حذّر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي الأمريكي من أصل لبناني وليد معلوف، من عملية انتقامية يقوم بها "حزب الله” في حال انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد "الجيش السوري الحرّ”، سيكون لبنان والبحرين مسرحها، وأن الحزب درّب شباناً بحرينيين، وذلك في معرض شهادته أمام الكونغرس الأمريكي.وذكرت صحيفة "الجمهورية” اللبنانية، أمس، أن معلوف شدد خلال جلسة الاستماع إلى تطبيق تقرير "اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق”، أمام لجنة "ذا توم لانتوس” لحقوق الإنسان في غرفة البرلمان في الكونغرس الأمريكي، على أنّ التطورات الأمنية في البحرين مرتبطة بالنزاع الإقليمي بين إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، وهما نظام الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله” في لبنان من جهة، والدول العربية المتحالفة مع الغرب، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.ووسط استمرار التصعيد الذي يرافق النزاع الداخلي في سوريا، رجّح معلوف، أنّه إذا ما انهار نظام الأسد على يد "الجيش السوري الحر”، فإنّ "استقرار وأمن البحرين سوف يكونان عرضة لمزيد من الخطر من المعارضين الذين تستخدمهم إيران و«حزب الله” لخلق حال من عدم الاستقرار لدول الخليج”.وشدد معلوف، وهو المدير السابق للدبلوماسية العامة لشؤون الشرق الأدنى في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، على أنّ "حزب الله” بصفته امتداداً لنفوذ إيران، قادر فوراً على خلق حال من عدم الاستقرار في البحرين ولبنان على حد سواء، انتقاماً لسقوط الأسد.وفنّد معلوف الوقائع التي تثبت العلاقة بين ما يسمى المعارضة في البحرين و«حزب الله”.وذكّر بأنّ رئيس جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية” المعارضة في البحرين علي سليمان، كان التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يناير الماضي، (لقاء نقلته قناة "المنار”)، وأظهر العلاقة الوثيقة بين "حزب الله” وجمعية "الوفاق”، وشدد خلاله نصرالله على أهمية التضامن بين الجماعتين. أعقبه تقديم نصرالله في مارس الماضي دعماً هاماً للمعارضة البحرينية في خطاب متلفز. إلى جانب ذلك، أشار معلوف إلى تلقّي عدد من شبان المعارضة البحرينية تدريبات تحاكي أسلوبي تنظيم "القاعدة” و«حزب الله”.وقال: "هم يقومون بالزحف تحت الأسلاك الشائكة، ويقلّدون العسكر في مشيتهم، ويطلقون النار، ويحدثون انفجارات لتسليط الضوء على انعدام الخوف لديهم”.وأضاف: "هم يريدون أن يبرهنوا قدراتهم على تخطّي أي تحدٍّ، مبدين استعدادهم للموت والقتال”.وكشف معلوف عن تقرير تم رفعه للأمم المتحدة، تضمّن أدلة محددة، تشير إلى تلقّي مواطنين بحرينيين تدريبات في معسكرات لـ«حزب الله” في سوريا. وأبدى معلوف تساؤله حيال التناقض في سلوك الأمين العام لـ«حزب الله”، بدعم النظام الديكتاتوري في سوريا ضد إرادة الشعب الذي يريد حكماً أفضل، ووضع دستور أكثر ديمقراطية للبلاد، في حين يساند في الوقت عينه شيعة البحرين ضد حكومة المنامة.وذكّر بطرد البحرين 20 مواطناً لبنانياً على صلة بحزب الله في أبريل العام الماضي، من دون إغفال النزاعات الدبلوماسية بين حكومتي بيروت والمنامة، بسبب سلوك بعض المواطنين اللبنانيين في المملكة.ورفض معلوف اعتبار ما يجري في البحرين ثورة شعبية. وقال: "الوضع في البحرين لا يقترب من الربيع العربي”. خلق عدم الاستقرار في هذه الدولة الصغيرة والمسالمة والمتنوعة والحليف القوي للولايات المتحدة هو خطوة سياسية من طهران وجيشها بالوكالة (حزب الله)، يُراد منها استخدام أبناء البحرين من الطائفة الشيعية لخلق الفوضى في دول مجلس التعاون الخليجي.وعلى غرار ما يجري في لبنان، الدولة الصغيرة والمسالمة، توقّع معلوف أنّ "حزب الله” ينتظر الفرصة السانحة للاستيلاء عليها عسكرياً.وختم قائلاً: "كنا نظنّ كلبنانيين وبحرينيين أنّ الأمين العام لحزب الله سيستخدم ترسانته من الأسلحة تجاه إسرائيل، لكن للأسف، يبدو أنّه وجهها نحو لبنان والبحرين”.
دبلوماسي أمريكي: حزب الله يدرّب بحرينيين للانتقام عند سقوط الأسد
24 أغسطس 2012