كان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل عليه شهر رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف ومنع الفتوى والمساءلة مع الناس• وقال هذا هو شهر رمضان هذا هو شهر القرآن فيمكث في المسجد حتى ينسلخ شهر رمضان. وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله الزاهد العابد إمام أهل السنة إذا دخل شهر رمضان دخل المسجد ومكث فيه يستغفر ويسبح وكلما انتقض وضوءه عاد فجدد وضوءه فلا يعود لبيته إلا لضرورة من أكل أو شرب أو نوم هكذا حتى ينسلخ شهر رمضان ثم يقول للناس هذا هو الشهر المكفر فلا نريد أن نلحق به الأشهر الأخرى في المعاصي والخطايا والذنوب.لو تأملنا حال السلف مع القرآن في رمضان لوجدنا عجباً• فتعال بنا نقلب صفحات التاريخ لنعرف كيف كان حال السلف الصالح مع كتاب الله عز وجل في شهر القرآن• شهر رمضان. من حال السلف العناية بكتاب الله الكريم فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان• وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كـــــــــل ثــــــــــــلاث ليــــــــال وبعضهـــــــــم في كـــــــل سبــــــــع وبعضهم في كل عشر فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها فكان للشافعي ستون ختمة في رمضان يقرؤها في غير الصلاة• وكان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين وكان قتادة يختم في رمضان كل ثلاث وفي العشر كل ليلة وكان الزهري إذا دخل شهر رمضان يفر من قراءة الحديث ومن مجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
شهــــر المساجــــد والقرآن
30 يوليو 2012