بعد عام من تولي مهمة تدريب فريق سيرفيت السويسري (الذي دربــــــــه بــــــين عامــي 1931 و1935 في فترة أولى) وإيقاناً منه بعدم قدرة لاعبيه على تطوير إمكانياتهم البدنية والفنية لتصبح مثل اللاعبين المحترفين في منتخبات وفرق البلدان المجاورة مثل إيطاليا، فرنسا وألمانيا، وردا على أساليب اللعب الهجومية التي كانت متفشية في ذلك الوقت قام المدرب النمساوي كارل رابان في عام 1932 ابتداع خطة جديدة دفاعية تمامًا يعجز المنافسين عن مواجهتها وهي خطة السلسلة.تلك الخطة كان توزيعها على أرض الملعب 1-4-2-2-1 (3-2-2-3 أو 1-4-4-1 أو ببساطة 5-4-1) وفي حالات الهجوم كانت 4-1-2-2-1 (4-1-2-3 أو 4-5-1)، أسلوب اللعب في تلك الخطة كان يعتمد على خط دفاعي مكون من أربعة لاعبين يلعبون بأسلوب الرقابة اللصيقة مع لاعبي الفريق الخصم إضافة إلى لاعب خامس ذي نزعة دفاعية كبيرة خلف خط الدفاع الرباعي وأمام حارس المرمى مباشرة أسماه رجل القفل (الليبرو)، أمام خط الدفاع خط وسط مكون من لاعبين في القلب مع جناحين يتقدمان للأمام وأمام خط الوسط كان المهاجم الوحيد للفريق.بالعودة للدفاع فقد كان رجل القفل بالرغم من وقوفه خلف لاعبي الدفاع صاحب مهام هجومية مماثلة لمهام صناع اللعب الكلاسيكيين حيث كانت تُعاد له الكرة عند استخلاصها من أحد لاعبي الدفاع الأربعة للبدء بالهجمة لفريقه فكونه آخر لاعب متأخر بين زملائه (بعد حارس المرمى) كان يمنحه رؤية مناسبة للملعب وتمرير الكرة للاعب الغير مراقب في خط الوسط لقيادة الهجمة وغالبًا كان يُمرر الكرة لأحد جناحي خط الوسط المتقدمين واللذان كانا يجدان المساحات في الهجمات المرتدة مستغلين تقدم لاعبي الفريق المنافس في هجمتهم المقطوعة.ذلك الأسلوب لاقى نجاحاً كبيراً مما جعله يعتمد عليه بشكل دائم مع الفرق التي لعبها وأهله لتدريب المنتخب السويسري في فترتين: الأولى بـــــــــــــــين عامـــــــــــــي 1937 و1938 والثانيـــــــــــة بـــــــين عامـــــــــي 1942 و1949 وقد تمكن المنتخب السويسري باستخدام هذه الخطة من الفوز على منتخبات قوية مثل المنتخب الإنجليزي في مباراة ودية والانتصار الأشهر والذي كان على حساب المنتخب الألماني وإقصاؤه من كأس العالم 1938.وبعد تركه لبرشلونة في صيف عام 1960 وتوليه تدريب إنترناتسيونال ميلانو حقق المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيرِّيرا مع الأفاعي بسبعة ألقاب منها اللقبين التاريخيين في دوري الأبطـــــــال عامــــــــــــــــــــــي 1965 و1966 ولقبــــــــــــــــي كــــــــــــــــــأس الأنتركونيننتال في نفس العامين إضافة إلى لقبي الدوري الإيطالي في مواسم 1962-1963، 1964-1965 و1965-1966. الغريب في الأمر أن أغلب انتصارات إنترناتسيونال ميلانو مع هيريرا كانت بنتيجة 1مقابل صفر!ذلك الأمر كان سببه الأساسي الاعتماد على خطة الكاتِناتشيو بأسلوب مختلف تمامًا وذلك عبر ابتداع اشتقاق لخطة 5-3-2 حيث كان الرسم الخططي لفريق هيريرا 1-3-4-2 في الحالات الهجومية و 1-4-3(1-2)-2 في حالات الدفاع عبر تراجع الجناح الأيمن في خط الوسط لمركز الظهير الأيمن. وبالرغم من القوة الدفاعية لهذه الخطة إلا أن قوتها الهجومية تكمن في جناحي خط الوسط ومهاجم متأخر ومهاجم كلاسيكي أمامهما.هيريرا كان يعتمد على الدفاع طوال الوقت واستغلال الفرصة المثالية (سواء من هجمة مرتدة، كرة ثابتة أو اقتناص أخطاء الخصم) لتسجيل هدف الفوز ثم العودة بكامل اللاعبين لاستخدام أسلوب دفاع المنطقة عدا ثنائي الهجوم وهو ما جعل هجمات المنافسين مجرد تمرير عرضي للكرة بين لاعبي الفريق المنافس دون أي فاعلية في ظل عدم تواجد أي ثغرة لاختراق دفاعات إنترناتسيونال ميلانو.