جلالته يرحب بدعوة خادم الحرمين لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلاميةدعا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إلى لقاء يجمع أصحاب الفكر والرأي والمشورة في البحرين لدعم مسيرة التنمية في الأمة الإسلامية، مؤكداً ضرورة إيجاد مخرج للأزمة السورية يضع حدّاً للعنف وإراقة الدماء. وأعرب لدى مشاركته بجلسة العمل الأولى لقمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة، عن قلقه البالغ مما تتعرض له الأماكن المقدسة في القدس الشريف من انتهاك حرماتها وتغيير هويتها، مطالباً المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية المستمرة على هذه الأماكن واحترام قرارات مجلس الأمن ومبادئ الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف ذات الصلة.وقال جلالته "ونحن نسعد بالأيام والليالي المباركة من هذا الشهر الفضيل، الذي نعيش عشره الأواخر المفعمة بالمغفرة والرضوان، أهنئكم جميعاً ببلوغكم موسم الخير في رمضان، متضرعاً إلى المولى عز وجل، أن يتم علينا نعمة صيامه وقيامه، ويعيده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، بالأمن والسلام والصحة والعافية والتوفيق لما يحبه ويرضاه”.وأضاف "أتقدم إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشكر والتقدير على هذه الدعوة الكريمة، واستضافته لهذه القمة المباركة التي تأتي في وقت مهم من تاريخ أمتنا الإسلامية، واستكمالاً لجهود مشكورة ومستمرة ترعاها المملكة العربية السعودية الشقيقة بحفظ من الله وتوفيقه لخدمة أمتنا الإسلامية جمعاء”. وأردف العاهل المفدى "استمعنا إلى الخطاب الجامع الذي استهل به خادم الحرمين الشريفين هذه القمة الاستثنائية، وما ورد فيه من آفاق واسعة تمثل حال المسلمين وضرورة توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم، وإصلاح ذات البين بينهم والتعاون الفكري والاقتصادي والسياسي بما يعود بالخير على الإسلام والمسلمين وعلى الإنسانية كافة”.ورحب جلالة الملك المفدى بمقترح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز للحوار بين الطوائف والمذاهب الإسلامية مقره المملكة العربية السعودية، على أن يُضمن ميثاق مكة المكرمة الذي يصدر عن مؤتمر القمة. وأضاف جلالته أن الدين الإسلامي كما أنزله الله سبحانه وتعالى، دين الوحدة والتضامن والبعد عن الانقسام، دين يضم جميع الشعوب والطوائف والأعراق ويرفض أعمال الكراهية والشقاق والفتنة.ونبّه إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعمل الإسلامي المشترك، داعياً إلى العمل الجاد من أجل إيجاد حل عادل ودائم وشامل لها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية وقرارات اللجنة الرباعية الدولية. وأعرب عاهل البلاد المفدى عن قلقه البالغ مما تتعرض له الأماكن المقدسة في القدس الشريف من انتهاك لحرماتها وتغيير هويتها، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة تفعيل قراراته بصورة عملية لوقف الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية المستمرة على هذه الأماكن، وضرورة احترام قرارات مجلس الأمن ومبادئ الشرعية الدولية واتفاقات جنيف التي تحظر أحداث تغييرات جغرافية أو ديمغرافية في الأراضي الخاضعة للاحتلال.وقال إن التطورات المؤسفة والمتسارعة على الساحة السورية واستمرت حتى الآن زهاء عام ونصف بلا توقف وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشعب السوري الشقيق "تستدعي منا جميعاً وقفة تأمل جادة في أبعادها وتداعياتها الداخلية والإقليمية والدولية، وفي نفس الوقت إيلاء الاهتمام الواجب لمطالب الشعب السوري المشروعة ومعاناته الإنسانية، وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة يضع حداً للعنف ويوقف إراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها”. وفيما يتعلق بالشعب المسلم الشقيق في مينمار تابع جلالته "يتوجب علينا جميعاً الوقوف معهم في هذه المحنة، وتقديم العون له والمساعدة، إضافةً إلى النصح السليم لحكومة مينمار بهذا الشأن”.وأردف "قطعت شعوب وبلدان العالم الإسلامي خطوات واسعة ومتعددة في مسيرة البناء والتنمية، وحققت مزيداً من الإنجاز والنجاح والإصرار على بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه، من أجل حاضر زاهر ومستقبل مفعم بالأمل للأجيال المقبلة، يجمعها في ذلك هدف واحد وعزم لا يلين”. وأوضح جلالته "لاشك أن تعاليم وقيم ومبادئ شريعتنا الإسلامية السمحاء تمثل الإطار الجامع والضوء الهادي الذي ينير الطريق ويفتح كل آفاق التعاون والتكامل، وخاصة التكامل الاقتصادي لما فيه خير أمتنا جمعاء، وعلى صعيد القطاع المالي والمصرفي، فإن البحرين تسجل بكل فخر واعتزاز خبراتها الواسعة وإسهاماتها المميزة في إنشاء وتعزيز مسيرة العمل المصرفي الإسلامي منذ سبعينات القرن الماضي، واحتضانها أكبر تجمع من المؤسسات والهيئات المالية الإسلامية، ما انعكس في تطور هذه الصناعة ونموها بذات القدر المحقق على مستوى العمل المصرفي التقليدي”.وانتهز العاهل المفدى فرصة انعقاد القمة المباركة ووجه الدعوة إلى عقد لقاء جامع في البحرين يضم العلماء وأصحاب الفكر والرأي والمشورة والمختصين في هذا المجال، "نعرض عليهم فيه حصيلة ما حققناه ونستمع إلى ما لديهم من أفكار ومقترحات”، لسبل دعم مسيرة البناء والتنمية في الأمة الإسلامية، بالتنسيق والتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي والهيئات والمؤسسات التابعة لها.وسأل جلالته الله تعالى التوفيق في اجتماع القمة، و«أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال في هذا الشهر الكريم، ويوفقنا وإياكم لخدمة ديننا وأوطاننا، وأن يؤلف بين قلوبنا ويُديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلام”.وشكر جلالته أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، على جهوده الكبيرة وسيره بالمنظمة خطوات جادة وصاعدة نحو تحقيق أهدافها، ليكون برهاناً لقدرة أبناء الإسلام على حمل المسؤولية بكل أمانة واقتدار، مقدماً شكره أيضاً لأعضاء الأمانة العامة.