بقلم ـ د. عبدالستار الراوي: على النقيض من العقل الوطني النقدي، وبالضد من الاعتمادات الفكرية المستنيرة، كان هناك فقه اللصوص مزيجاً من الأساطير الأمريكية واللاهوت السياسي الإيراني، يحمل مفاهيم ومدركات سلبية للحاضر والمستقبل، إذا ما جرى تبنيها أو التسليم بها، فمصطلح: (الشرق الأوسط) مثلاً أصبح أكثر تداولاً الآن من مدرك (الأمة العربية)، وتم إحلال (المصالح الطائفية والمذهبية) بدلاً من الوحدة الوطنية، وجعلوا من دعاوى (المقابر الجماعية، مجزرة حلبجة، أسلحة الدمار الشامل) ذريعة لشرعنة العدوان وتسويغ الاحتلال تحت مسميات (التحرير والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة)، وعمد منظرو الفاشية الجديدة إلى إحلال ألفاظ (الطوائف، الأطياف، الألوان، المكونات) وسيلة لتمزيق وحدة المجتمع، وجرح المواطنة، وتشويه قيم التراحم والمحبة، في مقابل ترويج المحاصصة المذهبية والعرقية وتكريسها، واتخذ صانعو أكذوبة التحرير الأمريكية، خطوة غير مسبوقة في تاريخنا العربي عندما بدؤوا عملية تشريح النسيج العراقي الواحد إلى (أشلاء وشظايا) من خلال حشد من الأضاليل السياسية، وسلسلة من المغالطات التاريخية والجغرافية، فتحول تدمير الدولة العراقية إلى انتصار على الدكتاتورية وتم تفسير التحالف الأنجلو أمريكي المدجج بالقنابل الانشطارية وبالفسفور الأبيض (إجماعاً دولياً) وهكذا أصبح غزو العراق وتهشيم عظامه وبعثرة وحدته (إنقاذاً) من الطاغوت البعثي، وأصبح الاستحواذ على مقتنيات الدولة غنائم حرب، والتصرف اللامسؤول بموارد البلاد النفطية عودة شرعية للحقوق الضائعة!! احتفالية الدم القادمون الغرباء عن سماء البلاد وأرضها، دعاة (العراق السياحي الجديد)، أصحاب الولاءات المزدوجة بين واشنطن وطهران، الذين أقاموا احتفالية الدم غداة احتلال بغداد وجعلوا من يوم التاسع من أبريل عيداً بهيجاً، ومهرجاناً للنصر يتبادل فيه المهرجون والقتلة واللصوص التهاني، وترفع بمناسبته الأنخاب، ويتحدث فيه المهرج والدجال وقاطع الطريق عن الثأر التاريخي وعن مظلومية العراقيين، وأن السباعية الحزبية (الأحزاب الرئيسة ضمن مشروع الاحتلال) التي جاءت بها الولايات المتحدة الأمريكية ستجعل من أرض الرافدين جنات تجري من تحتها الأنهار، هكذا اجتمع المستعرقون (اللئام حول مائدة الأرض الحرام). ولا يزال التزييف الساذج للواقع، والخروج على التاريخ، ومحاولة تغييب الوعي الوطني، يجد ضالته لدى الجهلاء، أصحاب اللاهوت السياسي ومروجي فتاوى فقهاء الأنفاق السود الذين عمدوا إلى تحريف النص الديني عن موضعه، فاستبدلوا الأصول الثابتة بالفروع، وجعلوا الجزئي كلياً، والثابت متغيراً، وفريضة الدفاع عن الثغور ومقاتلة الأعداء الغزاة فعلاً مكروهاً، لأن أركان الجهاد، على حد زعم (فقهاء بريمر)، لم تكتمل وأنها غير متوفرة، فحرموا المقاومة، وحظروا على العراقيين القتال، وافتروا على الله كذباً، فزعموا على طريقة التفسير الأمريكي أن الإسلام يوجب على العباد التعايش السلمي مع أبناء العم سام، تكيفاً مع الواقع، وتعايشاً مع الاحتلال، فلرّبّ (ضارة نافعة)، لذلك حرَّم فقهاء الأحزاب الدينية الحاكمة، بالإعلان الصريح والبيان الفصيح، مقاومة العدو، وكفّروا كل من يرفع السلاح في وجه الغزاة أو التصدي لقوات الاحتلال، وأنكروا على الشعب العراقي حقه في تحرير وطنه.. هكذا عمد المزورون دعاة التريث والأناة والحكمة، إلى تحريف الكلم الحكيم، وتنكروا للواجب الشرعي، فأجازوا الأخذ بيد الغاصب الأجنبي، ومعاونته في إنجاز مهماته، بتعمير البلاد وإسعاد العباد، وبهذا التضليل السياسي الوضيع سعى الغرباء الوافدون حملة الولاءات الأجنبية، إلى قلب المنطق الوطني على رأسه تزييفاً لأبنيته وقياساته وقضاياه كافة، فجعلوا من (كلية) الوطن، مسألة جزئية، وعدّوا الشأن السياسي (المتغير) أزلياً ثابتاً!! الصفقة الشاملة بينما كان الأمريكيون يجهزون حملتهم العدوانية لغزو العراق، كانت إيران بعد فشل العديد من محاولات التقرب من واشنطن تنكب على إعداد لوحة “مقترحات” متكاملة تتقدم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تشمل قضايا رأسية، يتقاطع فيها الطرفان ومسائل أخرى كانت مثار خلاف مستديم بينهما، وكانت الغاية من المبادرة الإيرانية هي إيجاد مدخل لمد الجسور واستعادة الثقة المفقودة بين الخصمين لمعالجة المعضلة النووية، وراعت طهران صياغة مقترحاتها على نحو “صفقة شاملة” لمقايضة الأمريكيين عند التفاوض في حل النزاع القائم بين البلدين. تم إرسال الوثيقة السرية إلى واشنطن، متضمنة مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي تتعهد بها طهران في حال تمت الموافقة على “الصفقة الكبرى”. من بين أهم قضايا الوثيقة الإيرانية: البرنامج النووي، وسياستها تجاه إسرائيل، ومحاربة القاعدة، كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة (أمريكية - إيرانية) بالتوازي، للتفاوض على “خارطة طريق” بخصوص ثلاثة مواضيع أساس: أسلحة الدمار الشامل، الإرهاب والأمن الإقليمي، التعاون الاقتصادي. ووفقاً لـ«تريتا بارسي” فإن هذه الوثيقة هي مجرد ملخص لعرض تفاوض إيراني أكثر تفصيلاً كان علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري هو “تيم جولدمان” نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية عبر السفارة السويسرية في طهران. وتضمنت الوثيقة السرية الإيرانية للعام 2003 والتي مرت بمراحل عديدة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 استعداد الجمهورية الإسلامية تقديم الخدمات والتنازلات الآتية: 1 ـ استخدام نفوذها في العراق لـ«تحقيق الأمن والاستقرار، وإنشاء مؤسسات ديمقراطية، وحكومة غير دينية”!! 2 ـ اعتماد “شفافية كاملة” لتوفير الاطمئنان، وتأكيد أن الجمهورية الإسلامية لا تطور أسلحة دمار شامل، والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفة كاملة ومن دون قيود. 3 ـ استعداد إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة، والضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضد المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967م. 4 ـ تعهد إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بنحو كامل في الإطار اللبناني. 5 ـ قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت في العام 2002م، أو ما يسمى “طرح الدولتين” والتي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967م. المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل في استعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبب ذلك إحراجاً كبيراً لجماعة المحافظين الجدد والصقور الذين كانوا يناورون على مسألة “تدمير إيران لإسرائيل”، “ومحوها عن الخريطة”. تعطيل الصفقة وينقل “بارسي” في كتابه التحالف الغادر: إن الإدارة الأمريكية، المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد، كانت وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار “إننا -أي الإدارة الأمريكية- نرفض التحدث إلى محور الشر”، بل أن هذه الإدارة وبخت الوسيط السويسري الذي نقل الرسالة. وهنا تحاول الإدارة الأمريكية تسويغ موقفها حتى لا تكشف اللعبة. وأشرنا في الحلقات السابقة أيضاً إلى أن الجمهورية الإسلامية حاولت مرات عديدة التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية لكنها أخفقت في مساعيها، وكان الإيرانيون يظنون أن إسرائيل كانت تقف عثرة أمام هذه المساعي، خوفاً من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة. ومن المفارقات التي يذكرها الكاتب أيضاً أن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذين نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بألاّ تؤخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة على محمل الجد أو بعين الاعتبار، لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية!! ولإدراك طبيعية العلاقة بين هذه المحاور الثلاثة يستلزم فهماً صحيحاً لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، وإذا كان ثمة صدام عسكري بين العواصم الثلاث، فإن الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني يتعلق بما يحدثه السلاح الإستراتيجي من متغيرات جيوسياسية في مناطق نفوذ كل من هذه الدول التي تتقاطع فيها الأدوار والمشاريع والمصالح عند وصولها إلى الخطوط الحمر لهذه الدولة أو تلك. فيما كانت قضيتا العراق والنووي الشغل الشاغل للقيادة الإيرانية. الهيئة التنسيقية 1 ـ عندما أخفقت إيران بإقناع البيت الأبيض وبعد أن أسقط في يديها، وضعت ثقلها كله في تطوير عمل الهيئة التنسيقية المعنية بالمعارضة العراقية، وأقدمت طهران على تشكيل الهيئة في العام 2001 وتضم في عضويتها (ممثلي الحرس الثوري، ورؤساء الأحزاب والجماعات الدينية الموالية لإيديولوجية ولاية الفقيه) وواصلت الهيئة لقاءاتها الدورية المشتركة. وتشير الوثائق بهذا الشأن إلى أن الهيئة كانت جزءاً من مشروع تجهيز الجمهورية الإسلامية الخاص بملف العراق بعد الانتهاء من إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وكان مكتب الأركان التابع لحرس الثورة الإسلامية يشارك بإعداد تقادير المواقف أثناء وبعد الغزو الأمريكي، ولذلك تضمنت خطط الهيئة تعليمات وخرائط تفصيلية، وآليات الحركة وتوقيتاتها تجاه بعض الأهداف الحيوية، في حال حدوث غزو أمريكي، وتقديم الدعم الضروري والفعّال للقوات الأمريكية عند وصولها إلى الأراضي العراقية والقيام بعمليات استطلاع وبهجمات محدودة المدى بهدف مشاغلة القوات العراقية في الجنوب. 2 ـ قبيل الغزو الأمريكي، طلب مكتب أركان الحرس الثوري من قيادة الأحزاب المعارضة العراقية تشكيل كتيبتين سُميت الأولى (مجاهدي الحسين) ترسل إلى مدينة العمارة وسُميت الثانية (أنصار الحسين) تتوجه إلى الناصرية لجمع المعلومات عن انتشار الوحدات العسكرية العراقية قبل شن الحرب، ولتحديد مواقع المنشآت الحكومية، ومراكز قوات الدفاع الجوي، وأشرف على ذلك جنرال من الحرس الثوري، وكان الجنرال الإيراني المسمى (محمد) اتخذ من السليمانية مركزاً لتأمين اتصالاته بشبكة أفراد المليشيات الحزبية، وطلب من أفرادها السيطرة على الطريق الواصل بين الديوانية والقاسم الواقع في محافظة بابل فور دخول القوات الأمريكية. العشاء الأخير تناقل الدبلوماسيون المقيمون في طهران عبر مصادر وثيقة الصلة بما يعد ويجري من الخافيات السياسية خلف الأبواب الموصدة، من بينها وأهمها اجتماع السيد علي خامنئي بقيادات البلاد مساء الخامس عشر من فبراير 2003 لوضع اللمسات الأخيرة على تقدير الموقف الإيراني حيال الغزو الأمريكي الوشيك على العراق، أجاب المرشد الأعلى رداً على سؤال عن المصلحة في انتشار عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين على الحدود مع إيران: “كانوا بعيدين وكنا عاجزين عن الوصول إليهم، فأتوا إلينا وصاروا بين أيدينا”. وأضاف، رداً على سؤال عن رؤيته للغزو وتداعياته: “إذا غزا الأمريكيون العراق، فستكون بداية النهاية لأمريكا”!! بناءً على ذلك، اعتمدت الاستراتيجية الإيرانية في التعامل مع عزم الولايات المتحدة الأمريكية على غزو العراق على العناصر الآتية: 1 ـ من مصلحة إيران الإطاحة بالنظام العراقي القائم، لذلك فإن الجمهورية الإسلامية وانطلاقاً من مصالحها العليا لن تقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية في حملتها العسكرية لإسقاط صدام حسين، بمعنى عدم مقاومة الغزو الأمريكي. 2 ـ تتولى قيادة حرس الثورة الإسلامية وحسب سياقات عملها، إنجاز جهزوية فيلق بدر، من حيث الإعداد والتدريب والإمداد اللوجستي، بما يمكّن مقاتليه من العبور الآمن، وتثبيت المواضع داخل الأراضي العراقية. 3 ـ عندما يتم القضاء على النظام البعثي في بغداد، وبعد أن تضع الحرب أوزارها، تضع القيادة الإيرانية خطة عمل شاملة في ضوء معطيات الواقع، بما يجعل الوجود الأمريكي في العراق مضطرباً، بمعنى العمل لضمان ألا يشعر المحتل للحظة بأنه في حالة استقرار، وفي الوقت نفسه عدم تكثيف العمليات بما يدفع الأمريكي إلى مغادرة العراق من دون تثبيت الأقدام فيه وضمان قيام نظام صديق يكون جزءاً من محور الممانعة الذي تقوده إيران. 4 ـ ضمان أن يكون النظام المقبل بقيادة الغالبية الشيعية العراقية “المضطهدة أيام صدام”. 5 ـ اعتبار القوات الأمريكية المنتشرة في العراق رهائن تضمن عدم تجرؤ الأمريكيين على القيام بأي خطوة عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية، لا عنصر تهديد كما حسبوا الأمر في واشنطن أو كما اعتقد كثير من صناع القرار والمحللين الاستراتيجيين في العالم. 6 ـ ضمان تفكيك البنية التحتية للدولة القديمة، وخاصة الجيش وحزب البعث لضمان عدم تجمعها مجدداً والانقلاب على الوضع الجديد، كما فعل الجيش الإيراني مع محمد مصدق في خمسينيات القرن الماضي عندما نجح جنرالاته في إسقاط هذا الأخير وإعادة الشاه إلى الحكم. إشارة البداية وحين بدأت الحرب اتخذت إيران مسارين متوازيين: الأول: تكوين كتائب الموت وفرق الإعدام بدأت عملياتها في البصرة منذ الانطلاقة الأمريكية الأولى بموجب قوائم أعدت سلفاً تضم أسماء القيادات العسكرية والمدنية، مطلوب تصفيتها المسار الثاني: مشى بالتوازي مع الأول، فكان تنسيق عمل أحزاب ولاية الفقيه العراقية، استعداداً للدخول في غمار العملية السياسية حال انتهاء الحرب، التي كان المحتل الأمريكي على وشك الانتهاء منها. أدرك الإيرانيون مبكراً، في ظل امتلاكهم لخيوط اللعبة كافة داخل العراق، أن مشاركة الأحزاب الموالية في العملية السياسية يقطع الطريق على الأمريكيين فرصة تركيب نظام جديد على هواهم، ما يجعل المهمة مزدوجة: مقاومة المحتل الأمريكي لإخراجه، ومن ثم فتح معركة ثانية مع النظام للسيطرة عليه أو تقويضه. بناءً على ذلك، عمل الإيرانيون لتوزيع الأدوار داخل منظمات ولاية الفقيه، وتوزيع الأدوار بموجب المصالح الإيرانية، وجهزت آلية عملها على هذا النحو. الفتاوى لعب بعض مراجع الدين الإيرانيين المقيمين في العراق أدواراً مزدوجة، فأوهموا القيادة السياسية بأنهم ضد العدوان الأمريكي وعلى هذا الأساس أشهروا فتاواهم الداعية إلى التصدي لقوات الغزاة، وفي الوقت نفسه كانت هناك ومن المراجع أنفسهم فتاوى موازية تم تمريرها سراً عبر الوكلاء تحظر على مقلديهم التصدي للقوات الأمريكية، وهناك عشرات الوثائق والشهادات لا يتسع المقال لعرضها تؤكد الأساليب الملتوية التي لجأ إليها المنافقون من رجال الدين الذين تنكروا للبلد المضيف فلم يراعوا حرمته، وقابلوا الحسنى بالسوء. حصاد الرؤوس في أيام أبريل ولياليها الطويلة وفي أعقاب حركة تقدم القوات الغازية وهي تنتقل من مدينة إلى أخرى، كانت مليشيات أحزاب ولاية الفقيه تواصل حملاتها الفاشية في ملاحقة العراقيين من المسؤولين المدنيين والعسكريين، وتستمر بلا توقف في أعمال القتل والتصفيات الجسدية وتشعل في طريقها الحرائق في مؤسسات الدولة.. وسجلت ذاكرة المدن العراقية كتائب الموت المسعورة وهي تنقض على أبنائها بالرصاص، وتدمر جميع الموجودات في طريقها!!
إيران المعاون والحليف الرئيس لأمريكا على غزو العراق
28 مايو 2012