قال النائب عن كتلة البحرين الشيخ جواد بوحسين، إن خطاب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أمس، بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يمثّل خارطة طريق واضحة المعالم والأسس لبحرين مشرقة ومزدهرة، تنبثق من ثقافة وأصالة شعب البحرين، وإرثه الاجتماعي. وأكد بوحسين أن شهر رمضان هذا العام، كان شهراً مميزاً على صعيد التواصل والتراحم، وعلى صعيد ترميم ما أحدثته الأزمة السياسية والشرخ الطائفي الذي كاد يحرق الأخضر واليابس، لولا حكمة جلالة الملك في معالجة تداعيات الأزمة، بتدرجية وموضوعية وهدوء وعقلانية، ومزج الحوار السياسي مع تطبيق القانون وإرساء دولة المؤسسات. ونحن مع جلالة الملك، حين قال بأن شهر رمضان الكريم، هو مناسبة للتفكّر فيما يجمع كلمتنا ويوحّد صفوفنا، فإننا في أحوج ما نكون للوحدة الوطنية، ولرأب الصدع، فالوحدة وتقوية النسيج الداخلي، هو السبيل الأقوم والأفضل مواجهة كافة التداعيات الخطيرة التي تعيشها المنطقة والإقليم، حيث تتسارع الأحداث والكوارث السياسية والأزمات في المنطقة، الأمر الذي يتطلّب تقوية جبهتنا الداخلية، بمزيد من الحوار بين كافّة الأطياف الاجتماعية. وأضاف: نحن مع الحوار، الحوار الصادق الذي تجلس فيه كلّ الأطراف على طاولة واحدة، يتم فيه طرح كل قضايانا ومشاكلنا بشفافية وعقلانية وهدوء، وأن يتفّهم كل طرف هواجس ومخاوف الآخر، وأن نصل إلى صيغة توافقية تحفظ حقوق الجميع بلا استثناء، ففي النهاية، فإن هدفنا في الأخير هو تحقيق دولة المواطنة، وتحقيق العدالة الاجتماعية للكل، وبلاشك، فإن البحرين قطعت شوطاً طويلاً في هذا السياق، وما نحتاجه، هو المشاركة الإيجابية الفاعلة، لتطوير مشروعنا السياسي، والبناء عليه، واحتواء كافة المشاكل والأزمات من خلال المؤسسات الدستورية”. وتابع بوحسين: في هذا السياق، نجد أن جلالة الملك في خطابه اليوم، أكّد على دولة المؤسسات والقانون، وعلى أنه ليس في وسع أحد أن يكون فوق القانون أو يتطاول على المؤسسات الدستورية، وأن كل من حاول ذلك تصدينا له وضربنا على يده بكل قوة، لأنه من دون دولة المؤسسات، ومن دون تطبيق القانون، فإن معنى ذلك، أن نتجه نحو العبث، ونحو الفوضى، واللااستقرار، ولذلك، فإننا نؤكّد على ضرورة تطبيق القانون على الجميع بدون أي استثناءات أو تمييز، فإن ذلك هو الطريق الأنجع لحماية مكتسباتنا الوطنية، وبناء وطننا العزيز. وأكّد بوحسين، أن البحرين هو بلد التعايش والتعدّدية، وأن من واجب الجميع أن يعمل على حماية هذه التعددية، لأنها مكسب ثقافي وحضاري مهم، ولذلك، فإننا نرفض الأصوات الإقصائية، والدعوات الإلغائية للآخر، ونرفض محاولة تطبيع المجتمع ضمن رأي واحد، ولون واحد”. ولفت بوحسين، إلى ضرورة ترجمة خطاب جلالة الملك إلى واقع ملموس، حيث تقع المسؤولية على عاتق الجميع، وليس الدولة فقط، مضيفاً: هنا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات بمختلف توجهاتها وأطيافها، في نشر الوعي السياسي والثقافي، والتأكيد على ثقافة التعايش والتسامح، ونبذ العنف والتطرف والأفكار المتصلبة والإلغائية للآخر.
بوحسين: خطاب الملك «خارطة طريق» للمرحلة المقبلة من العمل الوطني
15 أغسطس 2012