بقلم ـ عبدالله الذوادي:هكذا هم أهل البحرين حكاماً ومحكومين تواقون دائماً للأعمال الخيرية فقيرهم وغنيهم على حد سواء، كل حسب قدرته إما نقداً أو تطوعاً، ولعل ما مرت به البحرين من محن وكوارث أكدت أصالة شعبها وإسهاماته في درء تلك الكوارث، فمنذ حريق سوق المنامة في الثلاثينيات من القرن العشرين إلى محنة الطبعة إلى محنة ضحايا الزكاة في بيت محمد طيب خنجي عام 1935 إلى حريق فريق الذواودة بالمنامة في العام 1951 وحريق القضيبية في العام 1952 وغيرها من الكوارث، لكن أهل البحرين حكامهم وغنيهم وفقيرهم هبوا جميعاً لدرء تداعيات تلك الحوادث كل قدر استطاعته.ولم يقتصر عمل أهل البحرين الخيري على درء المخاطر والكوارث، وإنما أسهموا في بناء المساجد والجوامع والمراكز الصحية والصالات الاجتماعية والمدارس الفنية، وسأتناول في هذا الموضوع ما قدمته أسرة يوسف بن أحمد كانو إلى الوطن من هذه المشاريع المتنوعة ذات الفوائد الجمة مقرونة بصور تلك المشاريع الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية، كون هذه الأسرة الكريمة تحظى بالمرتبة الأولى فيما شيدته من تلك المشاريع الدينية والتعليمية والإنسانية والاجتماعية، إذ بنت ورعت مدرسة يوسف بن أحمد كانو للتمريض بمستشفى السلمانية، ومركز حمد علي كانو الصحي بالرفاع الشرقي ومركز أحمد علي كانو الصحي في قرية النويدرات ومركز عبدالرحمن كانو للأمراض وغسيل الكلى بالبسيتين بمحافظة المحرق، ومركز محمد جاسم كانو الصحي بمدينة حمد المحافظة الشمالية.أما القاعات الاجتماعية، فهي قاعة أحمد بن علي كانو للمناسبات بمدينة حمد بالمحافظة الشمالية، قاعة فاطمة إبراهيم كانو للمناسبات في منطقة بوغزال بمحافظة العاصمة، قاعة فاطمة بنت جاسم الشكر بمدينة حمد بالمحافظة الشمالية، وتعدّ مدرسة عبدالرحمن بن جاسم كانو الدولية بمنطقة سلماباد بالمحافظة الوسطى من أهم الصروح التعليمية التي تشهدها النهضة التعليمية في البحرين، من القطاع الخاص فهي تضم صفوفاً تعليمية من الروضة إلى مستوى الثانوية العامة شيدها المرحوم عبدالرحمن بن جاسم كانو.أما الجوامع والمساجد التي شيدتها عائلة يوسف بن أحمد كانو، فهي جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد الدوار الثاني، وجامع جاسم محمد كانو "مقبرة المنامة” وجامع حمد علي كانو "مقبرة المحرق”، وجامع مريم جاسم كانو بالبسيتين بمحافظة المحرق.أما المساجد فهي مسجد عبدالرحمن جاسم كانو بالنادي الأهلي، مسجد فاطمة إبراهيم كانو بمدينة عيسى ومسجد لولوه ماجد كانو بنادي النجمة بمحافظة العاصمة، ومسجد علي محمد كانو بمقبرة الحد بمحافظة المحرق، ومسجد محمد جاسم كانو بنادي المحرق، ومسجد ملا محمد بالمنامة قرب مجمع يتيم بالمنامة، وهناك جامع يشيد وهو على وشك الانتهاء في منطقة بوغزال قرب قاعة فاطمة إبراهيم كانو، كما إن هناك مسجداً آخر باسم عبدالرحمن جاسم كانو ببيت القرآن بالمنامة.فهذا الكم الذي لا يستهان به من دور العبادة وقاعات المناسبات والمراكز الصحية والمدارس انفردت به عائلة كانو هدية إلى أبناء وطنها وإسهاماً منها بتشييد ما يستحقه الوطن من أعمال خيرية.ولم تتوقف عجلة الأعمال الخيرية لدى هذه الأسرة الكريمة، أسرة يوسف بن أحمد كانو، فإذا كان الجيل السابق لهذه الأسرة جبل على تقديم الأعمال الخيرية والإنسانية لأبناء وطنهم، فإن الناشئة من أبناء هذه الأسرة سيواصلون ما جبل عليه آباؤهم وأجدادهم من أعمال خيرية وإنسانية ستكتب في موازين حسناتهم. إن هذه الأسرة، أسرة يوسف بن أحمد كانو، كانت ولا تزال وفية لهذا الوطن وهي، إلى جانب هذه الأعمال العظيمة، تسهم بنحو فعال في ازدهار اقتصاد الوطن في مختلف قطاعات الاقتصادية والتجارة والمال، وامتد نشاطها إلى عدد من دول الخليج العربي وبعض الدول الأوروبية والأمريكية، وهي تعتمد كثيراً على العمالة البحرينية في مكاتبها ومؤسساتها قناعة من رجالاتها بأهمية العنصر البحريني في مختلف أنشطتها.هذا نموذج مشرف للعائلات البحرينية التي حباها الله بوافر نعمه فلم تغلق صناديقها في وجه الوطن وأبنائه وإنما أسالته كنهر ماؤه سلسبيل ينهل منه كل مواطن بشتى الطرق، وهنا أستشهد بقول سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة صاحب التاريخ الطويل والملم بكل شاردة وواردة -أطال الله عمره- حين تفضل بافتتاح قاعة فاطمة بنت إبراهيم كانو، فقال في كلمته القيمة إن أسرة يوسف بن أحمد كانو ما أن نحضر لافتتاح مشروع خيري أو صرح ديني حتى نتوجه لافتتاح مشروع خيري آخر، وهذه شهادة لهذه الأسرة من رجل عرفته البحرين بحبه للخير ومعاصرته لحكام البحرين وملوكها منذ عهد الشيخ عيسى بن علي إلى عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أطال الله عمره وأبقاه ليبقى ركيزة وطنية ومصدراً مهماً في تاريخ البحرين.فتحية أكبار وتقدير إلى هذه الأسرة الكريمة أسرة يوسف بن أحمد كانو ذات العطاء السخي لوطنها مملكة البحرين دام الله عزها، وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، مع أسرة من أسر الخير في وطننا مملكة البحرين المجيدة.
عـــائلـــة يـــوســـف كـــانــــو.. خيــــر يسجلــــه التــــاريــــــخ
31 يوليو 2012