يختلف شهر رمضان المبارك في مملكة تايلند عن الصوم في الدول الإسلامية بحكم طبيعة البلاد التي تميل للحرية والانفتاح بشكل كبير، بالإضافة لاختلاف العادات والتقاليد عن واقع المجتمع الإسلامي المقيد بتعاليم يجب أن يدركها المسلم لتجنب مبطلات الصوم والاتجاه لعبادة الله عز وجل في شهر الخير والإيمان والبركات الذي يطل على المسلمين كل عام.يستقبل المسلمون في تايلند نفحات الشهر الكريم بالفرح والسرور عبّر احتفالات يقيمونها فور الإعلان عن ثبوت هلال رمضان في سماء العاصمة بانكوك من قبل مجلس شيخ الإسلام الذي يعد بمثابة المفتي أو وزارة الأوقاف للمسلمين التايلانديين الذين ينتشرون في مدن ومناطق وقرى تايلند المختلفة، بحيث يشهد المركز الإسلامي والمساجد الأخرى والمصليات في أنحاء تايلند مظاهر الاحتفالات الدينية عبر توزيع الأطعمة المختلفة على المسلمين وإقامتهم صلاة التراويح معلنين استعدادهم لدخول شهر الصوم في تايلند.ويمثل مسلمو تايلند 5 % من السكان، ويتمركزون جنوب تايلند وترجع أصولهم إلى المسلمين الأوائل من التجار العرب والهنود الذين قدموا إليها منذ القرن الثاني عشر ميلادي الذين حكموا منطقة فطاني بقيادة السلطان مظفر شاه. وينقسم مسلمو تايلند بين قوميات ذات أصول ملاوية يعيشون جنوب تايلند في أقاليم فطاني ويالا وساتون وسونغلا وناراثيوات، أما من هم من ذوي الأصول البورمية والصينية فيعيشون في المنطقة الشمالية، بينما يعيش من هم من أصول هندية أو باكستانية وإيرانية وعربية في الوسط.ويوجد بتايلند 2500 مسجد ومصلى، كما يوجد في بانكوك مركز إسلامي هو الوحيد في تايلند، ويوجد العديد من الجمعيات والهيئات الخيرية والمدارس الابتدائية الإسلامية وبعض المدارس الملحقة بالمساجد.أما بالنسبة لما يتناوله مسلمو تايلند على الفطور فغالباً ما يبدأ الإفطار بالتمر المستورد من تونس والسعودية واللبن وبعض العصائر، والشوربات التايلندية اللذيذة، وبعض الأطعمة الخفيفة، ثم يؤدي المسلمون الصلاة في المسجد ويعودون بعد ذلك لإتمام إفطارهم.