الرياض - (رويترز): أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية أكبر بورصة في الشرق الأوسط تعاملات شهر رمضان على مكاسب قوية قاربت 6% ودفعته ليتجاوز الحاجز النفسي الواقع عند 7 آلاف نقطة مما يثير التفاؤل باستمرار الاتجاه الصعودي بعد عطلة عيد الفطر.وأنهى المؤشر تعاملات الأربعاء الماضي، وهي جلسة التداول الأخيرة قبل عطلة عيد الفطر مرتفعاً بنسبة 0.51% عند مستوى 7004 نقطة وهو أعلى مستوياته في 11 أسبوعا وتحديدا منذ 30 مايو الماضي.ويقول محللون إن هناك تفاؤلاً بوجه عام باستمرار مكاسب المؤشر بعد عطلة عيد الفطر في حال عدم وجود أخبار سلبية في الأسواق العالمية لاسيما منطقة اليورو المكبلة بالديون وفي حال استقرار أسعار النفط عند مستوياتها الحالية.وقال الكاتب الاقتصادي، طارق الماضي: "وفقاً لتجارب الأعوام الماضية دائماً عند الافتتاح بعد الإجازة إذا كانت هناك روح تفاؤلية فإنها تؤثر في السوق بشكل قوي”. وأضاف الماضي: "يأتي ذلك التفاؤل من خلال تراكم الأخبار من الأسواق العالمية خلال الإجازة .. لو ارتفعت حركة الأسواق العالمية خلال فترة العيد سينعكس ذلك على السوق في اليوم الأول من استئناف التداول والعكس صحيح”.وأوضح الماضي أن المستثمرين سيركزون خلال الإجازة على تتبع التقارير الاقتصادية الواردة من أوروبا والصين على وجه التحديد وكذلك على أسعار النفط وتقارير النمو أو الانكماش الاقتصادي التي قد تؤثر عليها وبالتالي على أسعار البتروكيماويات بشكل كبير. ويستحوذ قطاع البتروكيماويات السعودي على الجزء الأكبر من رسملة السوق ويتأثر بشكل مباشر بتقلب أسعار النفط وبحركة الأسواق العالمية.وقال متعامل في الرياض - طلب عدم الكشف عن هويته - "السوق يستهدف تشييد قمة عند مستوى 7250 نقطة وفي حال استقرار الأسواق العالمية من المتوقع أن يواصل المكاسب مستهدفاً 8000 نقطة خلال فترة تقارب الشهر”. وخلال 20 جلسة تداول شهدها المؤشر خلال شهر رمضان ارتفع 5.7 بالمئة وبلغ متوسط قيم التداول 5.8 مليار ريال (1.5 مليار دولار) وهو ما وصفه المحللون بأنه أعلى مستوى للسيولة خلال رمضان منذ عام 2005.واستهل المؤشر تعاملات الشهر الكريم بقيم تداول تراوحت بين 4.1 و5.03 مليار ريال في الأسبوع الأول من رمضان ثم واصلت الصعود في الأسبوعين التاليين لتتراوح بين 6.4 و 7.3 مليار ريال. وفي الأسبوع الأخير تراجعت قيم التداول لتدور مستوياتها بين 5.14 و 6.6 مليار ريال. وقال الماضي إن التداول في رمضان كان يتم بشكل مكثف على أسهم قطاع التأمين لكن في آخر أسبوع انتقلت لقطاعات أخرى مثل القطاع الزراعي. وأضاف الماضي: "بوجه عام لا أرى أي شيء غير تقليدي يدعو للتشاؤم لكن يجب مراقبة تقارير توقعات نسبة النمو في منطقة اليورو ولاسيما ألمانيا التي تعد المحرك والأمل لإنقاذ أوروبا”.وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات” أمس إن تضخم أسعار المستهلكين في منطقة اليورو - التي تضم 17 دولة بلغ 2.4% في يونيو -على أساس سنوي مؤكدا تقديره الأولي. وبذلك ظل التضخم في المنطقة مستقراً عند 2.4% في 3 أشهر متتالية وهو أدنى مستوياته في 16 شهراً.ويترقب المستثمرون في الأسواق العالمية أنباء عن إجراءات من جانب بنوك مركزية لتحفيز النمو ما قد يعزز السيولة ويبقي على أسعار الفائدة منخفضة ويشعل مخاوف تضخمية طويلة الأمد.