هشـــام الشيـــخيظللنا الشهر الكريم ولسان حاله يردد قول الشاعر السوري عمر أبو ريشة: أمتي كم غصة دامية.. خنقت نجوى علاك في فمي، اسمعي نوح الحزانى واطربي.. وانظري دمع اليتامى وابسمي، رُبّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليُتَّم.. لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.. يظللنا شهر رمضان هذا العام ونحن ما زلنا نكتب.. ونكتب وحسب. لم لا وقد أضعنا سيف المعتصم، بل أضعنا نخوته وغيرته التي تحلى بهما حين كان "السيف أصدق إنباءً من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب”.كلما قلبنا صفحات تاريخ انتصارات المسلمين ندهش بأن أعظمها وأعلاها مجداً تحقق في رمضان، ولعل من الجدير بالذكر في هذا المقام أن رمضان شهد إحدى أعظم فتوحات المسلمين رداً للكرامة، وهي فتح "عمورية” إثر صرخة واحدة فقط من إحدى الحرائر المسلمات تُدعى "شراة العلوية”.استغاثت تلك المرأة بالخليفة المعتصم في أسرها قائلة "وامعتصماه” ونُقل ذلك إليه فلبى استغاثتها بجيش جرار، تقدم نحو عمورية وحاصرها في 6 رمضان حتى فتحها في 17 رمضان 223 هـ، وخلّد التاريخ اسم هذا الخليفة بأحرف من نور، مثالاً على الدفاع عن المسلمين ونجدتهم.هل يكون شهر رمضان مناسبة لنتذكر كل هؤلاء الضحايا من النساء والشيوخ والأطفال، الذين تعودنا على مشاهدة الجرائم والمجازر البشعة التي يتعرضون لها ليل نهار في كثير من بلاد المسلمين؟ لنتذكرهم ولو بالدعاء.. أو بالجهاد بالمال، الذي من الخطأ وغير المقبول أن نسميه تبرعات، فهي حق علينا وليست مجرد تبرع أو تطوع.. لا خير فينا إن لم نتعلم من شهر رمضان معاني العزة والنخوة والكرامة والتضامن، فالسبب الحقيقي لمعاناة هؤلاء ليس بطش الأعداء لكن فرقة المسلمين وتنازعهم فيما بينهم، وابتعادهم عن التمسك بدينهم.وفي شهر ليلة القدر، ليلة نزول القرآن الكريم لن نفلح إن لم نستجب لأمر ربنا سبحانه وتعالى القائل "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.