كتبت – إيمان الخاجة:إنها حكاية ليست وليدة اليوم، بل وليدة 30 عاماً. فعندما كان في الـ12 من عمره، أصيب محمد بهبوط كلوي مزمن وفشل كلوي حاد، حينها تم إرساله عن طريق وزارة الصحة إلى العلاج في دولة الكويت العام 1982 وتحديداً في مستشفى مبارك، حيث يوجد قسم خاص لزراعة الأعضاء، وتم إجراء عملية زراعة كلية له تبرع بها والده. خرج محمد من المستشفى وعاد إلى البحرين ليعيش حياته كأي شاب طبيعي، دون أي آثار أو أعراض للمرض في جسمه، واستقر وضعه الصحي، ولم يواجه أية مشاكل، واستمر في تناول الدواء. لكن قبل عامين شعر محمد بآلام وأعراض، وتوجه إلى المستشفى ليتبين أنه مصاب بفايروس الكبد الوبائي، انتقل إليه في صغره عند مرضه وإجرائه الفحوصات والعملية، وهو مرض لا يمكن علاجه بالأدوية لأنها تسبب الفشل الكلوي، وكانت الواقعة أشد حين تبين للأطباء أنه مصاب إلى جانب الفايروس بفشل كلوي تام، ليرقد في المستشفى، وينتفخ جسمه من الأدوية، ويتم عمل غسيل كلى له 3 مرات أسبوعياً. من ينظر إلى ملامح وجه محمد، يجد أثر المرض واضحاً، فرغم أنه لم يتجاوز الأربعين، إلا أن نظراته حزينة وآلامه كبيرة، إذ لم يتمكن من مزاولة وظيفته بشكل طبيعي، وهو كأي شاب يحلم بالزواج وتكوين منزل وأسرة، لكن من التي تقبل بشاب مريض مثله. والدة محمد تأمل رؤية ابنها بصحة وعافية، فقد كان لا يغفل عنها ولا عن أبيه، لكن المرض والألم جعله طريح الفراش، بلا دواء. تقول أم محمد: "هناك طبيب يقول لا فائدة من العلاج، وآخر لا يعرف سبب الألم، وثالث ينصحه بترك العلاج. وقد عانى ولدي في الفترة الأخيرة من آلام شديدة في البطن، وتم عمل منظار له وتحاليل، لكن سبب الآلام لم يعرف بعد، لقد قام الطبيب بترخيص الخروج له قبل أن تظهر النتائج، كما أرسل المستشفى تقاريره إلى فرنسا ليأتي الرد بضرورة وقف العلاج الذي أعطي له نظراً لعدم جدواه”. وتضيف: "لقد سافر محمد في العام الماضي إلى الهند، لتلقي العلاج، لكن كلفة العلاج مرتفعة جداً. وكل ما يرغب به محمد هو العلاج في الخارج وزراعة الكلى، فكلفة الغسيل والعلاج باهضة الثمن، وكل ما يريده وجود الطبيب المهتم الذي يقدم الرعاية له، فوضعه الصحي لا يحتمل ما يتعرض له في المستشفى من قلة الرعاية والاهتمام. إنه يود أن يتعالج من فايروس الكبد الوبائي على يد مختص، فحالته لم تعد تتحمل مزيداً من الأدوية والإبر”.