رفض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم السبت "الديمقراطية المستوردة" من الخارج، وشكك في التطورات الحاصلة في المنطقة "تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان".وقال بوتفليقة اليوم الأربعاء في رسالة بمناسبة يوم العلم الذي يحتفل به في 16 ابريل من كل عام، إن "الشعب الجزائري على غرار كافة الشعوب المضطهدة، تعلّم أن التنمية والديمقراطية لا تأتيه من أية جهة خارجية كانت، بلغت ما بلغت من درجات التطور والديمقراطية، وما يحدث اليوم تحت ذريعة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان يبقى موضوعها فيه ما يقال".واعتبر بوتفليقة أن "الديمقراطية مثلها مثل التنمية لا تمنح هبة ولا تستورد مصنعاً جاهزاً".وأشار إلى أن"التعددية الحزبية والنقابية وحرية الصحافة التي تم دسترتها في بلادنا عام 1989 مدرسة حقيقية للتكوين والتعلم جددت العهد بتقاليد تعددية الحركة الوطنية".وقال إن "الإصلاحات التي تمت مباشرتها خلال هذا العام من أجل مشاركة أكبر للنساء والجامعيين والشباب وحالات التنافي مع العهدة الإنتخابية وتحسين ظروف ممارسة الحقوق السياسية بتعديل قانون الإنتخابات وقانون الأحزاب والجمعيات تصب كلها في اتجاه التعميق الجاري للمسار الديمقراطي".وأشار الرئيس الجزائري الى أن بلاده "على أبواب إستحقاقات سياسية هامة تأتي في ظل تحديات داخلية وخارجية حساسة"، مشيراً إلى أن "الجزائر كانت دوماً متفاعلة مع حركة التاريخ إذ كانت من البلدان الرائدة التي سايرت حركة التحرر التي انتشرت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، فقامت بثورة كبرى حاملة للقيم الإنسانية السامية، قيم الحق والحرية والعدل والتسامح وحقوق الإنسان وغيرها مما يشكل ماهية الديمقراطية والتي ظلت حيّة راسخة في مجتمعنا الجزائري حتى في أحلك حقب التاريخ".وأكد أن "الجزائر اليوم من البلدان السبّاقة في خوض تجربة ديمقراطية تعددية واسعة تعمل على تكريسها وتعميقها على كافة المستويات، كما تحرص على احترام الحريات وحقوق الإنسان وترقيتها في جميع جوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، مواصلة تكييف مختلف تشريعاتها الوطنية بما ينسجم وحاجات المجتمع وتطوره وبما يتلاءم مع حركة التحولات العالمية ومقتضيات التنظيمات الدولية المعمول بها".ودعا الرئيس الجزائري في ظل "عولمة شاملة حاملة لمتغيرات جذرية" إلى "يقظة الوعي الجماعي بأهمية التحديات المطروحة وحساسية الظروف المحيطة" التي "تقتضي تعبئة كافة الطاقات الوطنية لاستكمال برامج الإصلاح والتشييد المسطرة وإنجاح كافة الإستحقاقات السياسية القادمة التي نعتبرها محطة فاصلة ورهاناً مصيرياً يجب أن نكسبه ولا خيار لنا إلا النجاح".وحذّر بوتفليقة من أن "الشعوب التي لا تحسن قراءة التاريخ واستخلاص الدروس قد تعيش هذا التاريخ أكثر من مرة، وهي إن لم تجتهد وتشارك في صياغته فإنه لا محالة سيصنع في غيابها وربما يرتب ضدها".وقال إن "رياح العولمة عاتية آتية فمن لم يبادر إلى الإصلاح والتجدد والتحصن بقناعة ومنهجية وتبصر فقد يصعب عليه مواجهة التغيير الجارف الذي سيأتيه من حيث لا يدري ولا يشتهي".