قالت النيابة العامة في مرافعتها أمام محكمة الاستئناف العليا، إن المتهمين قطعوا لسان المؤذن عرفان محمد بأداة حادة، بعد أن اقتحموا منزله واعتدوا عليه بالضرب. وسردت النيابة تفاصيل الواقعة أنه عند خروج المجني عليه من المسجد بعد صلاة العشاء سالكاً طريق العودة إلى منزله، فوجئ بالمتهمين ينطلقون من الدوار، وما أن شاهدوه يسير وحيداً في الطريق حتى توجهوا نحوه جميعهم وانهالوا عليه بالضرب بأسلحة كانوا يحملونها. وأضافت أن المؤذن التمس النجاة وسارع بالهرب باتجاه منزله وأغلق الباب، فلحقه المتهمون واقتحموا منزله وكسروا الباب الخارجي، وأخذوا يبحثوا عنه في أرجاء المكان، حتى اكتشفوا مكانه في إحدى الغرف وهجموا عليه وضربوه بما يحملونه في أيديهم من قطع حديدية وأوتاد خشبية، فسقط أرضاً متأثراً بجراحٍ في كافة أنحاء جسده. ونبّهت إلى أن المتهمين أمسكوا بالمجني عليه وشلوا حركته، بينما أخرج المتهم الأول مقصاً من جيبه وطلب منه إخراج لسانه حيث أمسك به بيده واقتطع جزءاً منه بقسوة ووحشية، ما نتج عنه إحداث عاهة مستديمة لا يحتمل زوالها وفقاً لما هو ثابت بتقرير الطبيب الشرعي. وقالت إن الجناة ارتكبوا جريمتهم بناءً على تحريض المتهمين الثامن والتاسع بارتكاب جرائم الاعتداء على حياة وسلامة الأشخاص من الجنسية الآسيوية، ومصادرة حرياتهم بطردهم من محافظة العاصمة وملاحقتهم في كل مكان يوجدون فيه تنفيذاً لغرض إرهابي، الغرض منه الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة البحرين وأمنها للخطر وبث الرعب بين الأشخاص وترويعهم. وردت النيابة العامة على ادعاءات الدفاع أن شخص المجني عليه ليس هو نفس المؤذن، أن الادعاء مدحوض ومردود عليه، وقالت "الثابت من تحريات الشرطة وأقوال الشهود والنشرة الطبية الخاصة بالمستشفى العسكري، أن المجني عليه وجدت به إصابة قطع في لسانه وغيرها من الإصابات الموصوفة بالتقرير”. وأوضحت أن أدلة الثبوت في الدعوى هي أقوال شهود الإثبات بينهم شاهدان كانا موجودين في المنزل يوم الوقعة، عندما حضر إليهما المجني عليه عرفان محمد أحمد بعد صلاة العشاء بمسجد المهزع، وقال إنه تعرّض لاعتداء من قبل أشخاص، وبعدها بقليل دخل عليهم الجناة المنزل وهم يحملون السكاكين والسيوف والعصي واعتدوا عليهم. ولفتت النيابة إلى أن التحريات المكثفة حول الواقعة ومن المصادر السرية الموثوقة، تحريض كل من محمد حبيب المقداد، وعقيل الساري للاعتداء على الآسيويين وتشكيل عصابة مسلحة بالعصي والأسلحة البيضاء، وتضم سامي أحمد مكي وحسين علي ومحمد مكي طريف ومحمد علي المرهون ومحمد عبدالله منصور وفاضل عباس وعبدالهادي إبراهيم خليل وآخرون. وأظهر تقرير الطبيب الشرعي أن المؤذن أُصيب في الرأس والبطن وكانت ذات طبيعة رضية، حدثت من المصادمة بأجسام صلبة أياً كان نوعها، وهي جائزة الحدوث من ألواح خشبية، فيما تغيّرت معالم إصاباته بالشفة واللسان بالتدخل الجراحي وعوامل الشفاء. ورأت النيابة أن الوصف الإصابي وموضع الإصابة وعدم اصطحابها بكدمات أو كسور بالفك والأسنان، يرجّح إمكانية حدوثها من جسم صلب حاد مثل سكين أو سيف أو ما في حكمها، والواقعة في مجملها جائزة الحدوث وفقاً للتصور والتاريخ الواردين بمذكرة النيابة، وأن حالة المؤذن المذكور خطيرة للغاية.