يعتبر اللبن الزبادي أو "الروب” من الأغذية المناسبة في رمضان، حيث يوصي خبراء التغذية بتناوله خلال سحور رمضان، والشائع أن اللبن الزبادي تعود نشأته إلى تركيا أوائل القرن الماضي.وذكره العالم الروسي إكي بينشكوف الحائز على جائزة نوبل للسلام في مؤلفاته الطبية بقوله "إن الذين يعيشون فوق المائة عام هم من أكلة الزبادي”.ويشير خبراء التغذية إلى أن "الزبادي عبارة عن لبن اختمر بفعل التفاعلات البكتيرية، وعملية التخمر تفصل عنه المواد الدهنية، والمواد الزلالية تتحول إلى مستحلب رطب سهل الهضم، والسكر يتحول إلى حمض يشبه حمض اللبنيك”.ويوضح خبراء التغذية الفائدة الكبرى للزبادي، خاصة عند تناوله في رمضان، إذ تكمن تلك الفائدة في «مادة اللاكتوز باشيلس، وهي ميكروب صغير الحجم لا يرى بالعين المجردة، يهاجم الكائنات غير المرغوب فيها عن طريق تكوين بيئة حمضية مضادة لها، فتقوم بتطهير الأمعاء وتقضي على 85? من الجراثيم الضارة بها، كما يعيد تخزين اللاكتوز باشيلس في الأمعاء في الوقت الذي تكون فيه الكائنات أو الميكروبات الأصلية في المنطقة قد تحطمت نتيجة المرض أو المضادات الحيوية”.واللبن الزبادي طعام سهل الهضم ويرطب الجسم، وهو أسهل في الهضم من الحليب، لأن التفاعلات الكيميائية التي تحدث أثناء التخمر تؤثر على السكر الموجود في اللبن، والبروتين الموجود فيه، بحيث يصبح الناتج الجديد أكثر سهولة في الهضم من اللبن، كما إن التفاعلات البكتيرية التي تحدث في السكر تمثل علاجًا سريعًا للذين يعانون تقلصات المعدة أو الإسهال نتيجة شرب اللبن.كما إن اللبن الزبادي يعتبر ذا قيمة غذائية عالية، لأن عملية التخمر لا تُفقد اللبن سوى كمية ضئيلة من المواد السكرية الموجودة فيه، وهو ما يجعل الزبادي يشارك الحليب في ارتفاع قيمته الغذائية، كما يحتوي على فيتامينات "أ” و”د” ونسبة كبيرة من الكالسيوم، إضافة إلى أن المواد البروتينية في اللبن الزبادي أفضل من المواد البروتينية الموجودة في اللحوم، لأن الأخيرة تحتوي كميات وفيرة من الدهون.ويعتبر اللبن الزبادي طعاماً مناسباً للمتقدمين في السن، وتحتاجه السيدات اللاتي تجاوزن سن 45 عامًا، واللاتي يعانين ضعف العظام، وسقوط الأسنان. واللبن الزبادي والحليب يعوضان الجسم نقص المواد التي تسبب تلك الأعراض. ولكن اللبن الزبادي يفوق الحليب في الفائدة، نظراً لأن الحليب غني بالكوليسترول، وعلى ذلك فيفضل لكبار السن الإقلال من الحليب والإكثار من اللبن الزبادي، حيث يعطي الجسم الفوائد الموجودة في اللبن دون المواد الدهنية والكولسترول.ولا يعتبر اللبن الزبادي ذا فائدة غذائية عظيمة فقط، بل يمكن اعتباره ذا فائدة علاجية لكثير من الأمراض والعلل، وكذلك فإنه ذو قيمة وقائية، لأنه يزيد المناعة وقدرة التحمل، ويعمل على تقوية الجهاز الهضمي والدورة الدموية.وللزبادي علاقة وثيقة بتأخير ظهور أعراض الشيخوخة لمن يتناولونه بصفة مستمرة، وذلك عن طريق زيادة مقاومة الجسم والوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية، وإبادة الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية، وذلك بإضافة خط دفاع قوي يؤدي إلى وقف عملية ترسيب الكوليسترول على جدران الشرايين، خاصة التي تغذي القلب والمخ، وبالتالي أثبتت أحدث الدراسات أن المعمرين يواظبون على تناول الزبادي ويستمتعون بالصحة والقوة والنشاط الدائم والشباب المتجدد والحيوية الزائدة.كما إن اللبن الزبادي يساعد على التخلص من الدهون الثلاثية والكوليسترول، ما يساعد على عدم ترسيبها على جدران الشرايين، كما أنه مهدئ للأعصاب ويساعد الإنسان على التخلص من الأرق والمغص ويطهر الأمعاء، ويبيد البكتيريا المسببة للأمراض.وبجانب الأملاح المعدنية والأحماض، يحتوي الزبادي على فيتامينات متعددة، وتناولـه مع الطعام بصفة مستمرة يدفع ضرر التلوث الناتج عن شرب المياه، إضافة إلى التلوث الناتج من عوادم السيارات وأدخنة المصانع.