القاهرة - (وكالات): قرر الرئيس المصري محمد مرسي أمس إقالة رؤساء المخابرات العامة والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية ومحافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك في أكبر حركة تغييرات للقيادات العليا للدولة منذ توليه مهام منصبه، فيما قتل وأصيب عشرات المسلحين في عمليات للجيش المصري أطلق عليها «خطة تطهير سيناء». وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي المصري إن مرسي قرر أن «يحيل إلى التقاعد» رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي كما قرر تعيين رئيس جديد للحرس الجمهوري المسؤول عن حراسة الرئيس وقائد جديد للشرطة العسكرية وإقالة محافظ شمال سيناء. وتأتي هذه القرارات بعد 3 أيام من الهجوم الذي استهدف حرس حدود مصريين شمال سيناء وأوقع 16 قتيلاً منهم. وأكد علي أن مرسي قرر «تعيين اللواء محمد أحمد زكي قائداً للحرس الجمهوري واللواء محمد رأفت عبدالواحد شحاتة قائماً بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة وإحالة اللواء محمد مراد موافي للتقاعد وكذلك إقالة محافظ شمال سيناء». وأضاف أن مرسي أصدر كذلك قراراً بـ «تعيين قائد جديد للشرطة العسكرية» خلفاً للواء حمدي بدين الأمر الذي احتفى به على الفور النشطاء الشباب الذين شاركوا في الثورة على نظام حسني مبارك والذين يحملون بدين مسؤولية التدخل العنيف للجيش ضد المتظاهرين في الشهور التي تلت إسقاط الرئيس السابق. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن مرسي قرر كذلك تعيين قائد جديد لقوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية ومدير جديد لأمن القاهرة. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت في وقت سابق تصريحات غير معتادة للواء مراد موافي أكد فيها أن جهاز المخابرات العامة «كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابي يستهدف وحدات في سيناء قبيل وقوع حادث سيناء»، مضيفاً أن «هذه المعلومات لم تشر إلى مكان أو توقيت الهجوم». وأكد موافي، بحسب الوكالة المصرية، أن «المخابرات العامة أبلغت الجهات المعنية بهذه المعلومات. وأنها جهاز تجميع وتحليل معلومات وليس جهة تنفيذية أو قتالية، وأن مهمته تنتهي عند إبلاغ المعلومات للمعنيين بها من أجهزة الدولة».وغاب مرسي عن الجنازة التي أقيمت لتشييع ضحايا هجوم سيناء ما أثار تساؤلات وانتقادات كثيرة في مصر. وقال مصدر مقرب من الرئيس المصري أن التغييرات «تمت بسبب هجوم سيناء» مشيراً إلى أن إقالة قائد الشرطة العسكرية كانت «بسبب الجنازة» وما شابها من أحداث. وكانت تظاهرات صغيرة مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ولمرسي جرت أثناء مراسم تشييع ضحايا هجوم سيناء كما تعرض موكب رئيس الوزراء هشام قنديل لقذف بالحجارة أثناء خروجه من المسجد الذي أقيمت فيه صلاة الجنازة على أرواح الضحايا. يذكر أن قائد الشرطة العسكرية الذي تمت إقالته اللواء حمدي بدين عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويفترض أن يحتفظ بعضويته فيه بموجب الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الجيش في 18 يونيو الماضي. من ناحية أخرى، قتل 20 مسلحاً وأصيب العشرات في ضربة شنتها مروحيات مصرية في سيناء. وهذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يشن فيها الجيش المصري ضربات جوية في شبه جزيرة سيناء التي فرضت قيود على تواجده فيها بموجب معاهدة السلام المبرمة عام 1979 مع إسرائيل. واستهدف الهجوم بلدة التومة شمال سيناء بعد تجمع للقوات في القطاع الواقع على الحدود مع غزة. وأكد مسؤول عسكري في سيناء للصحافيين طالباً عدم كشف اسمه أن «20 إرهابيا قتلوا» في الغارات التي شنتها مروحيات أباتشي وعندما هاجمت فرقة المشاة الثانية بلدة التومة وقال إن «العملية متواصلة» فيما أفاد مسؤولون أمنيون آخرون في سيناء عن قصف قرب مدينة الشيخ زويد على مقربة من القرية. وأوضح المسؤولون أن مسلحين مجهولين هاجموا نقاطاً أمنية قرب العريش وجرى تبادل إطلاق نار دون أن يسفر الأمر عن سقوط ضحايا.وأعلن الجيش المصري في بيان رسمي أنه بدأ بالتعاون مع وزارة الداخلية خطة لتطهير سيناء من «العناصر الإرهابية المسلحة» مؤكداً «النجاح التام» للعمليات واستمرارها. وقال البيان «بدأت عناصر من القوات المسلحة ووزارة الداخلية تعاونها طائرات القوات الجوية خطة استعادة الاستقرار والسيطرة الأمنية على سيناء في ملاحقة واستهداف العناصر الإرهابية المسلحة وتمكنت القوات من تنفيذ المهام بنجاح تام وستستمر في تنفيذ المخطط». و»ناشد» الجيش في بيانه «القبائل وأهالي سيناء التعاون» مع القوات المسلحة من أجل تحقيق مهامها.وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن «حملات أمنية مكثفة بدأت بمحافظة شمال سيناء شملت جنوب العريش والشيخ زويد ورفح وسبقها تمشيط جوي لتلك المناطق لتحديد البؤر الإرهابية لتطهيرها وإثر ذلك قامت المدرعات والمجنزرات بمحاصرة تلك المناطق». وتابعت الوكالة «حاولت العناصر الإرهابية التعرض لطائرات التمشيط الجوى باستخدامها الصواريخ والمدافع الثقيلة والأسلحة الآلية المتعددة و «آر بي جي» ، لكنها لم تنل من الطائرات وكانت القوات على الأرض أسبق في التعامل مع هذه العناصر التي لقي عدد منهم مصرعهم». وأضافت أن «الحملات الأمنية لاتزال مستمرة لتطهير بؤر الإجرام من خلال غرفة عمليات تضم كبار قيادات الأجهزة الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة». وتأتي هذه العملية بعد ساعات على تشييع حراس الحدود الـ 16 الذين قتلوا بالقرب من الحدود مع إسرائيل بأيدي مجموعة مسلحة تسللت بعد ذلك إلى الأراضي المحتلة حيث قتل الجيش الإسرائيلي 8 من أفرادها.