كتب – هشام الشيخ: مع اقتراب موعد انطلاق مدفع الإفطار، تتزايد المخاوف من احتمالات وقوع حوادث مرورية بسبب تهافت كثير من سائقي السيارات على اللحاق بالإفطار داخل منازلهم، إضافة إلى الإقبال المكثف من قبل البعض على التسوق واقتناء مستلزمات الطعام في اللحظات الأخيرة، وهي عادة ملحوظة ليس في مملكة البحرين وحسب وإنما في معظم الدول العربية خلال شهر رمضان الفضيل. ويشهد كثير من شوارع وطرق المملكة البالغ طولها أكثر من 184 كيلومتراً ، ازدحامات خانقة، في حين يصبح البعض منها مضماراً لسباقات السرعة بين السائقين.وفي بلد لا تتجاوز نسبة استخدام وسائل النقل العامة 5 %، يصبح من المؤكد وصول كثافة السيارات في الشوارع إلى معدلات كبيرة في أوقات الذروة التي من بينها اللحظات التي تسبق وقت الإفطار في رمضان ، لا سيما أن هناك أكثر من نصف مليون سيارة تجوب شوارع المملكة. يقول أبو أحمد الذي يقف عند إحدى إشارات المرور، لا داع على الإطلاق لهذه السرعة وهذه الرعونة من قبل بعض السائقين.صحيح أننا جميعاً نرغب في الوصول إلى المنزل والاستمتاع بلحظات الإفطار مع الأهل والأبناء، لكن مثل هذه التصرفات الجنونية قد تؤدي إلى غياب الإنسان عن بيته نهائياً، فضلاً عن أن يؤذي الآخرين. ويضيف: من المؤسف أن بعض أخلاقيات قيادة السيارات بدأت تختفي مع زيادة السيارات في شوارع المملكة، لكن يجب استثمار الشهر الفضيل في تعزيز ثقافة احترام القانون، وتعزيز الوعي لدى الناس خصوصاً فيما يتعلق بنظام وأخلاق المرور التي تمتاز بها مملكة البحرين منذ فترة طويلة. وتشير التوقعات المستندة إلى تقارير صادرة من بعض الجهات الرسمية، أنه بعد مرور 6 سنوات سيصبح في مملكة البحرين أكثر من مليون سيارة، ورصدت نسبة زيادة تقارب الضعف في أعداد السيارات (من العام 2003 - 2011 ) ، في الوقت الذي من المتوقع أن تصل نسبة الزيادة في العام 2015 مقارنة مع العام 2003 إلى نحو 191%، وبواقع 520 ألف سيارة. ويرفض أبو أحمد أن تكون زيادة أعداد السيارات والزحام في شوارع المملكة مبرراً لأية فوضى أو حوادث.. خصوصا في شهر رمضان الذي يتعلم فيه الناس معاني الصبر وتحمل الإساءة والحلم، كما إن رمضان يمتاز بأجواء اجتماعية وإيمانية غامرة يجب ألا تعكرها أية سلوكيات خاطئة. وتشكل نسبة الزيادة في السيارات بنهاية 2011 التي كانت في حدود 51.4% ، استمرارا للتناقص في معدل الزيادة، مقارنة بالأعوام السابقة، رغم استمرار زيادة أعداد السيارات وإن بنسبة أقل، حيث توضح إحصاءات وزارة الداخلية، أن العام 2010 الذي سجل نسبة زيادة مقدارها 5.44% شهد انخفاضاً عن العام 2009 الذي سجل نسبة زيادة في عدد السيارات قدرها 7.41%، بينما سجل العام 2008 نسبة زيادة 8.8%. وكان عدد السيارات العام 2010 حوالي 454 ألفا و859 سيارة، وفي العام 2009 كانت هناك 431 ألفا و372 سيارة، في حين سجل العام 2008 أكثر من 401 ألف و595 سيارة، بينما كان عدد السيارات في العام 2002 حوالي 250.978 سيارة. ويتوقع أن يقضي مشروع للنقل الجماعي أعلن عنه مطلع العام الحالي، ووصف بأنه "فعال”، على حوالي 25% من الازدحامات المرورية، وينتظر أن يخدم المشروع المواطنين والمقيمين والقطاعين التجاري والصناعي.
جنــون السرعـة.. سلــوك يرفــضه شهــر الصبــر
03 أغسطس 2012