كتب- عبد الله إلهامي:ينطلق المهرجان السنوي الذي تنظمه وزارة الثقافة "تاء الشباب” بنسخته الرابعة في الأول من سبتمبر المقبل، ليعكس واجهة البحرين الثقافية من خلال فنون متعددة تبنتها ثماني مبادرات: حفاوة، كلنا نقرأ، درايش، دوزنة وتشكيل، تنصيص وتكنيك وأوبراليك.وستتزين حلّة النسخة الرابعة بالمفكر الإسلامي د.عبد الوهاب المسيري، تقديراً لإسهاماته المتعددة في إثراء المكتبة العربية لحياته الحافلة بالكثير من التحولات الفكرية التي كان لها بالغ الأثر في بلورة أطروحاته.يذكر أن المهرجان ينظم فعالياته السنوية في جناح تاء الشباب بمجمع السيف التجاري، لينقل إلى الحضور فنونه وإبداعات الطاقات الشبابية في المملكة على هيئة معارض وزاويات وندوات وحلقات نقاشية تضم كتاباً وأدباءً ومعماريين.حفاوةومن أجمل ما يحمله تاء الشباب للثقافة والمجتمع، احتفاؤه في كل نسخة بشخصية عريقة لها أثرها الواضح بإسهاماتها وإنجازاتها المتعددة، ومن هنا يجيء احتفاؤه هذا العام بطيف الكاتب والمفكر الإسلامي د.عبد الوهاب المسيري، تقديراً لما قدمه للمكتبة العربية والعقل العربي من نتاج فكري ومعرفي، فهي تهدف إلى الاحتفاظ بما يصلح للبقاء من أولئك العظماء، من خلال اللقاء بتلامذته ومقتفي أثره.كلنا نقرأوتعدّ مبادرة "كلنا نقرأ” إحدى أبرز دعائم مهرجان تاء الشباب بنسخته الرابعة، فهي تضم أكبر شريحة من الطاقات الشبابية المشاركة في المهرجان، وتهدف إلى إشراك فئات المجتمع بمكامن الإبداع الأدبية والكتابية من خلال الالتفاف حول المفكرين والأدباء والكتاب ومناقشتهم، كما إن المبادرة تقدّم معرضاً للكتب المستعملة يتبادل فيه القراء الفائدة، وتدشّن، أيضاً، إصدارات جديدة لشباب بحرينيين انطلقوا في بحور الأدب.وتستضيف المبادرة بنسختها الرابعة الكاتب المغربي المعاصر د.عبدالإه بلقزيز الذي يشغل منصب أمين عام المنتدى المغربي العربي في الرباط، لما له من باع طويل في الثقافة والاطلاع، التي انعكست من خلال مئات المقالات المنشورة في الصحف العربية البارزة، وإصداراته التي بلغت واحداً وثلاثين كتاباً، كي يناقش مع الجمهور جدليات الديمقراطية في المجتمعات العربية، أملاً في تخطي المرحلة الشعاراتية والتعرف على خارطة القراءة الفلسفية للإنسان الذي يحاول التحرر، كما سيحلّ الكاتب الكويتي الشاب عبد الوهاب الحمادي الذي حظي بجلسات توقيع ناجحة لروايته الأولى "طير الأبابيل” ضيفاً على الجهود الشبابية بالمهرجان لمناقشة الفلسفة الاجتماعية لإنسان ما بعد الحرب التي تضمنتها الرواية، وتأتي د.هيفاء باسيل بيطار من العمق السوري لتعبّر عن زاوية القصة والرواية، وتسرد للجمهور مجموعتها القصصية، بالإضافة إلى ذلك فإن مدير تحرير مجلة الدوحة الثقافية عزت القمحاوي سيشغل، أيضاً، ركناً أساساً في تاء الشباب الرابع، لتقديمه ثمانية كتب أدبية تتنوع بين الروايات والقصص القصيرة، إلى جانب المقالات المنشورة في الصحف المصرية والعربية. ولا تغفل "كلنا نقرأ” جانب التنمية البشرية الذي يعزز مهارات الشباب وطاقاتهم بروح التقدم والتطوير، مما حتّم عليها استضافة خبير التنمية البشرية لؤي الخاجة واختصاصي التطوير الذاتي د.ساجد العبدلي، ليسهما بنقل خبراتهما إلى مختلف المشاركين في مجالي تطوير الذات وتعزيز مستوى القراءة.درايشوتشغل الفنون المعمارية التي تعادل فكرة نصٍ ثلاثي الأبعاد، وتماهي فكرة الإنسان بمفهوم المدينة والوطن، ركناً مهماً في مهرجان تاء الشباب ليعبّر عن ذلك بمبادرة "درايش” الساعية لخلق مساحات ثقافية مفتوحة في أوساط شباب الهندسة المعمارية، إذ تستضيف المعماري الإسباني إنريك رويزجلي الذي يسلط الضوء من خلال أعماله المعمارية على تصميم المعارض وواجهاتها، ويتميز أيضاً بإدخال أحدث التقنيات على فن العمارة.ومن أبرز فعاليات تلك المبادرة، تدشين كتاب "بحريني الهوية”، يضم فلسفات مهندسين معماريين من أبناء الوطن وتجاربهم، ليعكس إسهاماتهم في هذا العلم الواسع. وستنظم المبادرة حلقات نقاشية وندوات حول تطور النمط العمراني في الكويت وبرشلونة من خلال عرض صور لحقبات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى تنظيم جولة سياحية لاستكشاف الفنون المعمارية المنفذة على المباني والأبراج في المملكة بالتعاون مع هيئة السياحة، كما ستلقي ندوة "لايك آند ديسلايك” الضوء على قضايا معمارية تتعلق بالمجتمع البحريني، كـ«الدفان” وغيره، قانونياً ومعمارياً وتأثيرها على المواطن.وسيقدم مجموعة من طلبة التصميم الداخلي ورشة عمل حول تناسق الألوان واختيار الأثاث، وستخصص لهم زاوية لتقديم الاستشارات، علاوة على أن إحدى فعاليات مبادرة درايش ستعتني بمشروع البيوت الآيلة للسقوط، لتوثيق آلية تطبيق تلك المكرمة الملكية، من خلال التقاط صور فوتوغرافية للمنازل الآيلة للسقوط قبل هدمها وأثنائه وأيضاً خلال إعادة بنائها. يذكر أن المبادرة ستخصص جزءاً من جهدها لإعادة تشجير حديقة الحد وتصميمها وزراعتها بما يناسب الفن المعماري الراقي، وأيضاً تحويل حيين من أحياء مجمع 216 بالحالة إلى أحياء ذات هوية بحرينية بإضافة بعض اللمسات المعمارية عليهما، بالإضافة، كما ستستضيف شاعراً ومعمارياً لتفسير شاعرية المكان وتحليل النمط المعماري الذي يحكي عنه الشاعر. دوزنة وتشكيلوتأتي مبادرة دوزنة ضمن ركائز تاء الشباب لتمزج بين المبادرات كافة وتطرح تجارب الدول الأخرى في تحقيق منجزاتها الثقافية، وتبدأ بالمغرب العربي الذي يحمل اختلافاً عميقاً وأثراً مغايراً في هذا المنحى، لذلك فإن تلك المبادرة تساعد على فتح أفق جديد للمشاركين، كما تسلّط مبادرة تشكيل الضوء على الفنون التشكيلية من خلال معارض مبتكرة وأعمال إبداعية متعددة.تنصيص وتكنيك وأوبراليكتسعى مبادرة تنصيص في عامها الثالث، لتهيئ للإعلام أجيالاً شبابية متمكنّة، تتمرّس في مجالات الإعلام المرئية، المسموعة، المكتوبة والإلكترونية، وتستوعب تقنيات كل منها وأساليبها من خلال استضافة بعض الإعلاميين البارزين في الوطن العربي. وتعدّ مبادرة تكنيك محاولة لاستيعاب المعادلة الإلكترونية، والتخلص من المفاهيم البسيطة، وفتح سياقات فكرية ومعرفية تستوعب هذه الفوضى المعلوماتية كلها، كما تحاول الاستفادة من هذه الوفرة التقنية للتبادل الثقافي، وتُدرِج أيضاً بعامها الثاني التقنية في المجال الثقافي، وتستثمر شبكات التواصل الاجتماعي والأجهزة الحديثة لتوقع التكنولوجيا والثورة المعلوماتية في مكامن الثقافة والفكر. وتخطّ مبادرة تكنيك تجربة مسرحٍ جديد، يتمرّد على المعتاد، لتقدّم وجهها الأول ضمن مبادرات تاء الشباب هذا العام بمسرحيين شباب، يجرّبون شغفهم على نحو "اسكتشات” وورش ومسرح، لذلك فإنها تستضيف ميشال حوراني كممثل شارك في العديد من الأعمال التمثيلية بالتمثيل أو الإخراج. وينطلق مهرجان تاء الشباب بنسخته الرابعة سبتمبر المقبل، وتواصل اللجنة الإعلامية استكمال ترتيباتها واستعداداتها الإعلامية للمهرجان، وتأخذ على عاتقها مهمة إيصال فكر التاء ومشاريعه القائمة والمستقبلية إلى الجماهير، من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة، واستثمار وسائل الإعلام الحديث كمواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والمواقع الإلكترونية.يشارك في اللجنة الإعلامية للمهرجان نحو 50 متطوعاً من الشباب، تم تدريبهم وتأهيلهم من خلال دورات تدريبية متنوعة، شملت كتابة الخبر الصحافي، والتغطية الصحافية، وكيفية إعداد التقارير الإذاعية والتلفزيونية، حيث لا تقتصر اللجنة على الإعلاميين المحترفين، أو من يجيدون مهنة الإعلام، بل تستقبل المواهب الشابة في مجالات التحرير والتصوير والتصميم، للاستفادة منها وتطويرها من خلال ورش العمل.ومن أجل تحقيق منجز إعلامي مميز، تعقد اللجنة الإعلامية للمهرجان اجتماعاتها بصورة أسبوعية، بمشاركة جميع الوحدات سواء الصحافة، التصوير الفوتوغرافي، الإذاعة والتلفزيون، وحدة الإعلام الإلكتروني والتصميم، لتقييم أداء اللجنة وبحث ومناقشة أجندة الفعاليات وهيكل العمل، للوصول إلى كيفية وآلية تنفيذ محكمة. وقالت رئيسة اللجنة الإعلامية عائشة الشاعر إن اللجنة تتفرع منها فرق عمل في شتى مجالات الإعلام، ويمارس الشباب أدوارهم في نقل معرفتهم وخبرتهم المكتسبة خلال العمل في التاءات السابقة إلى الجيل الإعلامي الجديد في التاء الرابعة، مشيرة إلى أن اللجنة تعاقدت مع إحدى شركات الإنتاج لإعداد الرسالة اليومية للمهرجان، فيما بدأت وحدتا الإذاعة والتلفزيون بإعداد التقارير اللازمة وتجهيز الفواصل الإعلانية المطلوبة. وأتمّ أحمد شمس تصميم وتنفيذ كتيب المهرجان وبرز هذا العام بـ ثيمة شبابية لونية مختلفة عن سابقاتها، ويعمل حالياً على تنفيذ التصاميم الخاصة بإعلانات الشوارع المطبوعات الموازية للفعاليات وغيرها. وتمكن فريق الصحافة هذا العام من التعاقد مع 4 صحف محلية هي البلاد والأيام والوطن والوسط ومجلة البناء السعودية، ويواصل الفريق مراسلاته مع الصحف الخارجية والجهات المعنية، فيما يحرر الفريق الصحافي المواد الكتابية الخاصة بمطبوعات المهرجان وإعداد المقالات الثقافية، وترتيب الاستعدادات لورش عمل متخصصة في إجراء تغطيات ثقافية مكتوبة.ولفتت الشاعر إلى إن اللجنة تشرف على مبادرة تنصيص، وهي مبادرة تقدم مجموعة ورش عمل في مجال التغطيات الثقافية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإعلام الإلكتروني، لكل من رئيسة الإذاعة في المغرب أسمهان عميمور، ومستشار الإذاعة والتلفزيون في البحرين د. إيلي فلوتي، والإعلامي المغربي ياسين عدنان، ود. أماني الحلواجي من جامعة البحرين.ووجهت اللجنة التنظيمية لمهرجان "تاء الشباب” جزيل الشكر والتقدير لجميع الرعاة الداعمين والشركاء الإعلاميين ممثلين بشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو”، أكاديمية الخليج للطيران، شركة طيران البحرين، مجمع السيف التجاري، ديار المحرق، صحف الوطن والأيام والبلاد والوسط ومجلة البناء السعودية. وكان مهرجان "تاء الشباب” انطلق عام 2009 تحت مظلة وزارة الثقافة، وبدعم وتشجيع الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لفكرة أطلقها مؤسسه الراحل محمد البنكي لإدماج الشباب في الحِراكات الثقافية وتفعيل دورهم في صياغة وتبادل الثقافات، وإيجاد روح شبابية ثقافية في الوسط البحريني.