بغداد - (أ ف ب): أكد رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي أن العراق أشار إلى استعداده لتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة وذلك بعد 8 أشهر من انسحاب القوات الأمريكية من ذلك البلد، فيما أشار إلى أن إيران تسعى إلى زيادة نفوذها بالعراق. من جهة أخرى، أكد دمبسي في الحديث نفسه لصحافيين في الطائرة التي أقلته إلى أفغانستان، أن إسرائيل والولايات المتحدة تختلفان في تفسيرهما لنفس المعلومات الاستخباراتية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقبل زيارة إلى العراق هذا الأسبوع، رأى دمبسي أن إيران العدوة اللدودة لواشنطن تحاول توسيع نفوذها في العراق لكن القيادة العراقية تريد بناء علاقات مع الجيش الأمريكي. وأضاف الجنرال الذي سيكون أعلى مسؤول أمريكي رتبة يزور العراق منذ انتهاء مهمة القوات الأمريكية في هذا البلد "أعتقد أن "القيادة العراقية” أدركت أنها فوتت فرصة إقامة علاقات أكثر طبيعية معنا”، في إشارة إلى المناقشات التي جرت مع القيادة العسكرية العراقية. وأكد أنه يتوقع أن تسعى إيران إلى تعزيز وجودها في العراق في حال سقوط النظام السوري الحليف لها. وقال "أعتقد أنهم إذا خسروا موقعهم في سوريا، فسيسعون إلى زيادة نفوذهم في العراق. فهم من الناحية الاستراتيجية سيسعون إلى الحصول على مخرج آخر”. من جهة أخرى، قال الجنرال دمبسي إنه لا يمكنه تأكيد الأنباء بأن طهران تلتف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها عن طريق مصارف وأسواق مالية عراقية ما يمكنها من الحصول على العملة الاملابكية الضرورية لها.من جهة أخرى، قال دمبسي إن إسرائيل والولايات المتحدة تختلفان في تفسيرهما لنفس المعلومات الاستخباراتية بشأن برنامج إيران النووي. وأوضح أن إسرائيل تعتبر أن التطلعات النووية الإيرانية تشكل تهديداً لوجود إسرائيل. وأكد أنه يجري محادثات مع نظيره الإسرائيلي بني غانز بشكل منتظم "مرة كل أسبوعين”، موضحاً "نقارن المعلومات الاستخباراتية ونناقش التداعيات الإقليمية واعترفنا لبعضنا البعض بأن تقييمنا للوضع يختلف”.وأكد دمبسي من جديد موقفه بأن أي ضربة عسكرية يمكن أن تشنها إسرائيل على المنشات النووية الإيرانية ستعيق المشروع النووي الإيراني ولكنها لن تدمره. وحول سوريا أبدى الجنرال الأمريكي حذراً بشأن احتمال شن عمل عسكري ضد النظام السوري. ورداً على سؤال عن إمكانية دعم الولايات المتحدة لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، ألمح دمبسي إلى أن مثل هذه الخطوة قد تؤثر على الموارد العسكرية الضرورية لردع إيران في الخليج. وأضاف "علينا أن نحدد مصالحنا القومية بوضوح. هناك حسابات في أي عمل تقوم به سواء في سوريا أو في مضيق هرمز، وهذه مسألة يجب أن تتعامل معها بحذر”. من ناحية أخرى، قتل 409 أشخاص وأصيب 975 بجروح في سلسلة تفجيرات وإطلاق نار شهدها العراق خلال شهر رمضان، وفقاً لمصادر أمنية. وشهد شهر الصوم العديد من الهجمات الدموية، أبرزها موجة عنف وقعت في 23 يوليو الماضي وأسفرت عن مقتل 113 شخصاً وإصابة 259، وكذلك سلسلة هجمات متفرقة في 17 اغسطس الجاري أسفرت عن مقتل 82 شخصاً وإصابة 270 آخرين. وبحسب جون ديرك المحلل الأمني الذي يعمل لصالح مجموعة "اي كي غروب” فإن العنف غالباً ما يتصاعد خلال الشهر المبارك في العراق "كون الإرهابيين المتشددين يكونون بعزيمة أكبر لتنفيذ هجمات انتحارية خلال شهر رمضان، لأنها مرتبطة بالشهادة والتضحية بالنفس”.
واشنطن: إيران تزيد نفوذها بالعراق
21 أغسطس 2012