الدعبوسي إلى أن المرضى الذين يعالجون بالأكسجين لابد أن يستمروا على تناوله لأنه لا يفطر، أما عن تحديد الصيام من عدمه فيجب استشارة الطبيب المختص، مع الأخذ في الحسبان قدرة المريض على الصيام من الناحية الصحية.
أطباء: الصيـام يـريـح نفسيـاً مرضــى الربــو وحسـاسيـة الصـدر
29 يوليو 2012