كتبت- زهراء حبيب: صالون نسائي من دون انتظار بالساعات حلم كل امرأة في أيام العيد، فالنساء يتهافتن على صالونات التجميل النسائية منذ ساعات الصباح الباكر، وقبل أن يفتح الصالون أبوابه لتكون أول الواصلين، بيد أن بالطابور النسائي الذي ينتظر فتح الصالون يصعقها. وترى النساء ينتقلن من صالون إلى آخر بحثاً عن مكان أقل اكتظاظاً وانتظاراً، علماً أن الصالونات النسائية في البحرين لا يتجاوز عددها 1030 صالوناً نسائياً يعد مواسم الأعياد فرصة للكسب المادي الوافر، فتضطر صاحبات الصالونات إلى فتح أبواب صالوناتهن النسائية ما لا يقل عن 15 ساعة. في هذا الصدد تقول فاطمة عبدالله إن الهم الأكبر للمرأة البحرينية في عيد الفطر المبارك هو الانتظار بالساعات في الصالونات النسائية، التي تتهافت عليها مئات النساء للتزين استعداداً لأيام العيد، والظهور بأحلى حلة. وتشير إلى أنها قصدت صالونها التي اعتادت على ارتياده بصفة دورية وكان الطابور النسائي بانتظارها، وحتى يحين دورها عليها الانتظار ما لا يقل عن 3 ساعات، فغادرت المكان. وفي الساعة الثامنة صباحاً من اليوم التالي أعادت الكرة، والثقة تغمرها بأنها ستكون أول الزبائن وما إن فتحت باب الصالون حتى فوجئت بأعداد النساء اللواتي غص بهن الصالون، وبسؤالها للموظفة أجابتها أن النساء كن ينتظرن خارج الباب من الساعة 7 والنصف صباحاً. وخرجت فاطمة بحثاً عن صالون آخر أقل ازدحاماً حتى عثرت على واحد، بعد ترددها على 3 محال قبله، وكان عليها تحمل الانتظار لمدة ساعة ليحين دورها. وتتكرر تفاصيل المعاناة مع أغلب النساء، وتنتهز الصالونات هذه المناسبات للكسب المادي الفاحش، ورفع الربح التجاري بما يكفي لمدة عام كامل، فأغلب الصالونات ترفع سعر الخدمة ديناراً كحد أدنى، ولا يقل مدخول معظم الصالونات عن الألف دينار يومياً وفق ما تشير إليه إحدى العاملات في هذا المجال، والمرأة تتحمل تلك التكلفة من أجل أن تظهر بأحلى طلة في أيام العيد. وفي الجانب الآخر هناك معاناة أخرى للعاملات في الصالونات النسائية، ففي العشر الأواخر من رمضان يعشن حالة طوارئ لبذل جهد مضاعف، ونوم أقل، والدخل المادي لساعات العمل الإضافية لا تساوي الجهد المبذول في تلك الأيام. فالصالونات النسائية تفتح أبوابها من الساعة الثامنة صباحاً حتى 12 منتصف الليل كأقل تقدير، وفي ليلة العيد تبقى الصالونات مفتوحة حتى 3 فجراً، وبعضها يواصل حتى ظهر أول يوم للعيد تتخللها ساعات راحة قصيرة جداً. وتبين صاحبة أحد الصالونات أن في عيد الفطر المبارك تشهد الصالونات ازدحاماً نسائياً منقطع النظير، على خلاف العيد الكبير. فمرتادو الصالون يتناقص، وتشتد المنافسة بين الصالونات في هذه المناسبات فبعضها يقدم خدمات جديده ومميزة، وبأسعار تنافسية، فمواسم الأعياد السنوية تشكل نقطة فاصلة ومهمة للعاملين في هذا المجال من التجارة النسائية. وطالبت بتحسين قطاع صالونات التجميل النسائية، بما يتوافق مع زيادة الطلب على هذا القطاع، والاستجابة للتطورات المطردة الحاصلة في هذا النوع من الخدمات بما يتناسب مع السوق المحلي الأمر الذي يحتاج إلى زيادة تصاريح العمل. يذكر أن هيئة تنظيم سوق العمل تبدي اهتماماً بقطاع صالونات التجميل النسائية، كما صرح في بداية العام الحالي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل أسامة العبسي، وتنفيذ مسح شامل على قطاع صالونات التجميل النسائية، لإعادة تحديد متطلبات القطاع خلال اجتماع مع لجنة صالونات التجميل، علماً أن هناك نحو 1030 صالوناً تجميل نسائيّاً في البحرين، و88 % من الصالونات لا تنطبق عليها البحرنة لأنها لا تشمل أكثر من خمسة موظفين، إذ تم التصريح للقطاع 2113 تصريح عمل، فيما بلغ مجموع العمالة الوافدة في هذا القطاع نحو 1929 موظفة وافدة.
نساء ينتظرن بالساعات في الصالونات.. والعاملات دون راحة
19 أغسطس 2012