طرابلس - (أ ف ب): يستعد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لتسليم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام المنبثق عن انتخابات 7 يوليو الماضي، في حفل رمزي سيسجل أول عملية انتقال سلمي للحكم في تاريخ البلاد الحديث. وسيسلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل رمزيا السلطة إلى كبير السن من الأعضاء الـ200 في المؤتمر الوطني العام الذين انتخبوا قبل شهر في أول اقتراع حر في ليبيا. وبسبب شهر رمضان فإن الحفل الذي يتوقع أن يستغرق ساعتين سيجرى في وقت متأخر من مساء اليوم في قاعة مؤتمرات فخمة بأحد فنادق العاصمة الليبية حيث سيكون من الآن فصاعداً مقر المؤتمر الوطني العام. والمؤتمر الوطني العام هو المؤتمر التأسيسي المنبثق عن الانتخابات التاريخية التي جرت في 7 يوليو الماضي ورحب بها المجتمع الدولي. وسيكلف المؤتمر الوطني العام باختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يفترض أن يتم حله أثناء الجلسة الأولى للمؤتمر. كما يفترض أن يقود المؤتمر الوطني العام البلاد إلى انتخابات جديدة على أساس دستور جديد. وقد عقد أعضاء المؤتمر الذين بدأوا يتوافدون إلى العاصمة، اجتماعاً غير رسمي اتفقوا خلاله على ضرورة انتخاب رئيس ونائبي رئيس للمجلس في غضون أسبوع بحسب صالح الجودة الذي انتخب كمرشح مستقل من مدينة بنغازي. وأضاف الجودة أنه سيتم أيضاً اختيار لجنة لصياغة القانون الداخلي للمؤتمر الوطني العام. وأثناء هذا الاجتماع ستطرح أسماء عدة لرئاسة المجلس خصوصاً من المعارضين البارزين لنظام القذافي السابق أمثال محمد المقريف أو إدريس أبو فايد بحسب أًحد المنتخبين حسين الأنصاري. ويحظى تحالف القوى الوطنية، وهو ائتلاف يضم أكثر من 40 حزباً ليبرالياً صغيراً بقيادة مهندسي ثورة 2011 ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بـ 39 مقعداً من أصل 80 مقعداً مخصصة لأحزاب سياسية. وحزب العدالة والبناء المنبثق عن الإخوان المسلمين الذي يحظى بـ 17 مقعداً هو ثاني تشكيل سياسي في المؤتمر. وقد وزعت المقاعد الـ120 الباقية على مرشحين مستقلين مازالت ولاءاتهم ومعتقداتهم غامضة لكن الأحزاب تحاول استمالتهم. واستبعد الجودة تشكيل حكومة جديدة قبل حلول عيد الفطر المرتقب بعد أسبوعين. وقال "إنه سابق لأوانه الحديث الآن عن هذا الموضوع”. والمجلس الوطني الانتقالي الحاكم حالياً كان الهيئة السياسية لحركة الثوار التي أسقطت نظام معمر القذافي، قبل أن يتولى رسمياً رئاسة البلاد مع سقوط القذافي الذي قتل في أكتوبر الماضي بعد نزاع دام استمر 8 أشهر. وقاد فترة انتقالية مضطربة سجلت فيها إعمال عنف بعد فشله في استيعاب الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام القذافي أو تجريدهم من السلاح، والذين نظموا أنفسهم بعد ذلك في ميليشيات مدججة بالسلاح تفرض قانونها في البلاد. وسيحاط حفل الانتقال بتدابير أمنية استثنائية بعد تصعيد العنف في مناطق عدة في الأيام الأخيرة.