كتبت - إيمان الخاجة:أوصدت أم أحمد باب منزلها المتهالك على أمراض أثقلت كاهلها، فلا نقود لدواء يبلسم الآلام، ولا قدرة مادية على إعادة تأهيل منزل مهترئ يوشك على التداعي على رؤوس قاطنيه. أم أحمد امرأة طاعنة في السن أحالها المرض من حال إلى حال، تتقاسم زوايا منزلها القديم مع ابنٍ مريضٍ بالقلب وابنة وحفيدة صغيرة لم تحمل من ذكريات طفولتها إلا رسوم منزل متهالك يبعث على الرثاء. فارقت الابتسامة محيّا أم أحمد، تتحمل آلام مرضها بصمت، وباتت لا تعرف للنوم طعماً من شدة الألم، ونسيت طريقة الحركة، تجلس على سريها وتتساقط عليها أتربة الجدران القديمة البالية، وتتقافز الحشرات والسحالي من حولها. تعاني أم أحمد من الضغط والسكري وهشاشة العظام والدسك، وتشكو من ألم دائم في رجليها منذ سنوات لا تُسكنّه الأدوية ولا الحبوب المهدئة، دائماً ما تنتابها نوبات ألم تصرخ منها ولا تتمكن حتى من تحريك رجلها أو رفعها، المرض جعلها قعيدة كرسيها المتحرك تنتقل بين زوايا المنزل المتهالك، بعد أن كانت تستطيع المشي على رجليها بمساعدة عكاز، قبل أن تسقط في أحد الأيام وتعرضت للكسر، وهي الآن غير قادرة على الحركة، ومع الأيام تنتكس حالتها ويزداد وضعها الصحي سوءاً، وأصبحت عاجزة عن النوم من شدة الألم والحركة. أم أحمد حدثتنا عن وضعها والآلام تكاد تنطق بين كلماتها المرتجفة "تعبانة جداً، ذهبت إلى المستشفى للعلاج دون فائدة، أعطوني بعض الأدوية وها أنا منذ تناولها أشعر بدوخة دائمة لا أتمكن من رفع رأسي ولا المشي، أشعر أن الغرفة تدور من حولي، أصابت رعشة يدي والألم يُصدّع رأسي”. وأضافت أن الطبيب أبلغها بإصابتها بالدسك، وقالت "لم أستفد من العلاج ولم ألقَ نتيجة، أحياناً لا أتمكن من الذهاب إلى المستشفى ولا يمكن للإسعاف أن يقلني في كل مرة ماذا أفعل؟”.تسكت أم أحمد قليلاً تستعيد رباطة جأشها "قدمت عام 2004 عندما كنت في صحة وعافية على طلب للمنازل الآيلة للسقوط، وإلى اليوم لايزال منزلي بانتظار دوره، المنازل المجاورة طُلب من أصحابها إخلاء منازلهم والبعض تم إصلاحها فعلاً رغم أن طلبي سابق لها، وعند المراجعة لا أجد جواباً يجعل الأمل أمام عيني بانتهاء المعاناة في المنزل الخرب. وتناشد أم أحمد سمو رئيس الوزراء للنظر في حالتها، ومساعدة أصحاب الأيادي البيضاء بمد يد العون لها، في تأمين شقة صغيرة تقي أطفالها مخاطر تداعي المنزل، وتأمين العلاج لآلامها المبرحة.